01-29-2007, 11:14 PM
|
المشاركة رقم: 1 |
المعلومات | الكاتب: | | اللقب: | زائر | البيانات | العضوية: | | المشاركات: | n/a [+] | بمعدل : | 0 يوميا | اخر زياره : | [+] | الإتصالات | الحالة: | | وسائل الإتصال: | | | المنتدى :
كل ما يخص آل البيت البيت العباسي البيت العباسي العباس بن عبد المطلب بن هاشم العباس أشد قريش لقريش حبا
كان العباس بن عبد المطلب محبا لرسول الله صلى الله عليه وسلم، مائلا إليه، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يأتي منزله فيقيل فيه، وأسلمت لبابة بنت الحارث امرأته حين بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال الشاعر: بها ثلث الإسلام بعد محمـد * * وزوج رسول الله بنت خويلد قيل للعباس أنت أكبر أم رسول الله، فقال: هو أكبر مني وأنا ولدت قبله. قال العباس: أنا أسن من رسول الله صلى الله عليه وسلم بثلاث، ولده عام الفيل وولدت قبل الفيل بثلاث سنين. وعن ابن عباس، أن رجلا من قريش رأى العباس فقال: هذا عم النبي وما أسلم حتى لم يبق كافر، فشكا العباس قوله إلى النبي صلى الله عليه وسلم فخرج مغضبا فقال: "من آذى العباس عمي فقد آذاني، إن عم الرجل صنو أبيه".
قالوا: وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم بدر: "إني قد عرفت أن رجالا من بني هاشم وغيرهم أخرجوا مكرهين منهم عمي العباس، فمن لقيه منكم فلا يعرضن له فإنه خرج مكرها.
عن أبي رافع مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: كنت غلاما للعباس وكان الاسلام قد دخلنا أهل البيت، وأسلم العباس واعتقد البيعة لرسول الله صلى الله عليه وسلم على الانصار ليلة العقبة، على قبه وقريش تطلبه، وأسلمت أم الفضل فكانت ثالثة، أو قال ثانية النساء بعد خديجة، وكان العباس يهاب قومه فيكتم اسلامه وكان ذا مال متفرق على قريش وكان يحامي على مكرمته ومكرمة بني عبد المطلب من السقاية والرفادة ويخاف خروجهما من يده، فخرج مع المشركين يوم بدر وأطعم تجلدا مع المطعمين، وكان يكتب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بخبر المشركين، فكتب إليه بخبرهم وما أعدوا له يوم أحد وحذره إياهم كيلا يصيبوا غرته.
كتب العباس بن عبد المطلب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم عند خروج المسلمين إلى بدر يعلمه السبب الذي خرج له من مداراة قريش وأنه غير مقاتل مع المشركين وإن أمكنه أن ينهزم بهم ويكسرهم فعل، فلما أسر يوم بدر بعث إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن ألزمني من الفداء أغلظ ما يؤخذ من أحد؛ وكان كتابه من مكة مع رجل من بني كنانة ومعه كتابه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم باستعداد قريش لغزوه يوم أحد إشفاقا من أن يصيبوا غرته، وبلغه فتح خيبر فأعتق غلاما له يكنى أبا زبيبة.
قالوا: وكان العباس آخذا بلجام بغلة رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم حنين، ويقال بحكمته، وأقبل يومئذ نفر من بني ليث من كنانة يريدون رسول الله صلى الله عليه وسلم فدنا منه أحدهم فاحتضنه العباس وأحدق به موالي رسول الله، فقال العباس لأقرب الموالي منه: اضرب ولا تتق مكاني ولا تبل أينا قتلت، فقتل الموالي الليثي وجاء أخو المقتول فرفع يده إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم أيضا فاحتضنه العباس وقال كما قال أولا فقتل، حتى فعل ذلك بستة منهم، فدعا له النبي صلى الله عليه وسلم وقبل وجهه، وفي يوم حنين يقول العباس: ألا هل أتى عرسي مكري ومقدمي * * بوادي حـنـين والأسـنة شـرع
وقولي إذا ما النفس جاشت ألا قري * * وهـام تـدهـدي يوم ذاك وأذرع
وكيف رددت الخيل وهي مغـيرة * * بزوراء تعطي في اليدين وتمنـع
وقولي إذا ما الفضل شد بسـيفـه * * على القوم: أخرى يا بني فيرجـع
كأن السهام المرسلات كـواكـب * * إذا دبرت عن عجسها وهي تلمـع
نصرنا رسول الله في الحرب سبعة * * وقد فر من قد فر عنه فأقشعـوا
يعني بالسبعة: نفسه، وعلي بن أبي طالب، والفضل بن العباس، وأبا سفيان بن الحارث بن عبد المطلب، وأسامة بن زيد بن حارثة مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبا رافع مولى رسول الله، وأيمن بن عبيد أخا أسامة لأمه أم أيمن، ويقال إن السابع مكان أيمن بعض ولد الحارث بن عبد المطلب، ويقال إنهم: العباس، وعلي، وأبو سفيان بن الحارث، وعقيل بن أبي طالب، وعبد الله بن الزبير، والزبير بن العوام، وأسامة بن زيد، وبنو الحارث يقولون: إن جعفر بن أبي سفيان شهد حنينا أيضا. نزل رسول الله صلى الله عليه وسلم منزلا فقام يغتسل، فأخذ العباس كساء فستره به، قال: فرأيت النبي صلى الله عليه وسلم رافعا رأسه من جانب الكساء وهو يقول: "اللهم استر العباس من النار"، أو قال: "العباس وولده من النار." دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم على العباس وبنيه فقال: تقاربوا، فزحف بعضهم إلى بعض ثم اشتمل عليهم بملاءته وقال: يارب هذا عمي وصنو أبي، هؤلاء أهل بيتي فاسترهم من النار كستري إياهم بملاءتي، فأمنت أسكفة البيت وحوائط البيت. و كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا رأى العباس عمه أوسع له وقال: هذا عمي وبقية آبائي.
عن عبد الله بن أبي بكر أنه بلغه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "احفظوني في العباس عمي فإن عم الرجل صنو أبيه." و قال علي بن أبي طالب: لم أر رأيا قط أوثق فتلا، وأحكم عقدا من رأي عمي العباس.
قال العباس بن عبد المطلب لابنه عبد الله بن عباس حين اختصه عمر بن الخطاب وقربه: يا بني لا تكذبه فيطرحك، ولا تغتب عنده أحدا فيمقتك، ولا تقولن له شيئا حتى يسألك، ولا تفشين له سرا فيزدريك، ويقال أنه قال له: إن هذا الرجل قد أدناك وأكرمك فاحفظ عني ثلاثا: لا يجربن عليك كذبا، ولا تفشين له سرا، ولا تغتابن عنده أحدا.
خرج عمر عام الرمادة يستسقي فقال: اللهم إنا كنا نتوسل إليك بنبينا فتسقينا، وإنا نتوسل إليك بعم نبينا فاسقنا، فسقوا.
ويروى عن الكلبي عن أبي صالح قال: أجدبت الأرض على عهد عمر حتى التقت الرعاء وألقيت العصي وعطلت النعم، فقال كعب: يا أمير المؤمنين إن بني اسرائيل كانوا إذا أصابهم مثل هذا استسقوا بعصبة الأنبياء، فاستسقى عمر بالعباس فجعل عمر يدعو والعباس يدعو.
وحدث عباس بن هشام الكلبي عن أبيه عن جده محمد بن السائب عن أبي صالح عن ابن عباس قال: استسقى عمر بن الخطاب بالعباس عام الرمادة فقال: اللهم إن هؤلاء عبادك وبنو إمائك أتوك راغبين متوسلين إليك بعم نبيك، فاسقنا سقيا نافعة تعم البلاد وتحي العباد، اللهم إنا نستسقيك بعم نبيك ونستشفع إليك بشيبته، فسقوا، فقال في ذلك الفضل بن عباس بن عتبة بن أبي لهب بن عبد المطلب: بعمي سقى الله الحجاز وأهلـه * * عشية يستسقي بشيبته عـمـر
توجه بالعباس في الجدب راغبـا * * إليه فما أن رام حتى أتى المطر
ومنا رسول الله فـينـا تـراثـه * * فهل فوق هذا للمفاخر مفتخـر
وقال ابن عفيف النضري:
ما زال عباس بن شيبة عائلا * * للناس عند تـنـكـر الأيام
رجل تفتحت السماء لصوته * * لما دعا بفضـيلة الاسـلام
عرفت قريش يوم قام مقامه * * فبه له فضل على الاقـوام
وقال آخر: رسول الله والشهداء منـا * * وعباس الذي فتق الغماما
وقال الواقدي في روايته: لما كان عام الرمادة، وهو عام الجدب سنة ثماني عشرة، استسقى عمر بن الخطاب بالعباس وقال: اللهم إنا كنا نستسقيك بنبينا إذا قحطنا، وهذا عمه بين أظهرنا ونحن نستسقيك به، فلم ينصرف حتى أطبق السحاب، قال: وسقوا بعد ثلاثة أيام، وكان عام الرمادة الذي كان فيه طاعون عمواس بالشام.
عن كريب أبي رشدين مولى ابن عباس قال: "لقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يجل العباس من بين الناس إجلال الولد والده." و قال كريب : ما ينبغي لنبي أن يجل إلا أبا أو عما.
خرج رسول الله لله ينظر إلى بعث أو يجهزه، فطلع العباس فلما رأوه قال: "هذا عم نبيكم أجود قريش كفا وأوصلها لرحم." لم يمر العباس بعمر وعثمان وهما راكبان وهو راجل إلا نزلا حتى يجوزهما إجلالا له أو يمشيان معه حتى يبلغ منزله أو مجلسه.
عن ابن المسيب قال: لقد جاء الاسلام وان جفنة العباس لتدور على فقراء بني هاشم وإن سوطه وقده معه لسفهائهم، يطعم الجائع ويؤدب السفيه، وقال الزهري: هذا والله السؤدد.
قال إبراهيم بن علي بن هرمة: وكانت لعباس ثلاث يعـدهـا * * إذا ما شتاء الناس أصبح اشهبا
فسلسلة تنهى الظلوم وجفـنة * * تباح فيكسوها السنام المرعبا
وحلة عصب ما تزال معـدة * * لعار ضريك ثوبه قد تهبـبـا
عن أبي جعفر قال: أقبل العباس بن عبد المطلب وعليه حلة وهو أبيض له ضفيرتان، فلما رآه النبي صلى الله عليه وسلم تبسم، فقال له: يا رسول الله مم تبسمت? قال: "من جمالك يا عم،" قال: وما الجمال في الرجل بأبي أنت وأمي قال: اللسان. قال أبو جعفر، يقول: أعجب من بيانك ولسنك.
عن محمد بن إبراهيم بن الحارث التيمي، ان النبي صلى الله عليه وسلم قال: "اللهم إن عمي العباس حاطني بمكة من أهل الشرك وأخذ لي البيعة على الأنصار ونصرني في الاسلام، اللهم فاحفظه وحطه واحفظ ذريته من كل مكروه."
و قال أبو جعفر أمير المؤمنين في كتابه يذكر فيه سابقة جده العباس: ومن ذلك أنه جهز في جيش العسرة بثمانين ألف درهم.
فلما فتح رسول الله صلى الله عليه وسلم مكة أخذ مفتاح الكعبة وهو بدفعه إلى العباس، فنزلت " إن الله يأمركم ان تؤدوا الامانات إلى أهلها" فأمر السقاية والرفادة في يد العباس وأقر الحجابة في يد عثمان بن طلحة بن أبي طلحة بن عبد العزى بن عثمان بن عبد الدار بن قصي. وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم حين فتح مكة: "ألا إني قد وضعت كل مأثرة ومكرمة كانت في الجاهلية تحت قدمي إلا سدانة البيت وسقاية الحاج."
قام العباس بالسقاية والرفادة، ثم قام بذلك عبد الله بن عباس ثم علي بن عبد الله ثم محمد بن علي ثم داود بن علي، ثم سليمان بن علي، ثم عيسى بن علي، فلما استخلف أمير المؤمنين أبو جعفر قال: انكم تقلدون هذا الامر مواليكم فموالي أمير المؤمنين أحق بالقيام به، فولى السقاية ونفقات البيت مولى له يقال له زربى، وجعلت الرفادة من بيت المال.
دخل عثمان بن عفان على العباس رضي الله تعالى عنهما، وكان العباس خال أمه أروى بنت كريز فقال: يا خال أوصني، فقال: أوصيك بسلامة القلب، وترك مصانعة الرجال في الحق، وحفظ اللسان، فإنك متى تفعل ذلك ترضى ربك وتصلح لك رعيتك.
قال العباس لعبد الله بن العباس: يا بني إن الله قد بلغك شرف الدنيا فاطلب شرف الآخرة، واملك هواك واحرز لسانك إلا مما لك.
لما قدم صفوان بن أمية الجمحي على رسول الله صلى الله عليه وسلم قال له: "على من نزلت يا أبا وهب"? قال: على عمك العباس، قال: "نزلت على أشد قريش لقريش حبا."
كان العباس أكرم قريش: لهو ثوب لعاريهم، وجفنة لجائعهم، ومقطرة لجاهلهم؛ وكان في الجاهلية نديما لأبي سفيان، فجاور رجل من بني سليم رجلا لم يحمد جواره، فقال له عباس بن مرداس السلمي: إن كان جارك لم تنفعـك ذمـتـه * * حتى سقيت بكاس الذل أنـفـاسـا
فأت القباب فكن من أهلهـا سـددا * * تلقى ابن حرب وتلقى المرء عباسا
قرمي قريش وحلا في ذوائبـهـا * * بالمجد والحزم ما حازا وما ساسـا
ساقي الحجيج وهذا مـاجـد أنـف* * والمجد يورث أخماسا وأسـداسـا
قال ابن عباس: كان أبي أبيض بضا رجل الشعر، حسن اللحية في رقة، تام القامة رحب الجبهة أهدب الأشفار، أو قال اوطف، أقنى الأنف عظيم العينين سهل الخدين بادنا جسيما، وكان قبل أن تكبر سنه ذا ضفيرتين، وكف بصره قبل موته بخمس سنين، وقد كان خضب ثم ترك الخضاب.
وقال الواقدي وغيره: توفي العباس في شهر رمضان سنة اثنتين وثلاثين، وهو ابن ثمان وثمانين سنة، وكان معتدل القناة، ودفن بالمدينة بالبقيع، وصلى عليه عثمان بن عفان، وكان يقول حين نشب الناس في أمر عثمان: اللهم اسبق بي أمرا لا أحب أن أدركه.
قالوا: ونزل في حفرة العباس: علي بن أبي طالب، وعبد الله وعبيد الله ابنا العباس، والحسن والحسين ابنا علي، وقثم بن العباس، ويقال إن عثمان بن عفان نزل في قبره، وقال عبد الله بن العباس: لقد كنا محتاجين إلى نزول أكثر منا لبدنه وعظمه.
و كان للعباس بن عبد المطلب من الولد الفضل وبه كان يكنى، وعبد الله، وعبيد الله، وقثم، وعبد الرحمن، ومعبد بن العباس، وأم حبيب، وأمهم لبابة بنت الحارث بن حزن بن بجير بن الهزم بن رؤيبة بن عبد الله بن هلال بن عامر بن صعصعة، وأمها هند بنت عمرو وهي خولة، ويقال إن أباها عوف من حمامة من جرش؛ وتمام بن العباس؛ وكثير بن العباس، وأمهما أم ولد. والحارث بن العباس وأمه حجيلة بنت جندب بن الربيع، هذلية. وصفية بنت العباس وأمها أم ولد. وآمنة بنت العباس، ويقال أمينة، كانت عند العباس بن عتبة بن أبي لهب فولدت له الفضل الشاعر وأمها أم ولد. وكانت أم حبيب عند الأسود بن سفيان بن عبد الأسد المخزومي فولدت له رزق بن الأسود، ولبابة بنت الأسود وهو يسكنون مكة، وكانت صفية عند محمد بن عبد الله بن مسروح واسمه الحارث بن يعمر أحد بني سعد بن بكر.
قال عبد الله بن بريد الهلالي: ما ولدت نجيبة مـن فـحـل * * بجبل نعـلـمـه أو سـهـل
كسته من بطن أم الـفـضـل * * أكرم بها من كهلة وكـهـل
عم النبي المصطفى ذي الفضل * * وخاتم الرسل وخير الـرسـل
وقال أيضا: ونحن ولدنا الفضل والحبر بـعـده * * عنيت أبا العباس ذا الدين والنـدى
ألا وعبـيد الـلـه ثـم ابـن امـه * * ألا قثما أعني وذا الباع مـعـبـدا
غيوث على العافين خرس عن الخنا * * أسود إذا ما موقد الحـرب أوقـدا
اذا افتخرت يوما قريش رأيتـهـم * * يفوقونهم حلمـا وجـودا وسـؤددا
وقال أيضا: ألا إنني صهر النبي مـحـمـد * * وخال بني العباس والخال كالأب
|
| |