03-08-2006, 03:28 AM
|
المشاركة رقم: 1 |
المعلومات | الكاتب: | | اللقب: | عضو | الصورة الرمزية | | البيانات | التسجيل: | Feb 2006 | العضوية: | 21 | المشاركات: | 88 [+] | بمعدل : | 0.01 يوميا | اخر زياره : | [+] | معدل التقييم: | | نقاط التقييم: | 10 | الإتصالات | الحالة: | | وسائل الإتصال: | | | المنتدى :
الكلمة الموزونة العزف الشجي العزف الشجي
إيمان حامد الوزير
صباح كل يوم أجدني مستيقظة على اهتزازات باب الحجرة تليها ارتدادات من نافذة الحجرة ذاتها ، في بادئ الأمر توجست خيفة مما حدث ، و حاولت كثيرا تفسير العلاقة الكامنة بين ارتداد هذا واهتزاز ذاك ! لكني لم أصل لشيء ، ومما زاد حيرتي أنني أوصدت منافذ الهواء في المنزل لكن العزف المتبادل لم يتوقف .
فكرت أن عيبا ما في أحدهما يؤثر على الأخر رغم تباعدهما ، وأسرعت بإحضار الفني المختص لتغيير النافذة لأنها الأصغر حجما ، وحين سألني الفني عن السبب بعدما رأى أن حالة النافذة جيدة ولا تحتاج إلى تغيير أخبرته بما يجري
فنصحني بتغيير الباب مما زاد من حيرتي ، أسرعت بإحضار النجار لتغير الباب العازف ، وأخبرته بما يجري ، فبرر ما يحدث بأن العزف الغزلي سببه النافذة لأنها مصدر الهواء الخارجي ، وأن المشكلة ليست في الباب !
قلت في نفسي : سأتناسى الأمر ، فلا اهتزاز ولا ارتداد في حجرتي بل هو مجرد أوهام !
لكن الاهتزازات ازدادت ولم يعد هناك مجال للشك ، فطفقت أراقب كليهما واستمع للتناغم بين عزفيهما ، شعرت كأن كليهما يخاطب الآخر ، وأن ثمة قصة حب تربط بين الباب والنافذة مسرحها حجرتي!!!
مع مضي الوقت ، اعتدت على هذا العزف اليومي بل وغدا الأمر بالنسبة لي لحنا قيثاريا يمنحني سعادة ضائعة ، وبتّ أشعر أنني أمام قصة حب من نوع جديد وأن الجمادات لها قلب يعشق ، بل وأصبحت لا أخرج من حجرتي قبل أن استغرق في الاستماع إلى هذا اللحن العذب ، الذي صار جزءاً من حياتي اليومية.
وبعد شهور ...وبدون مقدمات اختفى العزف فلم أسمع أي اهتزاز ولا ارتداد ، فقلت في نفسي لعل احدهما في وعكة ولم يشأ الآخر إزعاجه ، لكني مع مضي أيام على الصمت المطبق أمسكت بالباب أهزه ، ووقفت أمامه كمن يرجوه أن يعاود لحنه ثم ملت عليه واحتضنته أملا في عودة الحسون إلى سابق عهده ولما يئست من محاولاتي ذهبت إلى النافذة أمطرها بنظرات حزينة استجديها أن تنطق وتخبرني عمن أخرس لحنها
سافرت بضعة أيام ثم عدت وأنا أمنيّ النفس بعودة اللحن الشجي، لكن شيئا لم يتغير ، فلم يعد الباب لغزله ولم تخرج النافذة عن صمتها وكأني أمام باب غريب ونافذة اشد غرابة .
|
| |