الكولسترول صديق ام عدو؟
محمد صايل

لطالما ارتبط الحديث عن الكولسترول بذكر امراض القلب ومشاكل الشرايين التاجية مما يجعل من الكولسترول احد اكثر اشكال الجزيئات الكيميائية الحيوية خطورة في جسم الانسان. ولكن هناك مسألة مهمة تستدعي اعادة النظر في درج الكولسترول ضمن المركبات الضارة للجسم. هذه المسألة هي امتلاك جسم الانسان القابلية الذاتية على تصنيع الكولسترول حتى ولو لم يحصل على هذه المادة من الغذاء، فهل يا ترى هنالك فائدة يجنيها الجسم من الكولسترول لكي يمتلك الجسم الفعالية الايضية اللازمة لتصنيع الكولسترول حتى بغياب الحصول عليه من الطعام؟

الحقيقة ان للكولسترول فوائد عديدة يكن ادراك اهميتها من معرفة ان الكبد وحده يصنع يومياً ما مقداره ثلاثة غرامات من الكولسترول وهي كمية كبيرة نسبياً اذا ما قورنت بكمية المركبات الاخرى التي يصنعها الجسم. تظهر احدى اهم فوائد الكولسترول في دخوله ضمن تركيب جدار الخلية الحية وبذلك فإن جسم الانسان على الجملة تنتشر مادة الكولسترول في جميع خلاياه وتمثل وحدة بناء اساسية للخلية الحية. يدخل الكولسترول ايضاً ضمن تركيب الانسجة الدهنية التي تغلف الاعضاء الحيوية المهمة في جوف الجسم. يأتي عمل الكولسترول ضمن الانسجة الدهنية بوصفه مادة عازلة للحرارة تحفظ درجة حرارة هذه الاعضاء ويوفر لها اسناداً تدعيمياً يمنع من التعرض الى مخاطر الصدمة المفاجئة متشابه به في ذلك عمل المساند . ويتكون الجلد من طبقة من الكولسترول تحته. ولولا وجود هذه الطبقة لما تمكنا من غسل ايدينا بالماء دون ان تذوب وتحلل خلاياها. يعود ذلك الى الصفة الدهنية للكولسترول التي تمنع امتزاجه وذوبانه في الماء. يوفر الكولسترول ايضاً حماية الجلد من التأثيرات الضوئية الضارة ومن فقدان سوائل او حرارة الجسم ومن التاثيرات الميكانيكية كالصدمة. ويدخل الكولسترول بصورة كبيرة في تركيب خلايا الجهاز العصبي، ويغلف الاعصاب كما يغلف البلاستك الاسلاك المعدنية الكهربائية ويؤدي تماماً نفس الوظيفة أي كمادة عازلة تمنع تشتت الاشارة العصبية.

والى جانب وظائف الحماية والتدعيم يعتبر الكولسترول المادة الخام والاولية التي تصنع منها العديد من المركبات المهمة والضرورية للجسم. ففيتامين D الضروري لنمو العظام يتم تصنيعه من الكولسترول والهرمونات الذكرية والانثوية المسؤولة عن الصفات الجنسية لدى المرأة والرجل هي في الاساس تشتق من الكوليسترول واملاح الصفراء الضرورية لامتصاص وايض الدهون تأني من الكوليسترول. كذلك جميع الهرمونات الستيرويدية مثل الكلورتيزون وغيرها هي في الاساس تصنع من الكولسترول

لعل اكثر ما يثير الاهتمام فيما يتلق بأهمية الكولسترول هي دراسة ظهرت مؤخراً في المجلة لبريطانية للتغذية (The British Journal I nutrition ) تضمنت الدراسة قياس تأثير تقليل مستوى الدهون في الغذاء الى رجة كبيرة مع المحافظة على كمية السعرات الحرارية اللازمة للجسم عند مجموعة من المتطوعين. كانت الدراسة تهدف الى معرفة تأثير تخفيض مستوى الدهون الى درجة عالية على ردود الافعال الذهنية والمزاج العصبي. اظهرت النتائج ان زيادة نسبة الدهون لأكثر من 40 بالمئة من كمية السعرات الحرارية تؤدي الى تحسن محسوس في مستوى ردود الافعال الذهنية الايجابية والمزاج الجيد،بينما يطرأ عن تقليل نسبة الدهون لأقل من 20% من السعرات الحرارية المتناولة زيادة في مستوى المزاج العصبي والميل الى العنف والعدوانية.

وفي دراسة اخرى تلقفتها العديد من وسائل الاعلام مثل الاسوشيتيد برس ووكالة رويترز باهتمام بالغ، اظهرت ان الاشخاص الذين ينخفض عندهم مستوى الكولسترول لأقل من 160 ملغم في الديسيل من الدم تزداد عندهم نسبة الانتحار او الموت الناشئ من حوادث القتل والعنف بنسبة 50 الى 80 بالمئة اكثر من الاشخاص ممن مستوى الكولسترول في دمهم اعلى من 160 ملغم/ دسل. من الجدير بالذكر ان المستوى الطبيعي للكولسترول في الدم يفضل ان لا يزيد عن 200 ملغم/ دسل، والمستوى الحرج يتراوح ما بين 200 الى 239 ملغم/ دسل، بينما يبدأ المستوى الخطر والذي يدل على ارتفاع احتمال الاصابة بأمراض القلب والشرايين من 240 ملغم/ دسل فما فوق.

من هذه النقاط يظهر جلياً ان المحافظة على مستوى متوازن من الكولسترول هو امر اساسي من اجل جسد سليم وصحي. غير ان هذا التحديد يقتصر فقط على الاشخاص الاصحاء ذوي الاعمار دون المتوسطو، اما الاشخاص المصابين بأمراض القلب وارتفاع كولسترول الدم وكذلك كبار السن فيراعى اهمية تقليل مستوى الكولسترول لما دون نسبة الاصحاء في طرفيها الاعلى والادنى..

لا طبعا عدو
خخخخخخخخخخخ
هذا رأيي