01-09-2007, 10:23 AM
|
المشاركة رقم: 2 |
المعلومات | الكاتب: | | اللقب: | عضو | البيانات | التسجيل: | Jan 2007 | العضوية: | 589 | المشاركات: | 41 [+] | بمعدل : | 0.01 يوميا | اخر زياره : | [+] | معدل التقييم: | | نقاط التقييم: | 10 | الإتصالات | الحالة: | | وسائل الإتصال: | | | كاتب الموضوع :
saqr al7ejaz المنتدى :
المنتدى العام المفتوح رد على: الفكر الصوفي في ضوء الكتاب والسنة زيارة قبر الرسول صلى الله عليه وسلم ((((السؤال )))): س: أرجو الإفادة عن صحة الأحاديث الآتية : الأول : `من حج البيت ولم يزرني فقد جفاني ` الثاني : `من زارني بعد موتي فكأنما زارني في حياتي ` الثالث : `من زارني بالمدينة محتسباً كنت له شفيعاً شهيداً يوم القيامة` لأنها وردت في بعض الكتب وحصل منها إشكال واختلف فيها على رأيين : أحدهما يؤيد هذه الأحاديث والثاني لا يؤيدها ؟ الجواب : أما الحديث الأول : فقد رواه ابن عدي والدارقطني من طريق عبد الله بن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم بلفظ : (( من حج ولم يزرني فقد جفاني)) وهو حديث ضعيف ، بل قيل عنه : إنه موضوع أي مكذوب ؛ ذلك أن في سنده محمد بن النعمان بن شبل الباهلي عن أبيه وكلاهما ضعيف جداً . وقال الدارقطني : الطعن في هذا الحديث على ابن النعمان لا على النعمان ، وروى هذا الحديث البزار أيضاً وفي إسناده إبراهيم الغفاري وهو ضعيف ، ورواه البيهقي عن عمر وقال : إسناده مجهول . أما الحديث الثاني : فقد أخرجه الدارقطني عن رجل من آل حاطب عن حاطب النبي صلى الله عليه وسلم بهذا اللفظ وفي إسناده الرجل المجهول ، ورواه أبو يعلى في مسنده وابن عدي في كامله وفي إسناده حفص بن داود وهو ضعيف الحديث . أما الحديث الثالث : فقد رواه ابن أبي الدنيا من حديث أنس بن مالك رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم بهذا اللفظ وفي إسناده سليمان بن زيد الكعبي وهو ضعيف الحديث ، ورواه أبو داود الطيالسي من حديث عمر بن الخطاب رضي الله عنه وفي إسناده مجهول . وقد بسط الكلام على هذه الأحاديث وما جاء في معناها العلامة الشيخ محمد بن عبد الهادي رحمه الله في كتابه : الصارم المنكي في الرد على السبكي وقبله شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في رده على الأخنائي . فأوصي بمراجعة الكتابين المذكورين للمزيد من العلم . هذا وقد وردت أحاديث صحيحة في الحث على زيارة القبور عامة للعبرة والاتعاظ والدعاء للميت . أما الأحاديث الواردة في زيارة قبر النبي صلى الله عليه وسلم خاصة فكلها ضعيفة كما تقدم بل قيل إنها موضوعة ، فمن رغب في زيارة القبور أو زيارة قبر الرسول صلى الله عليه وسلم زيارة شرعية للعبرة والاتعاظ والدعاء للميت والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم والترضي عن صاحبيه من دون أن يشد الرحال لها وينشئ سفراً لذلك فزيارته مشروعة ويرجى له فيها الأجر . وأما من شد لها الرحال أو زارها يرجو بركتها والانتفاع بها أو جعل لزيارتها مواعيد خاصة فزيارته مبتدعة ، لم يصح فيها نص ولم تعرف عن سلف هذه الأمة ، بل وردت النصوص بالنهي عنها كحديث : (( لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد ، المسجد الحرام ، ومسجدي هذا ، والمسجد الأقصى)) [1] رواه البخاري ومسلم ، وحديث : (( لا تتخذوا قبري عيداً ، ولا بيوتكم قبوراً ، وصلوا علي فإن تسليمكم يبلغني أينما كنتم )) [2] رواه محمد بن عبد الواحد المقدسي رحمه الله في كتابه : `الأحاديث المختارة` وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم . ----------- [1] رواه البخاري في (الحج) باب حج النساء برقم 1864 ، ومسلم في (الحج) باب لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد برقم 1397 [2] رواه الإمام أحمد في (مسند المكثرين من الصحابة) باقي مسند أبي هريرة برقم 8586 المصدر : نشر في مجلة (التوعية الإسلامية في الحج) العدد 11 في عام 1405ه ، وفي (جريدة الندوة) العدد 8656 في 24/12/1407ه - مجموع فتاوى ومقالات متنوعة الجزء السابع عشر شرح معنى قوله تعالى {وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ جَاءُوكَ فَاسْتَغْفَرُوا اللَّهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ} ((((السؤال))))) : قال الله تعالى : {وما أرسلنا من رسول إلا ليطاع بإذن الله وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ جَاءُوكَ فَاسْتَغْفَرُوا اللَّهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُوا اللَّهَ تَوَّابًا رَحِيمًا * فَلا وَرَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا} والسؤال هو : أن بعض المسلمين يأخذون بهذه الآية أنه لا حرج على المسلم أن يذهب ويشد الرحال إلى قبر الرسول صلى الله عليه وسلم يسأله أن يستغفر له رسول الله وهو في قبره ، فهل هذا العمل صحيح كما قال تعالى . وهل معنى جاءوك باللغة أنه : جاءوك في حياتك أم في موتك؟ وهل يرتد المسلم عن الإسلام إذا لم يحكم سنة رسول الله ؟ وهل التشاجر على الدنيا أم على الدين؟ الجواب : هذه الآية الكريمة فيها حث الأمة على المجيء إليه إذا ظلموا أنفسهم بشيء من المعاصي ، أو وقعوا فيما هو أكبر من ذلك من الشرك أن يجيئوا إليه تائبين نادمين حتى يستغفر لهم عليه الصلاة والسلام ، والمراد بهذا المجيء : المجيء إليه في حياته صلى الله عليه وسلم وهو يدعو المنافقين وغيرهم إلى أن يأتوا إليه ليعلنوا توبتهم ورجوعهم إلى الله ، ويطلبوا منه عليه الصلاة والسلام أن يسأل الله أن يقبل توبتهم وأن يصلح أحوالهم ولهذا قال : {وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ رَسُولٍ إِلا لِيُطَاعَ بِإِذْنِ اللَّهِ}[1] فطاعة الرسول إنما تكون بإذن الله . يعني الإذن الكوني القدري ، فمن أذن الله له وأراد هدايته اهتدى ، ومن لم يأذن الله في هدايته لم يهتد ، فالأمر بيده سبحانه ، ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن {وَمَا تَشَاءُونَ إِلا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ}[2] أما الإذن الشرعي فقد أذن سبحانه لجميع الثقلين أن يهتدوا وأراد منهم ذلك شرعا وأمرهم به ، كما قال تعالى : {يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ}[3] وقال سبحانه : {يُرِيدُ اللَّهُ لِيُبَيِّنَ لَكُمْ وَيَهْدِيَكُمْ سُنَنَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَيَتُوبَ عَلَيْكُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ}[4] ثم قال : {وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ جَاءُوكَ فَاسْتَغْفَرُوا اللَّهَ}[5] أي تائبين نادمين لا مجرد قول ، {واستغفر لهم الرسول} أي : دعا لهم بالمغفرة ، {لوجدوا الله توابا رحيما} فهو حث لهم أي للعباد على أن يأتوا للرسول صلى الله عليه وسلم ليعلنوا عنده توبتهم وليسأل الله لهم ؟ وليس المراد بعد وفاته صلى الله عليه وسلم كما يظنه بعض الجهال ، فالمجيء إليه بعد موته لهذا الغرض غير مشروع وإنما يؤتى للسلام عليه لمن كان في المدينة أو وصل إليها من خارجها لقصد الصلاة بالمسجد والقراءة فيه ونحو ذلك ، فإذا أتى المسجد سلم على الرسول صلى الله عليه وسلم وعلى صاحبيه ، لكن لا يشد الرحل من أجل زيارة القبر فقط ، بل من أجل المسجد وتكون الزيارة لقبره صلى الله عليه وسلم ، وقبر الصديق ، وعمر رضي الله عنهما تابعة لزيارة المسجد لقوله صلى الله عليه وسلم : ((لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد المسجد الحرام ومسجدي هذا والمسجد الأقصى)) متفق على صحته ، فالقبور لا تشد إليها الرحال ، ولكن متى وصل إلى المسجد النبوي فإنه يشرع له أن يسلم عليه صلى الله عليه وسلم ، ويسلم على صاحبيه رضي الله عنهما ، لكن لا يشد الرحال من أجل الزيارة فقط للحديث المتقدم . وأما ما يتعلق بالاستغفار : فهذا يكون في حياته لا بعد وفاته ، والدليل على هذا أن الصحابة لم يفعلوا ذلك ، وهم أعلم الناس بالنبي صلى الله عليه وسلم ، وأفقه الناس في دينه ، ولأنه عليه السلام لا يملك ذلك بعد وفاته ، عليه السلام ، كما قال صلى الله عليه وسلم : ((إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث صدقة جارية أو علم ينتفع به أو ولد صالح يدعو له)) وأما ما أخبر به عليه الصلاة والسلام أن من صلى عليه تعرض صلاته عليه فذلك شيء خاص يتعلق بالصلاة عليه ، ومن صلى عليه صلى الله عليه بها عشرا ، وقال عليه الصلاة والسلام : ((أكثروا علي من الصلاة يوم الجمعة فإن صلاتكم معروضة علي)) قيل يا رسول الله كيف وقد أرمت أي بليت قال ((إن الله حرم على الأرض أن تأكل أجساد الأنبياء)) فهذا حكم خاص بالصلاة عليه . وفي الحديث الآخر عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال : ((إن لله ملائكة سياحين يبلغوني عن أمتي السلام)) فهذا شيء خاص للرسول صلى الله عليه وسلم ، وأنه يبلغ ذلك ، وأما أن يأتي من ظلم نفسه ليتوب عند القبر ويستغفر عند القبر فهذا لا أصل له ، بل هو منكر ولا يجوز وهو وسيلة للشرك ، مثل أن يأتي فيسأله الشفاعة أو شفاء المريض أو النصر على الأعداء أو نحو ذلك ، أو يسأله أن يدعو له فهذا لا يجوز . لأن هذا ليس من خصائصه صلى الله عليه وسلم بعد وفاته ولا من خصائص غيره ، فكل من مات لا يدعى ولا يطلب منه الشفاعة لا النبي ولا غيره وإنما الشفاعة تطلب منه في حياته ، فيقال : يا رسول الله اشفع لي أن يغفر الله لي اشفع لي أن يشفي الله مريضي وأن يرد غائبي وأن يعطيني كذا وكذا ، وهكذا يوم القيامة بعد البعث والنشور ، فإن المؤمنين يأتون آدم ليشفع لهم إلى الله حتى يقضي بينهم فيعتذر ويحيلهم إلى نوح فيأتونه فيعتذر ثم يحيلهم نوح إلى إبراهيم فيعتذر فيحيلهم إبراهيم إلى موسى فيعتذر ثم يحيلهم موسى إلى عيسى فيعتذر عليهم جميعا الصلاة والسلام ثم يحيلهم عيسى إلى محمد صلى الله عليه وسلم فيأتونه فيقول عليه الصلاة والسلام ((أنا لها أنا لها)) فيتقدم ويسجد تحت العرش ويحمد ربه بمحامد عظيمة يفتحها الله عليه ثم يقال له ارفع رأسك وقل تسمع وسل تعط واشفع تشفع فيشفع صلى الله عليه وسلم في أهل الموقف حتى يقضى بينهم ، وهكذا يشفع في أهل الجنة حتى يدخلوا الجنة . لأنه صلى الله عليه وسلم موجود ، أما في البرزخ بعد وفاته صلى الله عليه وسلم فلا يسأل الشفاعة ولا يسأل شفاء المريض ولا رد الغائب ولا غير ذلك من الأمور ، وهكذا بقية الأموات لا يسألون شيئا من هذه الأمور ، بل يدعى لهم ويستغفر لهم إذا كانوا مسلمين ، وإنما تطلب هذه الأمور من الله سبحانه ، مثل أن يقول المسلم : اللهم شفع في نبيك عليه الصلاة والسلام ، اللهم اشف مريضي ، اللهم انصرني على عدوي ، ونحو ذلك . لأنه سبحانه يقول : {ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ}[6] ويقول عز وجل : {وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ}[7] الآية . أما قوله تعالى : {فَلا وَرَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ}[8] الآية فهي عامة على ظاهرها ، فلا يجوز للمسلمين أن يخرجوا على شريعة الله ، بل يجب عليهم أن يحكموا شرع الله في كل شيء ، فيما يتعلق بالعبادات ، وفيما يتعلق بالمعاملات ، وفي جميع الشئون الدينية والدنيوية لكونها تعم الجميع ، ولأن الله سبحانه يقول : {أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ حُكْمًا لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ}[9] ويقول : {وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ}[10] {وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ}[11] {وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ}[12] فهذه الآيات عامة لجميع الشئون التي يتنازع فيها الناس ويختلفون فيها ، ولهذا قال سبحانه : {فَلا وَرَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ} يعني الناس من المسلمين وغيرهم {حَتَّى يُحَكِّمُوكَ} يعني محمدا صلى الله عليه وسلم ، وذلك بتحكيمه صلى الله عليه وسلم حال حياته وتحكيم سنته بعد وفاته ، فالتحكيم لسنته هو التحكيم لما أنزل من القرآن والسنة {فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ} أي فيما تنازعوا فيه ، هذا هو الواجب عليهم أن يحكموا القرآن الكريم ، والرسول صلى الله عليه وسلم ، في حياته وبعد وفاته باتباع سنته التي هي بيان القرآن الكريم وتفسير له ودلالة على معانيه ، أما قوله سبحانه {ثُمَّ لا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا} فمعناه أنه يجب أن تنشرح صدورهم لحكمه صلى الله عليه وسلم ، وألا يبقى في صدروهم حرج مما قضى بحكمه عليه الصلاة والسلام . لأن حكمه هو الحق الذي لا ريب فيه وهو حكم الله عز وجل ، فالواجب التسليم له وانشراح الصدر بذلك وعدم الحرج ، بل عليهم أن يسلموا لذلك تسليما كاملا رضا بحكم الله واطمئنانا إليه ، هذا هو الواجب على جميع المسلمين فيما شجر بينهم من دعاوى وخصومات ، سواء كانت متعلقة بالعبادات أو بالأموال أو بالأنكحة أو الطلاق أو بغيرها من شئونهم . وهذا الإيمان المنفي هو أصل الإيمان بالله ورسوله بالنسبة إلى تحكيم الشريعة والرضا بها والإيمان بأنها الحكم بين الناس ، فلا بد من هذا ، فمن زعم أنه يجوز الحكم بغيرها أو قال إنه يجوز أن يتحاكم الناس إلى الآباء أو إلى الأجداد أو إلى القوانين الوضيعة التي وضعها الرجال سواء كانت شرقية أو غربية - فمن زعم أن هذا يجوز فإن الإيمان منتف عنه ويكون بذلك كافرا كفرا أكبر ، فمن رأى أن شرع الله لا يجب تحكيمه ولكن لو حكم كان أفضل ، أو رأى أن القانون أفضل ، أو رأى أن القانون يساوي حكم الله فهو مرتد عن الإسلام . وهي ثلاثة أنواع : النوع الأول : أن يقول : إن الشرع أفضل ولكن لا مانع من تحكيم غير الشرع . النوع الثاني : أن يقول : إن الشرع والقانون سواء ولا فرق . النوع الثالث : أن يقول إن القانون أفضل وأولى من الشرع . وهذا أقبح الثلاثة ، وكلها كفر وردة عن الإسلام . أما الذي يرى أن الواجب تحكيم شرع الله ، وأنه لا يجوز تحكيم القوانين ولا غيرها مما يخالف شرع الله ولكنه قد يحكم بغير ما أنزل الله لهوى في نفسه ضد المحكوم عليه ، أو لرشوة ، أو لأمور سياسية ، أو ما أشبه ذلك من الأسباب وهو يعلم أنه ظالم ومخطئ ومخالف للشرع - فهذا يكون ناقص الإيمان ، وقد انتفى في حقه كمال الإيمان الواجب ، وهو بذلك يكون كافرا كفرا أصغر وظالما ظلما أصغر وفاسقا فسقا أصغر ، كما صح معنى ذلك عن ابن عباس رضي الله عنهما ومجاهد وجماعة من السلف رحمهم الله ، وهو قول أهل السنة والجماعة خلافا للخوارج والمعتزلة ومن سلك سبيلهم . والله المستعان . ------------- [1] - سورة النساء الآية 64. [2] - سورة التكوير الآية 29. [3] - سورة البقرة الآية 21. [4] - سورة النساء الآية 26. [5] - سورة النساء الآية 64. [6] - سورة غافر الآية 60. [7] - سورة البقرة الآية 186 [8] - سورة النساء الآية 65. [9] - سورة المائدة الآية 50. [10] - سورة المائدة الآية 44. [11] - سورة المائدة الآية 45. [12] -سورة المائدة الآية 47. المصدر : مجموع فتاوى و مقالات متنوعة الجزء السادس للشيخ بن باز رحمه الله
|
| |