02-22-2007, 01:27 AM
|
المشاركة رقم: 1 |
المعلومات | الكاتب: | | اللقب: | صاحبة الموقع | الصورة الرمزية | | البيانات | التسجيل: | Jan 2006 | العضوية: | 3 | المشاركات: | 5,550 [+] | بمعدل : | 0.80 يوميا | اخر زياره : | [+] | معدل التقييم: | | نقاط التقييم: | 10 | الإتصالات | الحالة: | | وسائل الإتصال: | | | المنتدى :
لحياة اجتاعية أفضل عندما يكون بعيري أفضل من أطفالي ! بقلم د . عبد الله بن موسى الطاير
أعتقد جازما أن لدينا خللاً في التربية والتعليم لا بد من معالجته على المدى القريب والبعيد . فالمجتمع السعودي لم ينتقل تدريجيا من جيل إلى آخر وإنما قفز بفعل الثروة والتقنية ووسائل الاتصال دون أن يتوقف عند مفاصل مهمة وحيوية كان لابد أن يستفيد منها ويتقوى بها وهو يترقى في سلم المدنية .
وزارة التربية والتعليم منعت الضرب في المدارس، وهو قرار تحمس له من تحمس، لكني شخصيا أرحب به ولا أتحمس له دون أخذ في الحسبان عوامل أخرى مهمة في البيئة المحلية. ففي الدول التي تمنع الضرب لا تقف المدرسة وحيدة في مواجهة سلوكيات غير سوية من التلاميذ، ولا تقف حائرة أمام دوافع التلاميذ المتدنية في الدراسة. فمؤسسات الأسرة والمجتمع ودور الرعاية الاجتماعية ودور الإصلاح ومؤسسات رعاية الطفولة والإعلام ومراكز البحث وغيرها تساعد المدرسة في عملها. كما أن الطالب لا يمكن أن يعيش سويا معتمدا فقط على تربية وتعليم داخل المدرسة ونسيان كامل له خارجها خصوصا في ظل فضاء مفتوح وانتشار كبير للممارسات الخاطئة من حوله .
يحدثني مدرس للمرحلة الابتدائية في مدينة الرياض أن أحد الآباء يأتي بولده إلى المدرسة ويقول لهم لا أريد له كتبا ولا أريده أن ينجح المهم أن يخرج من البيت؟ فهل ذلك الأب جدير بتربية مستقبل هذا الوطن؟ وهل هناك آلية تتجاوز بهذه المشكلة مدرسةً مكتظة بمئات الطلاب لا تستطيع بإمكاناتها ولا حتى بأية إمكانات مثالية أن تؤدي دور الأسرة؟ ويحدثني المدرس نفسه عن تلاميذ من أب واحد يتوزعون على صفوف المدرسة كلها من الأول إلى السادس، وجميعهم كسالى ويحتاجون مساعدة الأسرة، وبعد لأي يحضر الأب، ويتلطف معه المرشد الطلابي في الكلام فيكون رده أنه مشغول مع إبله في الصحراء ولا يرى أبناءه إلا نادرا. وعندما يشدد عليه المرشد أن يهتم بأولاده يكون رده قسما بالله غير حانث فيه أن (حوارا) من أبله (وهو الجمل الصغير) أفضل عنده من أولاده جميعا؟ وقصة ثالثة في نفس الأسبوع حدثتني من أثق بها أنها رأت في غرفة الانتظار بأحد المستشفيات بمدينة الرياض خادمة (منقبة) تحمل رضيعا على يدها اليمنى وثانيا على اليسرى وطفل آخر ممسك بطرف ملابسها يبكي على نفسه بعد أن تركه والداه وذهبا. فتصرخ فيه الخادمة بعصبية: (إنت ليش ما في روح معهم) فيرد ببراءة: بابا رفض. وتواصل الخادمة يومها تقريعا وتأففا وشتما وتسكب في تلك القلوب الغضة قسوة وحيرة ورعبا. أما القصة الرابعة فشاهدتها بعيني لأطفال مصحوبين بالخدم والسائقين في أجواء باردة يحتضنون على أبواب المدرسة أولئك الغرباء بحثا عن الدفء والحنان في غير مظانه. أليس هذا مؤشرا على أن مؤسسة الأسرة تتفسخ؟ وأن المدرسة تقف بمفردها أمام صدع لا يمكن ردمه بجهودها منفردة؟
أعتقد أنه لا بد من صياغة أنظمة ملزمة بمستوى محدد من العلاقة بين الأب أو الولي وأطفاله وفي حالة عدم الوفاء بتلك الالتزامات تكون الدولة مسؤولة عن الأطفال بشكل كامل أو جزئي .
تقصير الأب أو الولي في حق الطفولة يعني ضريبة باهظة يدفعها الوطن مستقبلا، فالمحرومون من الطفولة السوية هم - إلا من رحم ربي- مجرمون ومتعصبون ومتطرفون ومنحرفون في المستقبل.
فلماذا لا تتدخل الدولة بداية وبشكل علمي ومنظم في رعاية الطفولة السليمة وتشجيعها .
توقيع : الهاشمية القرشية | وأفضل الناس من بين الورى رجل تقضى على يـده للنــاس حاجــــات لا تمنعـن يـد المعــروف عن أحـــد مـا دمـت مقـتـدراًَ فالســعـد تــارات واشكر فضـائل صنـع الله إذ جُعــلت إليـك لا لـك عنـد الـنــاس حـاجــات | |
| |