02-25-2006, 02:29 PM
|
المشاركة رقم: 1 |
المعلومات | الكاتب: | | اللقب: | صاحبة الموقع | الصورة الرمزية | | البيانات | التسجيل: | Jan 2006 | العضوية: | 3 | المشاركات: | 5,550 [+] | بمعدل : | 0.80 يوميا | اخر زياره : | [+] | معدل التقييم: | | نقاط التقييم: | 10 | الإتصالات | الحالة: | | وسائل الإتصال: | | | المنتدى :
المنتدى العام المفتوح الكتاب يسامر الأطفال الكتاب يسامر الأطفال
عامر القيسي
اسئلة كثيرة حول علاقة الطفل بالكتاب وعلاقة ذلك بالوالدين وعلاقتهم معاً بالمدرسة، ومع الاسف الشديد فإن الكثير من اولياء الامور يفضلون دائماً ان يتركوا اطفالهم امام شاشات التلفزيون لفترات طويلة، معتقدين خطاً! ان ما يفعلونه هو عين الصواب وهم لا يدركون ان واحدة من مساوئ التلفزيون بالنسبة للطفل خصوصاً هو تحويل عقليته الى عقلية خاملة ضعيفة الخيال والتخيل بسبب المصادرة الاختيارية التي يمارسها هذا الجهاز لآفاق المخيلة الطفولية في الوقت الذي يحوله الكتاب الى قارئ نشط تتحرك عقليته باتجاه الفهم والربط والتحليل والاستنتاج وتنمية الروح التأملية والتخيلية لعقليته من خلال العلاقة الايجابية التي تنشأ بمرور الوقت بين الطفل والكتاب فيتحول عقله من السكينة الى الاثارة والفضول ومن الخمول الى التخيل ومن الجاهز الى الباحث.
العلاقة الاولية
يجمع معظم علماء نفس الطفل في العالم على ان بداية العلاقة بين الطفل والكتاب تبدأ عادة في سن الرابعة وينبغي على الوالدين اذا كانا يرغبان في خلق وتنمية شخصية مميزة للطفل ان يوفرا له فرصة اقامة مثل هذه العلاقة الجميلة والمعرفية خلال هذه الفترة من خلال شراء القصص الملونة والجذابة بمواضيع مختلفة ومشاركته بفعالية بقراءة القصة امامه بصوت عالٍ ومناقشتها معه وطرح الاسئلة عليه والاستماع الى اسئلته الخاصة والاجابة عليها حول احداث القصة وعلاقتها بمحيطه. ومع مرور الوقت تترسخ داخل الطفل روحية التعود على الكتاب خصوصاً اذا ارتبط ذلك بحالتين الاولى: تنظيم اوقات جلوسه امام شاشة التلفزيون.
الثانية: تعويده على القراءة قبل النوم من خلال توفير بعض القصص والمجلات بالقرب من سريره.
الكتاب المدرسي
ان قيام اولياء الامور بالممراسات السابقة هي في الحقيقة اضافة الى فوائدها الكثيرة في تلك الفترة الا انها عملياً تعتبر تهيئة مهمة للطفل للدخول الى عالم المدرسة الذي سيكون جديداً عليه ومع هذه المرحلة تبدأ الخطوة الثانية والمهمة في عالم الطفل للتوغل اكثر فأكثر في عالم الكتب، حيث تتحول علاقته بالكتاب من بوابة التسلية والمتعة الى بوابة الواجبات والفرض من التفرج والتحدث بطلاقة ودون حدود الى الالتزام بكتاب محدد على وجه الخصوص. ففي هذه المرحلة سينطلق الطفل الى عالم الكتابة ورسم الحروف والتعامل معها ضمن نظام خاص محدد من قبل طرف واحد هو المعلم، هنا يتوجب على الوالدين ادامة زخم المرحلة الاولى التي ابتدأت في سن الرابعة من عمره، وعليهما ان ينوعا من اساليب ارتباطه بالكتاب من خلال الربط السليم بين عالم القصص الاختيارية وعالم كتب القراءة والرياضيات والعلوم التي ستكون مفروضة عليه. ان التواصل بنهج القراءة المشتركة والمناقشة والربط بين ما يقرأ وبين الاشياء المحيطة بالطفل وادامة وتطوير عالم الاسئلة وتحملها والاجابة عليها بسلاسة وعدم زجر الطفل او التغاضي عن اسئلته واشباع روح الاكتشاف لديه، كل هذه الامور وغيرها من شأنها ان تواصل بناء العالم (قبل المدرسي) في العلاقة بينه وبين الكتاب. ان أي خلل حتى وان كان بسيطاً سيدمر ما تم بناؤه في المرحلة السابقة، ويخلق حالة سلبية يصعب علاجها مستقبلاً. ان مواجهة الطفل للاشياء الجديدة في كتابه المدرسي بدون مساعدة قد تدفعه الى اتخاذ موقف من الكتاب بأشكال مختلفة من ادعاء المرض او النعاس او عدم الفهم او اتلاف الكتاب بأي طريقة وقد يمتد تاثير هذه الفترة الى سنوات حياته المقبلة.
نجاحه القادم
حالما يدخل الطفل المدرسة وهو عالمه الجديد وينجح الوالدان في عملية الربط بين ما قام به قبل المدرسة مع مرحلته الجديدة بطريقة مبدعة وخلاقة فإننا سنرى طفلاً يتلمس بنفسه طريقه الى عالم الكتاب ويطالب بالمزيد من القصص خصوصاً التي لها علاقة بمنهجه الجديد، فمثلاً حين يحدثه معلم الصف عن الحيوانات البرماتئية وبشكل مختصر طبعاً سيطالب الطفل من والديه كتباً عن هذه الحيوانات او صوراً او مجلات، واذا لم يفعلا ذلك فإن الاكيد بأنه سيمطر والديه بالاسئلة عن هذا الموضوع وهي طبعاً فرصة جيدة للوالدين بالكف عن الاجابات التجريدية.
وتوطير الكتاب المبسط والمصور والملون لمساعدته على ايجاد الاجابة عن اسئلته وحين يجد الاجابة بنفسه بمساعدة بسيطة فإن ذلك سينعكس على مستواه العلمي داخل الصف. ولكي نساعده على الاندفاع قدماً في عالم الكتب والمعرفة، نستطيع ان نقوم بخطوات بسيطة لكنها مهمة وتعمق ارتباطه بالكتاب.
|
| |