03-08-2007, 12:29 AM
|
المشاركة رقم: 1 |
المعلومات | الكاتب: | | اللقب: | عضو | البيانات | التسجيل: | Dec 2006 | العضوية: | 530 | المشاركات: | 69 [+] | بمعدل : | 0.01 يوميا | اخر زياره : | [+] | معدل التقييم: | | نقاط التقييم: | 10 | الإتصالات | الحالة: | | وسائل الإتصال: | | | المنتدى :
الإسلامي العام الدرس الأول .. التعريف بالأخلاق. الدرس الأول
التعريف بالأخلاق
الحمد لله رب العالمين .. الذي خلقَ وفطَر , ودبَّر وقدَّر, ربُّنا الأعلى , الذي خلَقَ فسوَّى , والذي قدَّر فهدى .. نشهدُ أنهُ الله البارئ الفاطر , عالمُ الباطنِ والظاهر .. ونشهدُ أنَّ سيَّدَنا ونبيَّنا محمدًا عبدُه ورسوله , بُعِثَ لِيُتَمِّم مكارمَ الأخلاق , وكان الحبيبَ لمولانا الخلاَّق , اللهم أدِم صلواتِك على مَن عظَّمتَ خُلُقَه في كتابِك, سيدِ المرسلين, وخاتمِ النبيين, محمدٍ وعلى آلِهِ الأطهار, وأصحابه الأخيار, ومن على مَنهجِهِم سار .. وخَلِّقنَا اللهمَّ بأخلاقِه, وأدِّبنا بآدابه, برحمتك يا أرحمَ الراحمين .
أما بعد: فإنَّ مِن أعلى ما يجرِي فيه الحديثُ بينَ أهلِ هذه الملة, ومن أعظمِ ما يُدار حولَهُ الفكرُ والنظرُ والاستبصارُ المقصودُ من الخَلقِ والرسالة, موضوع الأخلاق التي يجبُ أن يتَّصِفَ بها الذي آمَنَ باللهِ ورسولِه, والذي أسلَمَ وجهَهُ للهِ من كل مَن شَهِدَ شهادةَ الحق .. أخلاق الإسلام ونقصد بها الصفات التي نَدَب الإسلامُ إليها ودعا كلَّ مسلمٍ إلى التَحَلِّي والاتصاف بها .
الأخلاقُ صفاتٌ وشمائلُ تُمَثِّل للإنسانِ صورةً باطنيَّةً معنويةً روحانية, عليها يُحشَرُ يومَ القيامةِ عندَ ظهورِ الحقائق, كما أنَّ للإنسان مقابلَ الأخلاق التي هي جمع خُلُقٍ خَلْقٌ, والخَلْق ينصرفُ أولاً في الذهن إلى الصورة الجسمانية, فهذا الخَلْقُ للجسم إذا انتظم وحَسُنَ سَمِّيَ حُسْن خَلْق, وهو أن تكونَ الصورةُ الظاهرةُ حسنةً .. كذلك الصورةُ الباطنةُ لهذا الإنسان إذا انتظمَت من جميلِ الصفاتِ ومحاسنِ الشمائلِ وكريمِ الأخلاقِ صارت صورتُه الباطنةُ حسنة وسُمي ذلك حسن خُلُُق, وتلك الصورةُ الباطنةُ هي التي إليها نظَرُ الحقِّ جل جلاله وهي التي يُحشَر الإنسانُ عليها يومَ القيامة .
فتبيَّن بهذا أنَّ الصورةَ الجسمانيةَ لا تساوي في المنـزلةِ ولا في المكانةِ الصورةَ الباطنةَ المعنوية لهذا الإنسان, فوَجَبَ على الإنسانِ العاقلِ المؤمنِ أن يَصرِفَ عنايتَه لتقويمِ أخلاقِه ولاتِّصافِهِ بما أحبَّ اللهُ منه أن يتَّصِفَ به, ويأخُذَ من البعثةِ النبويةِ مقصودَها حيثُ يقول نبي الله صلى الله عليه وآله وسلم (( إنما بعثتُ لأتمِّمَ مكارمَ الأخلاق )) وانبعاثُ الرغبةِ في الاتِّصافِ بالخُلُقِ الحسنِ عندَ الإنسانِ يوصِلُهُ إلى تتميم مكارِمِ الأخلاقِ فيه ، بمعنى أنَّ الإنسانَ قد يُطبَعُ على التَخَلُّقِ بالأخلاقِ غير الطيبةِ وغير المحمودة فهل يمكن الخلاصُ منها أو لا يُمكن ؟ وقد يفقدُ كثيرًا من الصفات الحسنة الجيدة . والبشر والمكلفون ممن وُجِّهَت إليهم الرسالةُ لديهم قابليةٌ لأن تَتَحسنَ هذه الأخلاقُ فيهم فتَرتَقِيَ مراتِبُهم . وإنما الأممُ الأخلاقُ ما بقيتْ
فإنْ همُ ذهبتْ أخلاقُهمْ ذهبوا
نسأل الله أن يوقعَ نورَ هذه الأخلاقِ في قلبِ كلِّ قارئٍ لها, ويفتحَ له بابًا من التوفيق, حتى يتَّصفَ بتلك الأوصاف , ويعتليَ في ذلك المنار, الذي بُعِث به المختار .. اللهم حققنا بذلك بمحضِ فضلِك وجودِك وكرمك .. يا أكرمَ الأكرمين . . وياأرحم الراحمين .
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين والحمد لله رب العالمين .
|
| |