:: New Style ::
التسجيل البحث لوحة العضو دعوة اصدقاء تواصل معنا

الإهداءات

         
 
عودة للخلف   منتدى الهاشمية > منتديات علمية > المكتبة الهاشمية
 
         

رد
 
LinkBack أدوات الموضوع أنماط عرض الموضوع
قديم 02-14-2006, 04:51 AM   المشاركة رقم: 1
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو
الصورة الرمزية
 
الصورة الرمزية بلقيس الهاشمية

بلقيس الهاشمية غير متصل

البيانات
التسجيل: Jan 2006
العضوية: 6
المشاركات: 1,369 [+]
بمعدل : 0.20 يوميا
اخر زياره : [+]
معدل التقييم:
نقاط التقييم: 10

التوقيت
الإتصالات
الحالة:
بلقيس الهاشمية غير متصل
وسائل الإتصال:

المنتدى : المكتبة الهاشمية
إفتراضي مصطلحات تفيد طالب العلم في بحثه

في القرآن الكريم مصطلحات تفيد معنى الحاجة والفاقة والفقر، وهي وإن كانت مصطلحات مترادفة، لها دلالة مشتركة، بيد أنها تحمل في تضاعيفها بعض الفروق الدلالية؛ نحاول فيما يلي أن نعرِّج عليها، من خلال تسليط الضوء على المصطلحات الأربعة التالية: الخصاصة، العيلة، الفقر، الإملاق .

أولاً: مصطلح الخصاصة
ورد هذا المصطلح في القرآن الكريم في آية واحدة، وهي قوله تعالى في سياق مدح الأنصار، وموقفهم من المهاجرين: { ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة } (الحشر:9) والأصل اللغوي للخصاصة هو: الفُرجة بين الأصابع؛ والخصاصة وخَصَاص البيت: هي الفروج التي تكون فيه، والخصاصة: الخلل والثقب الصغير؛ ثم أطلقت الخَصَاصة على الفقر، والحاجة إلى الشيء، وسوء الحال، والخَلَّة؛ وذوو الخصاصة: ذوو الخلة والفقر .

وفي حديث فضالة رضي الله عنه، أنه صلى الله عليه وسلم: ( كان إذا صلى بأناس يخر رجال من قامتهم في الصلاة من الخصاصة ) رواه الترمذي أي: يخرون على الأرض من الجوع، وسوء الحال.

ومن هذه المادة قولهم: رجعت الإبل وبها خصاصة، إذا لم تروَ من الماء؛ وقولهم كذلك للرجل إذا لم يشبع من الطعام.

ثانيًا: مصطلح العَيْلَة
ورد هذا المصطلح في القرآن الكريم في ثلاثة مواضع، الأول: عند ذكره سبحانه الاقتصار على زوجة واحدة حال الخوف من عدم العدل بين الزوجات، والقيام بحقوقهن، قال تعالى: { فإن خفتم ألا تعدلوا فواحدة أو ما ملكت أيمانكم ذلك أدنى ألا تعولوا } (النساء:3) والثاني: قوله تعالى في سياق خطاب المؤمنين: { وإن خفتم عيلة فسوف يغنيكم الله من فضله } (التوبة:28) والموضع الثالث: قوله سبحانه مخاطبًا نبيه محمدًا صلى الله عليه وسلم: { ووجدك عائلاً فأغنى } (الضحى:8) .

والعَيْلَة - بالفتح - والعالة: الفقر والفاقة؛ يقال: عال الرجل يعيل، إذا افتقر؛ وقرأ علقمة وغيره: { عائلة } وحكى الطبري أنه يقال: عال يعول، إذا افتقر؛ وعيال الرجل: من يعولهم، وواحد العيال: عَيْل، والجمع عيائل؛ وأعال الرجل: كثرت عياله، فهو مَعِيل، والمرأة معيلة، أي: صارا ذا عيال؛ وفي الحديث، قوله صلى الله عليه وسلم: ( أن تدع ورثتك أغنياء خير من أن تتركهم عالة يتكففون الناس ) متفق عليه، أي: فقراء يسألون الناس .

ثالثًا: مصطلح الفقر
قال أهل اللغة حول هذه المادة: الفاء والقاف والراء أصل صحيح، يدل على انفراج في شيء، من عضو أو غيره؛ من ذلك: الفَقَار للظهر، الواحدة فَقَارة، سميت للحُزُوز والفصول التي بينها؛ قالوا: ومنه اشتق الفقير, وكأنه مكسور فَقَار الظهر، من ذلته وفاقته؛ ومن المادة قولهم: فَقَرتهم الفاقِرة: وهي الداهية، كأنها كاسرة لِفَقَار الظهر، قال تعالى: { تظن أن يفعل بها فاقرة } (القيامة:25) وسد الله مَفَاقِره: أي أغناه، وسدَّ وجوه فقره وحاجته .

رابعًا: مصطلح الإملاق
الإملاق في اللغة: الافتقار، يقال: أملق الرجل فهو مُمْلِق؛ وأصل الإملاق الإنفاق، يقال: أملق ما معه إملاقًا، ومَلَقَه ملقًا: إذا أخرجه من يده، ولم يحبسه، والفقر تابع لذلك، فاستعملوا لفظ السبب في موضع المسَبَّب، حتى صار به أشهر؛ وفي حديث عائشة رضي الله عنها، في وصف أبيها رضي الله عنه: ( ويريش مملقها ) رواه الطبراني أي: يغني فقيرها؛ والإملاق: كثرة إنفاق المال وتبذيره، حتى يورث حاجة؛ وفي الحديث أن امرأة سألت ابن عباس رضي الله عنهما، قالت: أأنفق من مالي ما شئتُ؟ فقال: نعم، أملقي من مالك ما شئتِ؛ وقوله تعالى: { خشية إملاق } (الإسراء:31) أي: خشية الفقر والحاجة .

ومن معاني الإملاق: الإسراف، يقال أملق الرجل، أي: أسرف في نفسه؛ ومن معانيه الإفساد: يقال: أملق ما عنده الدهرُ، أي: أفسده؛ وقال قتادة : الإملاق: الفاقة؛ وهذا المعنى الأخير هو الذي عليه أئمة اللغة والتفسير، في معنى قوله تعالى: { من إملاق } (الأنعام:151) وقوله سبحانه: { خشية إملاق } .

على أنه من المفيد - علاوة على ما تقدم - أن نشير إلى أن من المصطلحات القرآنية الوثيقة الصلة بهذه المصطلحات، المصطلحات التالية: المسغبة، المخمصة، المسكنة .

وعلى ضوء ما سبق، يظهر لنا دلالة هذه المصطلحات الأربعة، وأنها تدل بشكل أساس على معنى الحاجة والفقر والفاقة، وإن كان بينها ثمة فروق لغوية. والله ولي التوفيق والتسديد، وهو حسبنا ونعم الوكيل .












عرض البوم صور بلقيس الهاشمية   رد مع اقتباس
قديم 02-14-2006, 04:51 AM   المشاركة رقم: 2
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو
الصورة الرمزية
 
الصورة الرمزية بلقيس الهاشمية

بلقيس الهاشمية غير متصل

البيانات
التسجيل: Jan 2006
العضوية: 6
المشاركات: 1,369 [+]
بمعدل : 0.20 يوميا
اخر زياره : [+]
معدل التقييم:
نقاط التقييم: 10

التوقيت
الإتصالات
الحالة:
بلقيس الهاشمية غير متصل
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : بلقيس الهاشمية المنتدى : المكتبة الهاشمية
إفتراضي

من المصطلحات القرآنية التي تفيد معنى الدليل وإقامة الحجة في الجدال والنقاش، هذه المصطلحات: ( البرهان ) و( البيان ) و( الحجة ) و( الدليل ) و( السلطان ) وقد اختلف تكرار هذه المصطلحات في القرآن، فجاء مصطلح ( سلطان ) أكثرها تكرارًا، وكان غالبًا يأتي مقترنًا بوصف ( المبين ) وكان أقل هذه المصطلحات ورودًا مصطلح ( الدليل ) الذي ورد مرة واحدة في قوله تعالى: { ثم جَعَلْنا الشمس عليه دَليلاً } (الفرقان:45) ولنا وقفة مع هذه المصطلحات الخمسة:

* مصطلح ( البرهان ) :

قال تعالى: { قل هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين } (البقرة:111) البُرْهان: الحُجّة الفاصلة البيّنة، يقال: بَرْهَن يُبَرْهِنُ بَرْهَنةً، إِذا جاء بحُجّةٍ قاطعة لِدفع الخَصم، فهو مُبَرْهِنٌ؛ فيُبَرْهن بمعنى يُبَيِّن، وجَمْعُ البرهان:ِ براهينُ. وقد بَرْهَنَ عليه: أَقام الحجّة. وفي الحديث: ( الصدقة برهان ) رواه مسلم أي: هي دَليلٌ على صحة إِيمان صاحبها لطيب نَفْسه بإِخْراجها، وذلك لعَلاقة ما بين النفْس والمال .

* مصطلح ( البيان ) :

( البيان ): ما بُيِّنَ به الشيء من الدلالة وغيرها؛ وبانَ الشيءُ بيانًا: اتَّضَح، فهو بيِّنٌ، والجمع أَبيناء، وكذلك أَبانَ الشيء: فهو مُبينٌ؛ وقوله عز وجل: { وهو في الخصام غير مبين } (الزخرف:18) يريد النساء، أَي: الأُنثى لا تكاد تستوفي الحجة ولا تُبين؛ وقوله عز وجل: { لا تخرجوهن من بيوتهن ولا يخرجن إلا أن يأتين بفاحشة مبينة } (الطلاق:1) أَي ظاهرة مُتَبيِّنة؛ و( البيان ) ما يتعلق باللفظ، و( التبيان ) ما يتعلق بالمعنى .

* مصطلح ( الحجة ) :

( الحُجَّةُ ): الدليل والبرهان؛ يُقال: حاجَجْتُه فأَنا مُحاجٌّ وحَجِيجٌ، فَعِيل بمعنى فاعل، وفي التنزيل، قوله تعالى في قصة إبراهيم مع قومه: { وحاجه قومه قال أتحاجوني في الله وقد هدان } (الأنعام:80) وقال سبحانه في معرض الرد على الكافرين: { والذين يحاجون في الله من بعد ما استجيب له حجتهم داحضة عند ربهم } (الشورى:16) أي: ما جاء به أهل الباطل والضلال من أدلة على مذهبهم، ليس له اعتبار، بل هي أدلة باطلة زائلة لا تقوم ولا تصمد أمام ما هو واقع وحق. وفي الحديث: ( فحج آدم موسى ) متفق عليه، أَي: غَلَبه بالحُجَّة؛ ومن أَمثال العرب: لَجَّ فَحَجّ؛ معناه لَجَّ فَغَلَبَ مَنْ لاجَّه بِحُجَجِه؛ يقال: حاجَجْتُه أُحاجُّه حِجاجًا و مُحاجَّةً حتى حَجَجْتُه أَي غَلَبْتُه بالحُجَجِ التي أَدْلَيْتُ بها؛ والمَحَجَّةُ: الطريق .

* مصطلح ( الدليل ) :

دَلَّه على الشيء يَدُلُّه دَلاًّ ودَلالةً فانْدَلَّ: سَدَّده إِليه، ودَلَلْته فانْدَلَّ؛ والدَّليل: الدَّال، وما يُستدل به، وقد دَلَّه على الطريق يَدُلُّه دَلالة ودِلالة ودُلولة؛ والدَّليل والدِّلِّيلي: الذي يَدُلُّك؛ والاسم الدِّلالة والدَّلالة، بالكسر والفتح؛ وقوله تعالى: { ثم جعلنا الشمس عليه دليلا } (الفرقان:45) ومعنى كون الشمس دليلاً: أن الناس يستدلون بالشمس وبأحوالها في مسيرها على أحوال الظل، من كونه ثابتًا في مكان، زائلا عن آخر، ومتسعًا في موضع، ومتقلصًا في غيره؛ فيبنون حاجتهم إلى الظل واستغناءهم عنه على وفق ذلك؛ فجُعل امتداد الظل لاختلاف مقاديره، كامتداد الطريق وما فيه من علامات وإرشادات، وجُعلت الشمس - من حيث كانت سببًا في ظهور مقادير الظل - كالهادي في الطريق؛ فكما أن الهادي يخبر السائر أين ينزل من الطريق، فكذلك الشمس - بتسببها في مقادير امتداد الظل - تعرِّف المستدل بالظل بأوقات أعماله ليشرع فيها .

* مصطلح ( السلطان ) :

قال الفراء : السلطان عند العرب الحجة، يذكر ويؤنث، فمن ذكَّر السلطان ذهب به إِلى معنى الرجل، ومن أَنثه ذهب به إِلى معنى الحجة؛ وقال الزجاج في قوله تعالى: { ولقد أرسلنا موسى بآياتنا وسلطان مبين } (هود:96) أَي: وحُجَّة بَيِّنة؛ والسُّلطان: الحاكم، إِنما سمي سُلْطانًا لأَنه حجةُ اللَّهِ في أَرضه، أو هكذا ينبغي أن يكون؛ وقوله تعالى: { هلك عني سلطانيه } (الحاقة:29) معناه: ذهبت عني حجتُي .

وبهذا يتبين أن هذه المصطلحات الخمسة تفيد معنى مشتركًا بينها، وهو إقامة الدليل والحجة، قصد إظهار الحق والحقيقة؛ وقد فرق بعض أهل العلم بين هذه المصطلحات، فقالوا: اسم ( الدليل ) يقع على كل ما يعرف به المدلول، واعتبروا أن ( الدليل ) ما كان مركبًا من الظنيات، و( البرهان ) ما كان مركبًا من القطعيات، و( الحجة ) مستعملة في جميع ما ذُكر، وكل ( سلطان ) في القرآن فهو ( حجة ) .

على أننا لا نعدم فروقًا أُخر بين هذه المصطلحات، يُرجع في معرفتها إلى أهل التخصص في هذا المجال .












عرض البوم صور بلقيس الهاشمية   رد مع اقتباس
قديم 02-14-2006, 04:52 AM   المشاركة رقم: 3
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو
الصورة الرمزية
 
الصورة الرمزية بلقيس الهاشمية

بلقيس الهاشمية غير متصل

البيانات
التسجيل: Jan 2006
العضوية: 6
المشاركات: 1,369 [+]
بمعدل : 0.20 يوميا
اخر زياره : [+]
معدل التقييم:
نقاط التقييم: 10

التوقيت
الإتصالات
الحالة:
بلقيس الهاشمية غير متصل
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : بلقيس الهاشمية المنتدى : المكتبة الهاشمية
إفتراضي

مصطلح ( الدِّين ) من المصطلحات الأساسية والمفتاحية في القرآن الكريم، وقد ورد هذا المصطلح في الكتاب العزيز بمعان متعددة، ومدلولات مختلفة، نحاول التعرف عليها في هذا المقال .

فلفظ ( الدين ) من دان بكذا ديانة، فهو دَيِّن؛ وتديَّن به فهو متدين؛ و( الدِّين ) إذا أطلق يراد به: ما يَتَدَيَّنُ به الرجل، ويدين به من اعتقاد وسلوك؛ وبمعنى آخر، هو طاعة المرء والتزامه لِمَا يعتنقه من أفكار ومبادئ .

و( الدَّيّانُ ): من أَسماء الله عز وجل، معناه الحَكَم القاضي، و( الدَّيَّانُ ): القَهَّار؛ وفي حديث أَبي طالب ، وقد قال له عليه الصلاة والسلام: ( أُريد من قريش كلمة تَدينُ لهم بها العرب ) رواه أحمد و الترمذي وغيرهما، أَي: تطيعهم وتخضع لهم .

و( الدِّين ): الطاعة؛ وقد دِنْته ودِنْتُ له أَطعته، وخضعت له؛ وفي أثر علي رضي الله عنه: ( محبةُ العلماءِ دِينٌ يُدانُ به ) .

و( الدِّين ): الإِسلام، قال تعالى: { إن الدين عند الله الإسلام } (آل عمران:19) وقد دِنْتُ به، أي: اتخذته منهجًا لي في الحياة .

و( الدين ): الحسابُ، وفي الحديث: ( الكيِّس من دانَ نَفْسَه، وعَمِلَ لما بعد الموت؛ والأَحْمَقُ من أَتْبَعَ نفسه هواها وتَمَنَّى على الله ) رواه أحمد وغيره، قال أَبو عبيد : قوله: دانَ نفسه، أَي: أَذلَّها واستعبدها، وقيل: حاسبها .

و( الدِّين ): الجزاء، ومنه قوله تعالى: { أئنا لمدينون } (الصافات:53) أَي: مَجْزِيُّون مُحاسَبون؛ وفي مأثور القول: ( كما تَدِينُ تُدان ) رواه البخاري معلقًا، أَي: كما تُجازي تُجازَى، أَي: تُجازَى بفعلك، وبحسب ما عملت .

و( يومُ الدِّين ): يومُ الجزاء؛ ومنه قوله تعالى: { مالك يوم الدين } أي: مالك يوم الجزاء والحساب .

و( الدِّينُ ): العادة والشأْن، تقول العرب: ما زالَ ذلك دِيني ودَيْدَني، أَي: عادتي وشأني .

و( الدين ): الحكم والقضاء والسلطان، وفي التنزيل العزيز: { ما كان ليأخذ أخاه في دين الملك } (يوسف:76) قال قتادة: في قضاء الملك .

و( الدِّينُ ): الحالُ، قال بعضهم: سأَلت أَعرابيًّا عن شيء، فقال: لو لقيتني على دين غير هذه لأَخبرتك، يقصد: لو لقيتني على حال غير الحال التي أنا عليها الآن، لأخبرتك بما أنت سائل عنه .

ومن معاني الدين - علاوة على ما تقدم - الورع، والقهر .

على أن من المصطلحات القرآنية الوثيقة الصلة بمصطلح ( الدين ) مصطلح ( الشريعة ) ومصطلح ( المِلَّة ) ولنا وقفة مع هذين المصطلحين في مقال آخر إذا يسر الله، وبالله التوفيق .












عرض البوم صور بلقيس الهاشمية   رد مع اقتباس
قديم 02-14-2006, 04:53 AM   المشاركة رقم: 4
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو
الصورة الرمزية
 
الصورة الرمزية بلقيس الهاشمية

بلقيس الهاشمية غير متصل

البيانات
التسجيل: Jan 2006
العضوية: 6
المشاركات: 1,369 [+]
بمعدل : 0.20 يوميا
اخر زياره : [+]
معدل التقييم:
نقاط التقييم: 10

التوقيت
الإتصالات
الحالة:
بلقيس الهاشمية غير متصل
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : بلقيس الهاشمية المنتدى : المكتبة الهاشمية
إفتراضي

من المصطلحات المهمة في القرآن الكريم مصطلح ( الشريعة ) بل إن من أسماء سورة الجاثية، أنها سورة ( الشريعة )؛ وقد سبق أن أشرنا في مقال سابق إلى أن مصطلح ( الشريعة ) من المصطلحات المرادفة لمصطلح ( الدين ) وإذ كنا قد فصلنا القول في دلالة مصطلح ( الدين ) فلنعطف عليه القول ببيان معنى هذا المصطلح، مصطلح ( الشريعة ) فنقول:

( الشريعة ) في أصل اللغة: هي مورد الشاربةُ الماءَ، ثم استعير لكل طريقة موضوعة بوضع إلهي ثابت؛ واشتق منه الشِّرْعة في الدين، والشريعة، قال تعالى: { لكل جعلنا منكم شرعة ومنهاجا } (المائدة:48) وقال سبحانه: { ثم جعلناك على شريعة من الأمر فاتبعها } (الجاثية:18) وقال الشاعر:

ولما رأت أن الشريعة همُّها وأن البياض من فرائصها دامي

ومن الباب: أشرعتُ الرمح نحوه إشراعًا؛ والإبل الشروع: التي شَرَعت ورَويت؛ ويقال: أشرعتُ طريقًا، إذا أنفذته وفتحته، وشرعت الإبل، إذا أمكنتها من الشريعة، أي: من مورد شرب الماء .

و( الشَّرِيعَة ) و( الشِّرْعَة ): ما سنَّ الله من الدِّين وأَمَرَ به؛ كالصوم، والصلاة، والحج، والزكاة، وسائر أَعمال البرِّ، ومنه قوله تعالى: { ثم جعلناك على شريعة من الأمر فاتبعها } (الجاثية:18) .

وقوله تعالى: { لكل جعلنا منكم شرعة ومنهاجا } (المائدة:48) رُوي عن ابن عباس رضي الله عنه في تفسير الآية، قال: ( الشرعة: ما ورد في القرآن، والمنهاج: ما ورد في السنة ) ورُوي عنه في معنى الآية أيضًا، قال: ( شرعة ومنهاجًا: سبيلاً وسُنَّة ) وقال قتادة : شرعة ومنهاجًا، الدِّين واحد، والشريعة مختلفة؛ وقيل في تفسيره: ( الشِّرْعَةُ ): الدِّين، و( المِنهاجُ ): الطريقُ؛ وقيل: ( الشرعة ) و( المنهاج ) جميعًا: الطريق، والطريقُ ههنا: الدِّين؛ وقال بعضهم: ( شِرْعَةً ) معناها: ابْتِداءُ الطريق، و( المنهاج ): الطريق المستقيم والواضح .

وقوله تعالى: { ثم جعلناك على شريعة من الأمر فاتبعها } (الجاثية:18) قال الفراء : على دين ومِلَّة ومنهاج؛ وقال بعضهم: { على شريعة } أي: على مِثال ومَذْهَبٍ؛ ومنه يقال: شَرَعَ فلان في كذا وكذا، إِذا أَخذ فيه؛ ويقال: فلان يَشْتَرِعُ شِرْعَتَهُ، ويَفْتَطِرُ فِطْرَتَهُ، ويَمْتَلُّ مِلَّتَه، كل ذلك من شرعة الدِّين، وفطرته، ومِلَّته .

و( شَرَع ) الدِّين يَشْرَعُهُ شَرْعًا: سَنَّه؛ وفي التنزيل العزيز: { شرع لكم من الدين ما وصى به نوحا } (الشورى:13) قال ابن الأَعرابي : { شرع ) أَي: أَظهر، وقال في تفسير قوله تعالى: { شرعوا لهم من الدين ما لم يأذن به الله } (الشورى:21) قال: أَظهروا لهم .

وقوله تعالى في قصة أصحاب السبت: { إذ تأتيهم حيتانهم يوم سبتهم شرعا } (الأعراف:163) قيل في تفسيره: إنها الرافعة رؤوسها، ومنه قولهم: رمح شُراعيٌّ، أي: طويل .

على أن من المصطلحات القرآنية المرادفة لمصطلح الشريعة - مع فروق تُنظر في مظانها - مصطلح ( الملة ) وهو مصطلح قرآني آخر، يتقاطع مع مصطلح ( الشريعة ) في معان، ويفارقه في أخرى .












عرض البوم صور بلقيس الهاشمية   رد مع اقتباس
قديم 02-14-2006, 04:54 AM   المشاركة رقم: 5
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو
الصورة الرمزية
 
الصورة الرمزية بلقيس الهاشمية

بلقيس الهاشمية غير متصل

البيانات
التسجيل: Jan 2006
العضوية: 6
المشاركات: 1,369 [+]
بمعدل : 0.20 يوميا
اخر زياره : [+]
معدل التقييم:
نقاط التقييم: 10

التوقيت
الإتصالات
الحالة:
بلقيس الهاشمية غير متصل
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : بلقيس الهاشمية المنتدى : المكتبة الهاشمية
إفتراضي

ورد لفظ ( الإخبات ) في القرآن الكريم في ثلاثة مواضع هي؛ قوله تعالى: { إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات وأخبتوا إلى ربهم أولئك أصحاب الجنة هم فيها خالدون } (هود:23) وقوله سبحانه: { فإلهكم إله واحد فله أسلموا وبشر المخبتين } (الحج:34) وقوله عز من قائل: { وليعلم الذين أوتوا العلم أنه الحق من ربك فيؤمنوا به فتخبت له قلوبهم } (الحج:54) وكان من دعائه صلى الله عليه وسلم: ( رب اجعلني لك شكَّارًا، لك ذكَّارًا، لك رهَّابًا، لك مِطواعًا، إليك مخبتًا، لك أوَّاهًا منيبًا ) رواه أحمد وأصحاب السنن إلا النسائي ، وأيضًا قوله صلى الله عليه وسلم: ( اللهم إنَّا نسألك قلوبًا أوَّاهة مخبتة منيبة في سبيلك ) رواه الحاكم .

وأصل ( الإخبات ) في اللغة من الخَبْت، وهو المكان المنخفض والمطمئن من الأرض، ضد المُصعد والمرتفع؛ ثم استعير لمعنى التواضع، كأن المخبت سلك نفسه في الانخفاض، فأصبحت سهلة سمحة مطواعة؛ ويقال: فيه خِبْتة، أي: تواضع ودماثة .

وبناء على هذا الأصل اللغوي تفرع القول في معنى ( الإخبات ) فقالوا في معناه: هو الخشوع، والخضوع، والتواضع؛ يقال: أخبت لله، خشع؛ وأخبت، تواضع؛ وأخبت إلى ربه، أي: اطمأن إليه؛ وقد رُوي عن مجاهد في قوله عز وجل: { وبشر المخبتين } قال: هم المطمئنون، وقيل: هم المتواضعون؛ والمراد بهم المؤمنون؛ لأن التواضع من شيمهم، كما أن التكبر من سمات المشركين، قال تعالى: { كذلك يطبع الله على كل قلب متكبر جبار } (غافر:35) .

وقال المفسرون في تفسير قوله تعالى: { وأخبتوا إلى ربهم } أي: أطاعوا ربهم أحسن طاعة، وتواضعوا لأمره بامتثاله؛ وأيضًا فُسِّر قوله تعالى: { فتخبت له قلوبهم } بأنه التواضع، أي: فيستقر الحق في قلوبهم فيخضعوا له، ويستسلموا لحكمه، كما قال تعالى في حق إبراهيم الخليل عليه السلام: { قال بلى ولكن ليطمئن قلبي } (البقرة:260) .

وكما ترى، فإن مصطلح ( الإخبات ) يفيد معنى الخشوع، والخضوع، والتواضع، كما يفيد معنى الهبوط، والنزول؛ وهو على ارتباط وثيق بهذه المعاني كلها، فيشترك معها في كثيرٍ من الدلالات اللغوية، وإن كنا لا نعدم فرقًا طفيفيًا بين كل واحدٍ منها، كما تفيد بذلك كتب الفروق اللغوية .

ولك أن تلاحظ - أخي القارئ الكريم - أن الآيات والأحاديث السابقة، والتي ذُكر فيها لفظ ( الإخبات ) أن هذا اللفظ قد جاء فيها مضافًا إلى الله سبحانه وتعالى، ولم يأتِ في القرآن الكريم ذِكْرٌ لهذا اللفظ مضافًا لغير الله تعالى؛ بينما جاء لفظ ( التراحم ) و( الذل ) وصفًا مضافًا للمؤمنين، قال تعالى: { رحماء بينهم } (الفتح:29) وقال جل علاه: { أذلة على المؤمنين أعزة على الكافرين } (المائدة:54) ويمكن أن يُستفاد من هذا المَلْحَظ، أن مصطلح ( الإخبات ) ليس تواضعًا فحسب، وإنما هو تواضع مع انقياد؛ فـ ( الإخبات ) لله هو التواضع له سبحانه، وذلك يكون بفعل ما أمر الله به، واجتناب ما نهى عنه، وتعظيم شرعه، والذل والخضوع بين يديه، وتحكيم شرعه في مناحي الحياة كافة، مع القبول والتسليم بكل ما شرع .

وإذ تبين هذا، أمكن لنا أن نقول: إن التواضع المجرد، وإن كان فيه لين جانب وسهولة طبع، يفارق معنى ( الإخبات ) من جهة أن التواضع المجرد، تواضع غير مقرون بالانقياد، أما ( الإخبات ) فهو تواضع مقرون بالانقياد، وهو الذي امتدح الله به عباده المؤمنين .

نسأل الله أن ينفعنا بالقرآن العظيم، وأن يجعله حجة لنا لا حجة علينا، وأن يجعلنا من الذين يجمعون بين القول والعمل في سلوكهم، ومن الذين وصفهم الله سبحانه بقوله: { وأخبتوا إلى ربهم } .

المصدر/ موقع الشبكة الإسلامية













أخر تعديل بواسطة بلقيس الهاشمية ، 02-14-2006 الساعة 04:56 AM
عرض البوم صور بلقيس الهاشمية   رد مع اقتباس
قديم 02-14-2006, 08:36 PM   المشاركة رقم: 6
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو
الصورة الرمزية
 
الصورة الرمزية فاطمة الهاشمية

فاطمة الهاشمية غير متصل

البيانات
التسجيل: Feb 2006
العضوية: 22
المشاركات: 1,376 [+]
بمعدل : 0.20 يوميا
اخر زياره : [+]
معدل التقييم:
نقاط التقييم: 10

التوقيت
الإتصالات
الحالة:
فاطمة الهاشمية غير متصل
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : بلقيس الهاشمية المنتدى : المكتبة الهاشمية
إفتراضي

شئ جميل بارك الله فيك
الله ينفع به












عرض البوم صور فاطمة الهاشمية   رد مع اقتباس
قديم 02-15-2006, 06:55 AM   المشاركة رقم: 7
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
صاحبة الموقع
الصورة الرمزية
 
الصورة الرمزية الهاشمية القرشية

الهاشمية القرشية غير متصل

البيانات
التسجيل: Jan 2006
العضوية: 3
المشاركات: 5,550 [+]
بمعدل : 0.80 يوميا
اخر زياره : [+]
معدل التقييم:
نقاط التقييم: 10

التوقيت
الإتصالات
الحالة:
الهاشمية القرشية غير متصل
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : بلقيس الهاشمية المنتدى : المكتبة الهاشمية
إفتراضي

رائع رائع يا بلقيس
هذا ما كنت أتمناه تقرأين أفكاري












عرض البوم صور الهاشمية القرشية   رد مع اقتباس
قديم 02-16-2006, 03:16 AM   المشاركة رقم: 8
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو

الجوري غير متصل

البيانات
التسجيل: Feb 2006
العضوية: 20
المشاركات: 15 [+]
بمعدل : 0.00 يوميا
اخر زياره : [+]
معدل التقييم:
نقاط التقييم: 10

التوقيت
الإتصالات
الحالة:
الجوري غير متصل
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : بلقيس الهاشمية المنتدى : المكتبة الهاشمية
إفتراضي

جزاك الله الجنة..
وكتب أجرك ..
وفتح على قلبك..












عرض البوم صور الجوري   رد مع اقتباس
قديم 02-23-2006, 09:42 AM   المشاركة رقم: 9
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو
الصورة الرمزية
 
الصورة الرمزية بلقيس الهاشمية

بلقيس الهاشمية غير متصل

البيانات
التسجيل: Jan 2006
العضوية: 6
المشاركات: 1,369 [+]
بمعدل : 0.20 يوميا
اخر زياره : [+]
معدل التقييم:
نقاط التقييم: 10

التوقيت
الإتصالات
الحالة:
بلقيس الهاشمية غير متصل
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : بلقيس الهاشمية المنتدى : المكتبة الهاشمية
إفتراضي

فاطمة الهاشمية
آمين يا رب مرورك اسعدني
الهاشمية القرشية
أفكارنا واحدة شكرا لمرورك
الجوري
آمين يا رب وإياك يا أختي الفاضلة












عرض البوم صور بلقيس الهاشمية   رد مع اقتباس
رد

العلامات المرجعية


يشاهد الموضوع حالياً: 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code هو متاح
الإبتسامات نعم متاح
[IMG] كود متاح
كود HTML معطل
Trackbacks are متاح
Pingbacks are متاح
Refbacks are متاح


المواضيع المتشابهة
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات المشاركة الأخيرة
مشجرة نيل المطالب في نسب الأشرف آل أبي طالب أبورضاالهاشمي كل ما يخص آل البيت 0 11-22-2009 08:42 AM
للإقتدأ والسير على الطريق محمد العطية العلواني المنتدى العام المفتوح 0 07-04-2009 08:40 AM
علي بن أبي طالب رضي الله عنه هاشمي و افتخر المنتدى العام المفتوح 1 02-05-2008 10:47 PM
المكتبة القانونية الهاشمية القرشية المكتبة الهاشمية 13 07-01-2007 01:04 AM
ياطالب العلم مهلا......!!! saqr al7ejaz الإسلامي العام 6 09-07-2006 02:52 PM



كل الأوقات هي بتوقيت GMT +3. الساعة الآن 06:16 AM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
Search Engine Optimization by vBSEO ©2011, Crawlability, Inc.
vEhdaa 1.1 by rKo ©2009

تشغيل بواسطة Data Layer