:: New Style ::
التسجيل البحث لوحة العضو دعوة اصدقاء تواصل معنا

الإهداءات

         
 
عودة للخلف   منتدى الهاشمية > منتديات أدبية > الحكواتي
 
         

الحكواتي هنا تلتقي الإبداعات لتحكي وتروي قصة واقعية أو رواية خيالية هنا نورد آمثالاً وننطق حكماً

رد
 
LinkBack أدوات الموضوع أنماط عرض الموضوع
قديم 03-03-2007, 07:29 PM   المشاركة رقم: 1
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو
الصورة الرمزية
 
الصورة الرمزية فراشة الحجاز

فراشة الحجاز غير متصل

البيانات
التسجيل: Jan 2006
العضوية: 7
المشاركات: 1,812 [+]
بمعدل : 0.27 يوميا
اخر زياره : [+]
معدل التقييم:
نقاط التقييم: 10

التوقيت
الإتصالات
الحالة:
فراشة الحجاز غير متصل
وسائل الإتصال:

المنتدى : الحكواتي
إفتراضي فستان أحمر..حلم دافئ

فستان أحمر..حلم دافئ

31/05/2003
بسمة مروان- السعودية - 21 سنة



أحاول أن أرفع مزلاج نافذة حجرتي، لأطل على الشارع الهادئ الذي يخلو تقريباً من المارة. أسمع ضحكاتٍ دافئة تنبعث من الشقة المجاورة، فأتمنى لو أن ضحكاتهم تمنحني قليلاً من دفئها، ولكني أعلم أن هذا صعبٌ وبعيد.. فأتراجع، وأعود لغرفتي.

تنفرد بي أحزاني أوقات الصباح الباكر. أتذكر سنوات طفولتي، حينما كنت أمشي بهدوء، ممسكةً بيد والدي وهو يتمتم بأوراده الصباحية، وأشعر بالحنين، ليس إلى تلك الأيام، بل إلى يد والدي نفسها وتمتماته الخافتة بأوراد الصباح.

كان للصباح معنى آخر وقتذاك، وكنت أدركه رغم سني الصغيرة، وفهمي المحدود.

صباحي اليوم، جد مختلف. فيه ذلك الإحساس المر بالوحدة المفروضة علي. وفيه ذلك اليقين القاتل بأن العمر قد ذهب، وبأن العلاقات الإنسانية قد فات أوانها. وفيه.. وفيه، ومع كل هذا وذاك، الندم الحارق على سنوات العمر التي قضيتها سعيدةً بوحدتي وتفردي.

علي الذهاب إلى الجامعة الجديدة كي أقدم أوراق اعتمادي. أرمق وجهي بنظراتٍ مستريبةٍ ومحذرة، كيلا تنم ملامحي عما يختلج في صدري، أرسم ابتسامتي الواسعة، الواثقة، المضللة.. وأستعد للذهاب.

قبل اليوم، كنت أعمل في إحدى كليات الضواحي التي لا تبعد كثيراً عن مدينتي. كنت حريصةً على ترديد الأوراد التي كان يرددها والدي في الصباح، ثم أستمع إلى واحدة من أسطواناتي الموسيقية التي أحب.. كنت أعيش حياتي وحيدة، ولكن سعيدة. أستمتع بحياةٍ راقية، وهادئة.. اليوم، حياتي كما هي، ولكن متعها ـ بكل رقيها ـ فقدت معانيها.

من الصعب أن أبدأ من جديد. من الصعب أن أطرق تلك الأبواب، التي طالما تمنى أصحابها أن أطرقها يوماً. من الصعب، أن أعود لأقول للجميع بأنني نادمة، وبأنني إنسان يحتاج الدفء، كما يحتاجه الآخرون.

تأملتْ د. فتحية - عميدة الكلية - وجهي بمزيجٍ من الفضول والتودد، وواجهتها بمزيجٍ آخر، من المرح والثبات، أمام نظرتها الفاحصة. كان من السهل علي مواجهة مثل هذه المواقف، بل إنني كنت أستمتع بقدرتي على الثبات أمامها، وبإظهار قدرتي هذه للآخرين.

لا تبدو لي هذه المرأة كعميدة، أبداً، أرى أن المكان المناسب لها هو مقعدٌ مريح، أمام مدفأةٍ مشتعلة، تحيك سترةً صوفيةً لولدٍ مهاجر، أو حفيدٍ لم ير النور بعد.

كلماتها كانت تتسابق لترحب بي، بينما أطرافها الأربعة، في سباقٍ آخر، تدفعني لأتعرف على هيئة التدريس.. وبابتسامةٍ متعالية، مشفقة، استجبت لها حينما قدمتني لهم.

ووسطهم، رأيتها.. جليلة، تلك الفتاة التي رافقتني في معظم حياتي الدراسية، وأمامها استعدت ذكرياتي. وفي لحظة، ابتسمت ابتسامتي العريضة، التي ألجأ إليها في مناسباتٍ كهذه، واحتضنتها وهي تقول، بأنها لا تحتاج لأن تُعَرّف بإسمي..

منى ؟ لا تحتاجين يا جليلة، لأن يذكرك أحدٌ ما، باسم منى ؟

ألم تري شعرها الأشقر المصبوغ، في محاولةٍ لا واعية منها لتقليدك ؟

ألم تفكري، ولو لمرة، حينما تدرك فجأةً، امرأة في الخامسة والثلاثين، إنها تبحث في فاترينات المحلات، عن فستانٍ أحمر، يشبه ذلك الفستان الذي طالما تباهيت به أمامها عندما كنت طفلةً صغيرة، وكانت هي أيضاً، طفلةُ صغيرة ؟

ما علينا يا جليلة، ليس أمري بيدك، وليس أمرك، طبعاً، بيدي..

ليس أمرك بيدي، لأنك دائماً كنت تملكين أمرك، وأحياناً، أمور من حولك. أما أنا، فلم أزل تلك الطفلة، المنزوية.. تبحث عن قليلٍ من الضوء، والنور، والفرح.

طفلة، لا تعرف طعم الفرح.. هل رأيتها قبلاً يا جليلة ؟ أم أن ضوءك لم يصل إلى تلك الأنحاء الباردة، التي لا يعرف الدفء طريقاً لها.

ما علينا يا جليلة، لم يكن أمري بيدك، يوماً ما.

أتطلع إلى السماء الصافية، وأبتسم، حينما ألقي القبض علي وأنا متلبسةٌ بالجرم المشهود. أحاول أن أخدع نفسي، كما كنت أخدع الناس. نفسٌ عميق، ونظرة شاردة متمتعة بالحياة الكاملة التي أحياها. الحقيقة، لم أعد أملك هذا الترف.

تعترضني جارتي قبل أن أصل إلى سيارتي. تضحك لدقائق، لنكتةٍ ألقتها واكتشفت فجأة أنها لم تسمعها من قبل وأنا أنظر إليها بصبرٍ أحاول إخفاءه بثوبٍ من المرح. وتسألني عن جامعتي، فأضحك في سري للكلمات المتحذلقة التي تحاول بها التقرب إلي ويبدأ صبري في التحول إلى استمتاع مطلق وأنا أحكي لها عن متاعب العمل وعن طلبة الجامعة المميزين دون أن أصغي إلى صوت فضولها يناشدني أن أسكته بالتفاصيل.

"ريا" بسيطةٌ جداً بالرغم من ملابسها المترفة، وزينتها الصباحية المتقنة، وبالرغم من سلسلة الكلمات الإنجليزية والفرنسية التي اعتادت أن تضيفها في حديثها أحبها كثيراُ ولكنها بعيدة عني ولست بعيدة عنها. أطلب منها أن تقترب فلا تسمع ولست أظنها في يومٍ ما، ستسمعني.

من الصعب أن تستجيب الأبواب الموصدة، إلى دقات طارقٍ عابر.

أودعها وتودعني وأنطلق في رحلتي المعتادة. السماء ؟ صافية زرقاء، أو غائمة مسودة.. كفت السماء منذ زمن عن كونها مصدراً لاهتمامي.. الأحياء ؟ كئيبة باردة تطلب الدفء مثلي ولا تجده. عمائر تقليدية أو قصور مترامية أعلم أنني على حق حينما أقول (أنه) لا فرق بين الاثنين. والشوارع ؟ مكتظة بالسيارات، أو أن (أذناي) هذه الأيام قد أصبحتا مرهفتين، متشوقتين إلى الضجيج.. لا بد أنني أحتاج لأن أذهب إلى وسط البلد لأسمع ضجيج الباعة وصراخ الأطفال وكلمات السياح المتناثرة هنا وهناك.. وتلك الضحكات الدافئة، علها تمنحني دفئاً كاذباً لا أشفق على نفسي من زواله.

الخطوات الواسعة لا تحدث فجأةً.

من الصعب أن أتغير ومن الصعب أن أطلب من عالمي المزيف أن ينمحي. وحياتي ليست هينةً علي كي أعيشها بعجلة أو بلا مبالاة. خيار الزواج كان مطروحاً منذ الأزل كي أقوم بدوري الذي خلقت لأجله، وأشغل فكري وقلبي، عن الخوض في ماضٍ أريد نسيانه، وذكريات طفولةٍ سوداء لا تنمحي حتى وإن ابتعت فستاناً أحمر أو استطاعت جليلة أن تتذكر اسمي.


منقول من إسلام أون لاين












عرض البوم صور فراشة الحجاز   رد مع اقتباس
قديم 03-03-2007, 07:33 PM   المشاركة رقم: 2
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو
الصورة الرمزية
 
الصورة الرمزية فراشة الحجاز

فراشة الحجاز غير متصل

البيانات
التسجيل: Jan 2006
العضوية: 7
المشاركات: 1,812 [+]
بمعدل : 0.27 يوميا
اخر زياره : [+]
معدل التقييم:
نقاط التقييم: 10

التوقيت
الإتصالات
الحالة:
فراشة الحجاز غير متصل
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : فراشة الحجاز المنتدى : الحكواتي
إفتراضي رد على: فستان أحمر..حلم دافئ

وهذا النقد والتعليق لمن أراد الفائدة

النقد والتعليق:

الناقد والسيناريست: عماد مطاوع

"أحاول أن أرفع مزلاج نافذة حجرتي، لأطل على الشارع الهادئ الذي يخلو تقريبًا من المارة، أسمع ضحكات دافئة تنبعث من الشقة المجاورة، فأتمنى لو أن ضحكاتهم تمنحني قليلاً من دفئها، ولكني أعلم أن هذا صعب وبعيد.. فأتراجع، وأعود لغرفتي".

بهذه البداية الهادئة تدخل بنا "بسمة" إلى عالم زاخر ومركب لامرأة ذات طابع خاص بلغت الخامسة والثلاثين ثم توقفت فجأة لتشعر أن هذه الأعوام قد استلبت منها وأنها لم تشعر بوهجها، وقد ألفت نفسها تهتم بالجانب العملي من حياتها على حساب أحاسيسها وحياتها الخاصة، بل لقد تعدى الأمر ذلك إلى أنها باتت تشكك في كل شيء وتنتصر للدور الطبيعي للمرأة، ونلحظ ذلك عندما تحدثت عن د. فتحية، عميدة الكلية التي بدأت بها.. نجدها تقول عنها: "لا تبدو لي هذه المرأة كعميدة أبدًا أرى أن المكان المناسب لها هو مقعد مريح، أمام مدفأة مشتعلة، تحيط سترة صوفية لولد مهاجر، أو حفيد لم يرى النور بعد".

إن قصة "فستان أحمر" تمثل حالة الحنين والشوق إلى العودة لكل ما هو ماض في رغبة داخلية لإعادة تشكيل مسار حياة انقضى جزء كبير منها بالفعل، ويتبدى ذلك في الاسترجاعات التي تفرض نفسها عند الحديث عن صديقتها القديمة "جليلة" أو الجارة "ريا". والحق أن "بسمة " استطاعت بحس مرهف تصوير هذه الحالة المعقدة لامرأة "إنسان" هذا العصر المعقد والمتداخل والذي يعد الشعور باللاجدوى والفتور من أهم مميزاته حيث تحول الإنسان فيه لمجرد شيء.. جزء من آلة كبيرة تدور لتمحو شخصيته وتطمس مشاعره مقابل وهم سرعان ما يتكشف له زيفه.

لقد استطاعت "بسمة مروان" الإمساك ببعض اللحظات الإنسانية الهامة التي تعكس قدرتها على البناء القصصي المحكم في هذا الإطار التقليدي الذي كانت مصيبة في نهجه حيث وفر لها فرصة كبيرة للحكي والاسترجاعات والسرد بلا ملل أو افتعال، والحق أنها تمتلك بجدارة ناحية القص وأدواته وتبشر بقلم جاد سيقدم المزيد والمزيد في المستقبل، وعليها أن ترعى هذا القلم بأن تترك له زمام الأمر قليلاً لتجربه في أطر أخرى تتعدى هذا الإطار التقليدي الذي لا يظهر تفرده كاملاً.












عرض البوم صور فراشة الحجاز   رد مع اقتباس
قديم 03-07-2007, 01:52 AM   المشاركة رقم: 3
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو
الصورة الرمزية
 
الصورة الرمزية بسمة بني هاشم

بسمة بني هاشم غير متصل

البيانات
التسجيل: Jan 2006
العضوية: 10
المشاركات: 1,409 [+]
بمعدل : 0.21 يوميا
اخر زياره : [+]
معدل التقييم:
نقاط التقييم: 10

التوقيت
الإتصالات
الحالة:
بسمة بني هاشم غير متصل
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : فراشة الحجاز المنتدى : الحكواتي
إفتراضي رد على: فستان أحمر..حلم دافئ

شكرا قصة حلووووووووووة مرة
ما شاء الله على كاتبتها
الله يزيدها












توقيع : بسمة بني هاشم

لا إله إلا الله محمد رسول الله

عرض البوم صور بسمة بني هاشم   رد مع اقتباس
قديم 03-07-2007, 02:07 AM   المشاركة رقم: 4
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو

قفل الفتنة غير متصل

البيانات
التسجيل: Oct 2006
العضوية: 397
المشاركات: 1,531 [+]
بمعدل : 0.23 يوميا
اخر زياره : [+]
معدل التقييم:
نقاط التقييم: 10

التوقيت
الإتصالات
الحالة:
قفل الفتنة غير متصل
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : فراشة الحجاز المنتدى : الحكواتي
إفتراضي رد على: فستان أحمر..حلم دافئ

قصة تستحق الكثر من التأمل ووقفة طويلة وهادئة

شكرا فراشة الحجاز (( فراشة المنتدى))












عرض البوم صور قفل الفتنة   رد مع اقتباس
رد

العلامات المرجعية


يشاهد الموضوع حالياً: 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code هو متاح
الإبتسامات نعم متاح
[IMG] كود متاح
كود HTML معطل
Trackbacks are متاح
Pingbacks are متاح
Refbacks are متاح


المواضيع المتشابهة
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات المشاركة الأخيرة
حكاية جاري ميلر Gary Miller ابنة الاسلام الحكواتي 4 12-17-2016 01:01 AM
// ديكور أحمر × أحمر رووووعه // التاج الهاشمي عقار وبناء ومسكن 14 08-12-2009 03:03 AM
برنامج مدمر ملفات التجسس superantispyware 4.26.0.1006 - final من الفرن اخر اصدار كام tamazirt منتدى الكمبيوتر والانترنت 0 06-25-2009 02:19 PM
فستان زفاف سعره 6 مليون دولار !!! الطاهرة الهاشميات 5 06-21-2009 08:39 PM
موضه جديده فستان رجالي الطاهرة لحياة اجتاعية أفضل 3 02-16-2008 03:59 PM



كل الأوقات هي بتوقيت GMT +3. الساعة الآن 08:11 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
Search Engine Optimization by vBSEO ©2011, Crawlability, Inc.
vEhdaa 1.1 by rKo ©2009

تشغيل بواسطة Data Layer