03-08-2006, 03:12 AM
|
المشاركة رقم: 2 |
المعلومات | الكاتب: | | اللقب: | صاحبة الموقع | الصورة الرمزية | | البيانات | التسجيل: | Jan 2006 | العضوية: | 3 | المشاركات: | 5,550 [+] | بمعدل : | 0.80 يوميا | اخر زياره : | [+] | معدل التقييم: | | نقاط التقييم: | 10 | الإتصالات | الحالة: | | وسائل الإتصال: | | | كاتب الموضوع :
الهاشمية القرشية المنتدى :
المكتبة الهاشمية رد على: الخطاب الدعوي (أهدافه ووسائله وأساليبه وميادينه) **********************
أساليب الخطاب الدعوي
يستخدم الداعي إلى الله الأسلوب المناسب في دعوته، فتارة يدعو بالقول وتارة بالعمل، وثالثة بالقدوة الحسنة.
أما القول: فيدخل فيه الخطابة والتدريس والوعظ والإرشاد والأمر بالمعروف بالمعروف, والنهي عن المنكر بلا منكر.
ونفصل القول في الدعوة بالقول كما يلي:
1- إقامة الحجة وإزالة الشبهة, وهذه أهم وظائف الداعي إلى الله, إذا أراد لدعوته النجاح والفلاح, أن يقيم الحجج ويزيل الشبه.وهذه طريقة القرآن الكريم وأسلوبه,وهدي النبي r في الدعوة, ففي إثبات توحيد الألوهية قال: [يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا ارْكَعُوا وَاسْجُدُوا وَاعْبُدُوا رَبَّكُمْ وَافْعَلُوا الْخَيْرَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ] (77) الحج
وفي إثبات توحيد الربوبية: [يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ * الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الأَرْضَ فِرَاشًا وَالسَّمَاءَ بِنَاءً وَأَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجَ بِهِ مِنَ الثَّمَرَاتِ رِزْقًا لَكُمْ فَلا تَجْعَلُوا لِلَّهِ أَنْدَادًا وَأَنْتُمْ تَعْلَمُون]َ (21, 22)] البقرة
وفي إثبات توحيد الأسماء والصفات قال: [هُوَ اللَّهُ الَّذِي لا إِلَهَ إِلا هُوَ عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ * هُوَ اللَّهُ الَّذِي لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ * هُوَ اللَّهُ الْخَالِقُ الْبَارِئُ الْمُصَوِّرُ لَهُ الأَسْمَاءُ الْحُسْنَى يُسَبِّحُ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ] (22 ,24) الحشر
وفي إثبات المعاد قال: [وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ تَرَى الَّذِينَ كَذَبُوا عَلَى اللَّهِ وُجُوهُهُمْ مُسْوَدَّةٌ أَلَيْسَ فِي جَهَنَّمَ مَثْوًى لِلْمُتَكَبِّرِينَ * وَيُنَجِّي اللَّهُ الَّذِينَ اتَّقَوْا بِمَفَازَتِهِمْ لا يَمَسُّهُمُ السُّوءُ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ] (60,61) الزمر
بأسلوب سهل سلس, فيه دغدغة للعواطف، وإثارة للمشاعر والأحاسيس.
2- استخدام أسلوب الاستفهام المثير للانتباه: فعن عثمان y قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (أرأيت لو كان بفناء أحدكم نهر يجري يغتسل فيه كل يوم خمس مرات ما كان يبقى من درنه؟ قال: لا شيء! قال: (فإن الصلاة تذهب الذنوب كما يذهب الماء الدرن) ابن ماجه في إقامة الصلاة والسنة فيها باب ما جاء في أن الصلاة كفارة . وعن عبد الله بن عمرو بن العاص أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (كيف بكم وبزمان أو يوشك أن يأتي زمان يغربل الناس فيه غربلة تبقى حثالة من الناس قد مرجت عهودهم وأماناتهم واختلفوا فكانوا هكذا؟؟) وشبك بين أصابعه. فقالوا: وكيف بنا يا رسول الله؟ قال: (تأخذون ما تعرفون وتذرون ما تنكرون وتقبلون على أمر خاصتكم وتذرون أمر عامتكم) رواه أبو داود في الفتن والملاحم باب ذكر الفتن ودلائلها (4246)
3- ضرب الأمثال: بضرب الأمثال؛ يتضح للسامعين المراد من الأقوال, فينشطون للأعمال, وما أكثر الأمثال في القرآن الكريم, وفي السنة المطهرة . قال سبحانه: [يَا أَيُّهَا النَّاسُ ضُرِبَ مَثَلٌ فَاسْتَمِعُوا لَهُ إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ لَنْ يَخْلُقُوا ذُبَابًا وَلَوِ اجْتَمَعُوا لَهُ وَإِنْ يَسْلُبْهُمُ الذُّبَابُ شَيْئًا لا يَسْتَنْقِذُوهُ مِنْهُ ضَعُفَ الطَّالِبُ وَالْمَطْلُوبُ (73) الحج وقال سبحانه: [مَثَلُ الْفَرِيقَيْنِ كَالأَعْمَى وَالأَصَمِّ وَالْبَصِيرِ وَالسَّمِيعِ هَلْ يَسْتَوِيَانِ مَثَلاً أَفَلا تَذَكَّرُونَ] (24) هود
و عَنْ أَبِي مُوسَى الأَشْعَرِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم:َ (مَثَلُ الْمُؤْمِنِ الَّذِي يَقْرَأُ الْقُرْآنَ كَمَثَلِ الأُتْرُجَّةِ, رِيحُهَا طَيِّبٌ وَطَعْمُهَا طَيِّبٌ، وَمَثَلُ الْمُؤْمِنِ الَّذِي لا يَقْرَأُ الْقُرْآنَ كَمَثَلِ التَّمْرَةِ لا رِيحَ لَهَا, وَطَعْمُهَا حُلْوٌ, وَمَثَلُ الْمُنَافِقِ الَّذِي يَقْرَأُ الْقُرْآنَ مَثَلُ الرَّيْحَانَةِ، رِيحُهَا طَيِّبٌ وَطَعْمُهَا مُرٌّ، وَمَثَلُ الْمُنَافِقِ الَّذِي لا يَقْرَأُ الْقُرْآنَ كَمَثَلِ الْحَنْظَلَةِ, لَيْسَ لَهَا رِيحٌ وَطَعْمُهَا مُرٌّ) البخاري في الأطعمة باب ذِكْرِ الطَّعَامِ. (9/ 555) فتح
******************
وأحيانا يكون الخطاب الدعوي بالإشارة والحركة والفعل, فقد تؤدي الإشارة باليد أو بالرأس أو بالعين إلى معنى يغني عن الكلام والقول، ويفهَم منه المضمون، وإليكم على سبيل المثال لا الحصر:
1- الإشارة بالرأس إيجابا: (قِيلَ لِلأَعْمَش:ِ وَكَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُصَلِّي وَأَبُو بَكْرٍ يُصَلِّي بِصَلاتِهِ وَالنَّاسُ يُصَلُّونَ بِصَلاةِ أَبِي بَكْرٍ فَقَالَ بِرَأْسِهِ نَعَم) البخاري في الأَذَانِ باب حَدِّ الْمَرِيضِ أَنْ يَشْهَدَ الْجَمَاعَةَ (2/ 152) فتح
2- الإشارة المقرونة بالنطق: عن أَنَسَ بْنِ مَالِكٍ قال: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (أَلا أُخْبِرُكُمْ بِخَيْرِ دُورِ الأَنْصَارِ؟) قَالُوا: بَلَى يَا رَسُولَ اللَّه!ِ قَال:َ( بَنُو النَّجَّارِ, ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ بَنُو عَبْدِ الأَشْهَلِ, ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ بَنُو الْحَارِثِ بْنِ الْخَزْرَجِ, ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ بَنُو سَاعِدَةَ) ثُمَّ قَالَ بِيَدِهِ, فَقَبَضَ أَصَابِعَهُ ثُمَّ بَسَطَهُنَّ كَالرَّامِي بِيَدِهِ, ثُمَّ قَالَ: (وَفِي كُلِّ دُورِ الأَنْصَارِ خَيْرٌ) خ كِتَاب الطَّلاقِ باب اللِّعَانِ (9/439) فتح
والمقصود من الحديث هنا قوله " ثم قال بيده فقبض أصابعه ثم بسطهن كالرامي بيده " ففيه استعمال الإشارة المفهمة مقرونة بالنطق، وقوله كالرامي بيده أي كالذي يكون بيده الشيء قد ضم أصابعه عليه ثم رماه فانتشرت.
3- الضحك والابتسام للإقرار والتصديق: عَنْ عَبْدِ اللَّهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ جَاءَ حَبْرٌ مِنْ الأَحْبَارِ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ يَا مُحَمَّدُ إِنَّا نَجِدُ أَنَّ اللَّهَ يَجْعَلُ السَّمَوَاتِ عَلَى إِصْبَعٍ وَالأَرَضِينَ عَلَى إِصْبَعٍ وَالشَّجَرَ عَلَى إِصْبَعٍ وَالْمَاءَ وَالثَّرَى عَلَى إِصْبَعٍ وَسَائِرَ الْخَلائِقِ عَلَى إِصْبَعٍ فَيَقُولُ أَنَا الْمَلِكُ فَضَحِكَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى بَدَتْ نَوَاجِذُهُ تَصْدِيقًا لِقَوْلِ الْحَبْرِ ثُمَّ قَرَأَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ [وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّمَوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ]. البخاري في تَفْسِيرِ الْقُرْآنِ. باب قَوْلِهِ وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ. (8/550) فتح
قال النووي: وظاهر السياق أنه ضحك تصديقا له بدليل قراءته الآية التي تدل على صدق ما قال الحبر، والأولى في هذه الأشياء الكف عن التأويل مع اعتقاد التنزيه، فإن كل ما يستلزم النقص من ظاهرها غير مراد. وقوله: (حتى بدت نواجذه) أي أنيابه، وليس ذلك منافيا للحديث الآخر أن ضحكه كان تبسما
وعَن عَبْدِ الله قَالَ: "فَضَحِكَ النبيّ صلى الله عليه وسلم تَعَجّباً وتَصْدِيقاً". قال أبو عيسى: هَذا حديثٌ حَسَنٌ صحيحٌ. الترمذي- كتاب تفسير القرآن عن رَسُولِ الله صلى الله عليه وسلم. باب ومن سورة الزمر. (3239)
وفي رواية للبخاري فضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم تعجباً وتصديقاً له، وفي رواية مسلم تعجباً مما قال الحبر تصديقاً له، وفي رواية جرير عنده: وتصديقاً له بزيادة واو
وعن زَيْدِ بن أرْقَمَ قالَ: "أُتِيَ عَلِيّ رَضِيَ الله عَنْهُ بِثَلاَثَةٍ وَهُوَ بالْيَمَنِ وَقَعُوا عَلَى امْرَأَةٍ في طُهْرٍ وَاحِدٍ،. فَسَأَلَ اثْنَيْنِ: أَتُقِرّانِ لِهَذَا بالْوَلَدِ؟ قالاَ: لاَ، حَتّى سَأَلَهُمْ جَمِيعاً، فَجَعَلَ كُلّمَا سَأَلَ اثْنَيْنِ قالا: لاَ، فَأَقْرَعَ بَيْنَهُمْ، فَأَلْحَقَ الْوَلَد بالّذِي صَارَتْ عَلَيْهِ الْقُرْعَةُ، وَجَعَلَ عَلَيْهِ ثُلُثَيْ الدّيَةِ. قالَ: فَذَكَرَ ذَلِكَ للنّبيّ صلى الله عليه وسلم فَضَحِكَ حَتّى بَدَتْ نَوَاجِذُهُ". رواه أبو داود في الطلاق باب من قال بالقرعة إذا تنازعوا في الولد (2270)
4- القيام والخروج والدخول لينفض الجالسون: عَنْ ابْنِ شِهَابٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ أَنَّهُ كَانَ ابْنَ عَشْرِ سِنِينَ مَقْدَمَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمَدِينَةَ, فَخَدَمْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَشْرًا حَيَاتَهُ وَكُنْتُ أَعْلَمَ النَّاسِ بِشَأْنِ الْحِجَابِ حِينَ أُنْزِلَ وَقَدْ كَانَ أُبَيُّ بْنُ كَعْبٍ يَسْأَلُنِي عَنْهُ وَكَانَ أَوَّلَ مَا نَزَلَ فِي مُبْتَنَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِزَيْنَبَ بِنْتِ جَحْشٍ أَصْبَحَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِهَا عَرُوسًا فَدَعَا الْقَوْمَ فَأَصَابُوا مِنْ الطَّعَامِ ثُمَّ خَرَجُوا وَبَقِيَ مِنْهُمْ رَهْطٌ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَطَالُوا الْمُكْثَ فَقَامَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَخَرَجَ وَخَرَجْتُ مَعَهُ كَيْ يَخْرُجُوا فَمَشَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَمَشَيْتُ مَعَهُ حَتَّى جَاءَ عَتَبَةَ حُجْرَةِ عَائِشَةَ ثُمَّ ظَنَّ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُمْ خَرَجُوا فَرَجَعَ وَرَجَعْتُ مَعَهُ حَتَّى دَخَلَ عَلَى زَيْنَبَ فَإِذَا هُمْ جُلُوسٌ لَمْ يَتَفَرَّقُوا فَرَجَعَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَرَجَعْتُ مَعَهُ حَتَّى بَلَغَ عَتَبَةَ حُجْرَةِ عَائِشَةَ فَظَنَّ أَنْ قَدْ خَرَجُوا فَرَجَعَ وَرَجَعْتُ مَعَهُ فَإِذَا هُمْ قَدْ خَرَجُوا فَأُنْزِلَ آيَةُ الْحِجَابِ فَضَرَبَ بَيْنِي وَبَيْنَهُ سِتْرًا البخاري في الاسْتِئْذَانِ. باب آيَةِ الْحِجَابِ. (11/22) فتح
**********************
وسائل الخطاب الدعوي
للدعوة وسائلها المشروعة، فالغاية لا تبرر الوسيلة, والغاية النبيلة لا بد أن تكون الوسيلة إليها سليمة مشروعة. وإليكم أمثلة على بعض هذه الوسائل المشروعة:
1- الكتابة والخط: فقد بعث النبي w الكتب إلى الملوك والحكام في عهده, يدعوهم إلى الإسلام ونبذ الشرك وعبادة الأوثان.
ولتأكيد أمرٍ ما وتثبيته في الأذهان؛ لا مانع للداعي إلى الله أن يستخدم إصبعه، خاطا به في الهواء أو على حائط أو على الرمل, فعَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُود، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم؛ أَنَّهُ خَطَّ خَطّاً مُرَبَّعاً. وَخَطّاً وَسَطَ الْخَطِّ الْمرَْبَّعِ. وَخُطَوطاً إِلَى جَانِبِ الْخَطِّ الَّذِي وَسَطَ الْخَطِّ الْمُرَبَّعِ. وَخَطّاً خَارِجاً مِنَ الْخَطِّ الْمُرَبَّعِ. فَقَالَ: (أَتَدْرُونَ مَاهذَا؟) قَالُوا: اللهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ. قَالَ (هذَا الإِنْسَانُ الْخَطُّ الأَوْسَطُ. وَهذِهِ الْخُطُوطُ إِلَى جَنْبِهِ الأَعْرَاضُ تَنْهَشُهُ (أَوْ تَنْهَسُهُ) مَنْ كُلِّ مَكَانٍ. فَإِنْ أَخْطَأَهُ هذَا، أَصَابَهُ هذَا. وَالْخَطُّ الْمُرَبَّعُ الأَجَلُ الْمُحِيطُ. وَالْخَطُّ الْخَارِجُ الأَمَلُ). ابن ماجه في الزهد باب الأمل والأجل (4231)
2- استخدام العصا والنكت بها على الأرض لإثارة الانتباه, عَنْ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَال: كُنَّا جُلُوسًا مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَمَعَهُ عُودٌ يَنْكُتُ فِي الأَرْضِ وَقَالَ (مَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ إِلاّ قَدْ كُتِبَ مَقْعَدُهُ مِنْ النَّارِ أَوْ مِنْ الْجَنَّة)ِ فَقَالَ رَجُلٌ مِنْ الْقَوْمِ: أَلا نَتَّكِلُ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟! قَالَ: (لا اعْمَلُوا فَكُلٌّ مُيَسَّرٌ) ثُمَّ قَرَأ: (فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى) الآيَةَ. البخاري في الْقَدَرِ باب وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ قَدَرًا مَقْدُورًا. (11/494) فتح الباري
3- تناول قشة أو شعرة أوغيرها للمبالغة في نفي شيء مهما كان قليلا أو ضئيلا، عن عبادة بن الصامت قال: أخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم حنين وبرة من جنب بعير فقال: (يا أيها الناس إنه لا يحل لي مما أفاء الله عليكم قدر هذه إلا الخمس، والخمس مردود عليكم) قوله (وبرة) بفتحتين أي شعرة. رواه النسائي في قسم الفيء (4138)
4- استخدام الأصبع لتأكيد الأمر وإثباته: عن طارق بن عبد الرحمن القرشي قال جاء رافع بن رفاعة إلى مجلس الأنصار فقال لقد نهانا نبي الله صلى الله عليه وسلم اليوم فذكر أشياء (ونهى عن كسب الأمة إلا ما عملت بيدها وقال هكذا بأصبعه نحو الخبز والغزل والنفش) رواه أبو داود في البيوع باب في كسب الإماء (3426)
5- الاستفادة من الوقائع والحوادث الحية: فعندما يحدث حادث أو تنزل نازلة أو يمر بها الداعي؛ فعليه أن يغتنم ذلك فيقرب ما يريد أن يوصله إلى المخاطبين والمدعوين عن طريق ذلك. عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- مَرَّ بِالسُّوقِ، دَاخِلاً مِنْ بَعْضِ الْعَالِيَةِ، وَالنَّاسُ كَنَفَتَيْهِ، فَمَرَّ بِجَدْيٍ أَسَكَّ مَيِّتٍ، فَتَنَاوَلَهُ فَأَخَذَ بِأُذُنِهِ. ثُمَّ قَالَ: "أَيُّكُمْ يُحِبُّ أَنَّ هَذَا لَهُ بِدِرْهَمٍ؟". فَقَالُوا: مَا نُحِبُّ أَنَّهُ لَنَا بِشَيْءٍ، وَمَا نَصْنَعُ بِهِ؟ قَالَ: أَتُحِبُّونَ أَنَّهُ لَكُمْ؟". قَالُوا: واللهِ لَوْ كَانَ حَيَّاً، كَانَ عَيْباً فِيهِ، لأَنَّهُ أَسَكُّ، فَكَيْفَ وَهُوَ مَيِّتٌ؟ فَقَالَ: " فَواللهِ لَلدُّنْيَا أَهْوَنُ عَلَى اللهِ، مِنْ هَذَا عَلَيْكُمْ". رواه مسلم كتاب الزهد والرقائق 18/93 النووي والأسك: صغير الأذنين.
**********************
ميادين الخطاب الدعوي
ميادينه واسعة، حسب حاجة الداعي والمدعو ونوع الدعوة، فالأمر بالمعروف بالمعروف، والنهي عن المنكر بلا منكر, والوعظ والإرشاد، والدروس والخطابة، والمحاضرات والندوات والمؤتمرات، ميادينها الطريق والمسجد، والجنائز والولائم، والساحات العامة والخاصة, وحتى في السجون، وحديثا في المدارس والكليات والمعاهد والجامعات, وإليكم نماذج من ذلك:
1- المساجد: قال سبحانه: [فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَنْ تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالآَصَالِ] (36) النور. وفيها الخطبة يوم الجمعة، وخطبة الكسوف والخسوف, أو للحاجة تعرض, والجلوس في المسجد إلى طلوع الشمس، فقد كان النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم يجلس في مسجده؛ يسمع من أصحابه ويسمعون منه.
2- الأسواق: فقد ينكر قوم على الدعاة أن يمشوا في الأسواق، للدعوة أو لأمورهم الدنيوية، قال سبحانه: [وَمَا أَرْسَلْنَا قَبْلَكَ مِنَ الْمُرْسَلِينَ إِلاَّ إِنَّهُمْ لَيَأْكُلُونَ الطَّعَامَ وَيَمْشُونَ فِي الأَسْوَاقِ وَجَعَلْنَا بَعْضَكُمْ لِبَعْضٍ فِتْنَةً أَتَصْبِرُونَ وَكَانَ رَبُّكَ بَصِيرًا] (20) الفرقان.
وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم- مَرَّ عَلَى صُبْرَةِ طَعَامٍ، فَأَدْخَلَ يَدَهُ فِيهَا، فَنَالَتْ أَصَابِعُهُ بَلَلاً فَقَالَ: "مَا هَذَا يَا صَاحِبَ الطَّعَامِ؟" قَالَ: أَصَابَتْهُ السَّمَاءُ يَا رَسُولَ اللهِ. قَالَ: "أَفَلاَ جَعَلْتَهُ فَوْقَ الطَّعَامِ كَيْ يَرَاهُ النَّاسُ؟ مَنْ غَشَّ فَلَيْسَ مِنِّي". مسلم في الإيمان (2/ 109) نووي باب قول النَّبيِّ r: "مَنْ غَشَّنا فَلَيْسَ مِنَّا".
وعَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- مَرَّ بِالسُّوقِ، دَاخِلاً مِنْ بَعْضِ الْعَالِيَةِ، وَالنَّاسُ كَنَفَتَيْهِ، فَمَرَّ بِجَدْيٍ أَسَكَّ مَيِّتٍ، فَتَنَاوَلَهُ فَأَخَذَ بِأُذُنِهِ. وقد سبق.
وقد كان النبي r يعرض نفسه على القبائل في سوق عكاظ وغيرها؛ يعدو إلى الله, ويبلغ التوحيد.
3-البساتين: وهكذا الداعي إلى الله على بصيرة لا يترك ميدانا من الميادين، ولا بستانا من البساتين؛ إلا وهو يدعو وينصح, ويأمر وينهى, حسب الحاجة الشرعية، والحكمة الربانية, قال سبحانه عن صاحب الجنتين ماذا قال له صاحبه؟؟ [قَالَ لَهُ صَاحِبُهُ وَهُوَ يُحَاوِرُهُ أَكَفَرْتَ بِالَّذِي خَلَقَكَ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ ثُمَّ سَوَّاكَ رَجُلاً * لَكِنَّا هُوَ اللَّهُ رَبِّي وَلا أُشْرِكُ بِرَبِّي أَحَدًا * وَلَوْلا إِذْ دَخَلْتَ جَنَّتَكَ قُلْتَ مَا شَاءَ اللَّهُ لا قُوَّةَ إِلاَّ بِاللَّهِ إِنْ تَرَنِ أَنَا أَقَلَّ مِنْكَ مَالاً وَوَلَدًا * فَعَسَى رَبِّي أَنْ يُؤْتِيَنِ خَيْرًا مِنْ جَنَّتِكَ وَيُرْسِلَ عَلَيْهَا حُسْبَانًا مِنَ السَّمَاءِ فَتُصْبِحَ صَعِيدًا زَلَقًا] (37, 40) الكهف
وعَنْ مُوسَىَ بْنِ طَلْحَةَ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: مَرَرْتُ مَعَ رَسُولِ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بِقَوْمٍ عَلَىَ رُؤُسِ النَّخْلِ، فَقَالَ: "مَا يَصْنَعُ هَؤُلاَءِ؟". فَقَالُوا: يُلَقِّحُونَهُ، يَجْعَلُونَ الذَّكَرَ فِي الأُنْثَىَ فَتَلْقَحُ. فَقَالَ رَسُولُ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "مَا أَظُنُّ يُغْنِي ذَلِكَ شَيْئاً". قَالَ: فَأُخْبِرُوا بِذَلِكَ فَتَرَكُوهُ، فَأُخْبِرَ رَسُولُ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بِذَلِكَ فَقَالَ: "إِنْ كَانَ يَنْفَعُهُمْ ذَلِكَ فَلْيَصْنَعُوهُ، فَإِنَّي إِنَّمَا ظَنَنْتُ ظَنَّاً، فَلاَ تُؤَاخِذُونِي بِالظَّنِّ، وَلَكِنْ إِذَا حَدَّثْتُكُمْ عَنِ اللهِ شَيْئاً، فَخُذُوا بِهِ، فَإِنَّي لَنْ أَكْذِبَ عَلَىَ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ ".مسلم كتاب الفضائل 15/117 نووي باب وجوب امتثال ما قاله شرعاً، دون ما ذكره صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم من معايش الدنيا، على سبيل الرأي.
4- الطريق: عن أبي سعيد الخدري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (إياكم والجلوس بالطرقات) قالوا: يا رسول الله! ما بد لنا من مجالسنا؛ نتحدث فيها. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن أبيتم فأعطوا الطريق حقه.) قالوا: وما حق الطريق يا رسول الله؟ قال: (غض البصر وكف الأذى ورد السلام والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر) رواه أبو داود في الأدب باب في الجلوس في الطرقات (4815) وعن ابن عباس قال: مر رسول الله صلى الله عليه وسلم بشاة ميتة كان أعطاها مولاه لميمونة زوج النبي صلى الله عليه وسلم فقال: (هلا انتفعتم بجلدها!) قالوا: يا رسول الله إنها ميتة! فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إنما حرم أكلها) النسائي في الفرع باب جلود الميتة (4235)
5- السجون: والدعوة فيها مؤثرة، وسرعةٌ في الاستجابة من المدعوين، فعندما كان يوسف عليه السلام في السجن واستفتاه السجينان في رؤياهما، خاطبهما ودعاهما إلى التوحيد؛ [قَالَ لا يَأْتِيكُمَا طَعَامٌ تُرْزَقَانِهِ إِلاَّ نَبَّأْتُكُمَا بِتَأْوِيلِهِ قَبْلَ أَنْ يَأْتِيَكُمَا ذَلِكُمَا مِمَّا عَلَّمَنِي رَبِّي إِنِّي تَرَكْتُ مِلَّةَ قَوْمٍ لا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَهُمْ بِالآخِرَةِ هُمْ كَافِرُونَ * وَاتَّبَعْتُ مِلَّةَ آَبَائِي إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ مَا كَانَ لَنَا أَنْ نُشْرِكَ بِاللَّهِ مِنْ شَيْءٍ ذَلِكَ مِنْ فَضْلِ اللَّهِ عَلَيْنَا وَعَلَى النَّاسِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَشْكُرُونَ * يَا صَاحِبَيِ السِّجْنِ أَأَرْبَابٌ مُتَفَرِّقُونَ خَيْرٌ أَمِ اللَّهُ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ * مَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِهِ إِلاَّ أَسْمَاءً سَمَّيْتُمُوهَا أَنْتُمْ وَآَبَاؤُكُمْ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ بِهَا مِنْ سُلْطَانٍ إِنِ الْحُكْمُ إِلاَّ لِلَّهِ أَمَرَ أَلاَّ تَعْبُدُوا إِلاَّ إِيَّاهُ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ (37-40) يوسف
6- الجنائز والموعظة على القبر:
عن حذيفة رضي الله عنه قال كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم في جنازة فقال: (ألا أخبركم بشر عباد الله؟ الفظ المستكبر, ألا أخبركم بخير عباد الله؟ الضعيف المستضعف ذو الطمرين لا يؤبه له, لو أقسم على الله لأبره) رواه أحمد قال الألبانيصحيح لغيره)
عن عمارة بن حزم رضي الله عنه قال رآني رسول الله صلى الله عليه وسلم جالسا على قبر فقال (يا صاحب القبر! انزل من على القبر, لا تؤذي صاحب القبر ولا يؤذيك.) رواه الطبراني في الكبير من رواية ابن لهيعة الترغيب 3566 قال الألباني: (صحيح لغيره)
وعن أنس قال: مر النبي صلى الله عليه وسلم بامرأة تبكي عند قبر, فقال: (اتقي الله واصبري.) قالت: إليك عني؛ فإنك لم تصب بمصيبتي. ولم تعرفه. فقيل لها: إنه النبي صلى الله عليه وسلم! فأتت باب النبي صلى الله عليه وسلم, فلم تجد عنده بوابين, فقالت: لم أعرفك! فقال: (إنما الصبر عند الصدمة الأولى.) (متفق عليه)
وهناك ميادين أخرى كثيرة للخطاب الدعوي؛ كالمحاضرات والندوات والدروس والمؤتمرات, في الجامعات والمعاهد ، والكليات والنوادي, والمحافل الخاصة والعامة، وكذلك لا ننسى وسائل الإعلام التي غزت كل مكان وبيت، وبالاختصار المؤمن داعي إلى الله عز وجل على الدوام، فهو أينما وقع نفع .
هذا والله سبحانه وتعالى أعلم، وصلى الله وسلم وبارك على الداعي إلى الله بإذنه وسراجا منيرا, وعلى من دعا بدعوته واهتدى بهديه إلى يوم الدين.
توقيع : الهاشمية القرشية | وأفضل الناس من بين الورى رجل تقضى على يـده للنــاس حاجــــات لا تمنعـن يـد المعــروف عن أحـــد مـا دمـت مقـتـدراًَ فالســعـد تــارات واشكر فضـائل صنـع الله إذ جُعــلت إليـك لا لـك عنـد الـنــاس حـاجــات | |
| |