12-13-2006, 02:43 AM
|
المشاركة رقم: 1 |
المعلومات | الكاتب: | | اللقب: | عضو | البيانات | التسجيل: | Oct 2006 | العضوية: | 397 | المشاركات: | 1,531 [+] | بمعدل : | 0.23 يوميا | اخر زياره : | [+] | معدل التقييم: | | نقاط التقييم: | 10 | الإتصالات | الحالة: | | وسائل الإتصال: | | | المنتدى :
المنتدى العام المفتوح معاداة السامية أصل التسمية
المقصود بالساميين سلالة سام بن نوح عليه السلام وهو مصطلح يهودي يتبع التقسيم المنسوب للتوراة للأجناس البشرية إلى ثلاثة أقسام وهي: الساميون نسبة إلى سام بن نوح، والحاميون نسبة إلى حام بن نوح، واليافثيون نسبة إلى يافث بن نوح. والساميون يُقصد بهم الشعوب التي تقيم في شبه الجزيرة العربية وفي بلاد النهرين وسوريا ولبنان وفلسطين. إلاّ أن اليهود يدّعون أن الكنعانيين أُخرجوا من أسرة الساميين وجرى ضمّهم إلى الحاميين (الأفارقة) كنوع من الانتقام. فأصبح العداء للسامية مصطلحاً يشير إلى عداء الشعوب اليافثية والحامية للجنس السامي الذي اختزله اليهود بهم فقط.
بداية التسمية
كان الصحفي الألماني (وليم مار) أول من استخدم مصطلح معاداة السامية عام 1879 لتمييز الحركة المضادة لليهود التي عكستها الكتابات الصحفية في ألمانيا، والتي وجدت دفعة قوية على يد المستشار الألماني بسمارك. وتلا ذلك نشوء جمعية معاداة السامية التي تمكّنت من جمع 255 ألف توقيع يطالب بطرد اليهود. وقامت مظاهرات عدة في بعض المدن الألمانية مؤيدة لهذا الاتجاه وقد رفعت ضد اليهود تهم القتل الطقوسي، وهو اتهام بأن اليهودي يأتي بدم واحد من الأغيار ويصنع منه فطيراً.
انتقلت حركة معاداة السامية من ألمانيا إلى بقية البلاد الأوروبية، وتم تكوين جماعة معادية لليهود في النمسا عام 1895. وفي إنجلترا انعقد أول مؤتمر دولي لمعاداة اليهودية نادى بتطبيق قيود متعصّبة ضدّ اليهود. وقد أدّى نشر بروتوكولات حكماء صهيون إلى دعم الاتجاه المعادي لليهود، فقامت ثورات عنيفة ضد اليهود في المجر عام 1920. وفي ألمانيا جعل أدولف هتلر المعاداة لليهودية أحد المبادئ الأساسية لبرنامج حزبه النازي.
استغلال بشع!
في كتابهما المعنْوَن ((هل لليهود مستقبل؟)) يقرّ الباحثان اليهوديان الفرنسيان ((إستر بنباسا)) و((جون كريستوف إتياس)) باستغلال الصهيونية للمشاكل التي واجهها اليهود لإقامة (إسرائيل). ويقول الكاتبان ((إن ما حدث تاريخياً هو أن الصهيونية بنت شرعيتها على استثمار هذا العداء عن طريق المطالبة بالوطن القومي الذي من شأنه أن يوقف العداء للسامية، وخاصة المحرقة النازية والتي أعطت الشرعية لضرورة إقامة هذا الوطن باعتبار أن الصهيونية أصبحت بالنسبة ليهود الشتات عبارة عن حركة تحرّر قومي)). وقد أشار رئيس المجلس التمثيلي للمؤسسات اليهودية في فرنسا ((روجيه كيركمان)) أمام موشي كتساف إلى ذلك بقوله ((كان من المفترض أن يكون عددنا اليوم خمسمائة مليون، ولكننا اليوم ثلاثة عشر مليوناً... وبفضل ستة ملايين شهيد بُنيت إسرائيل)).
سيف مسلّط
لم يكن الكاتب الفرنسي الشهير إميل زولا يتخيّـل بأن الأفكار التي دعا إليها في روايته الشهيرة ((إني أتهم))، والتي يدعو فيها إلى معاملة اليهود كمواطنين أحرار ستُستخدم يوماً لقمع المفكّرين والكتّاب الداعين إلى حريّة الفكر وحق الانتقاد.
الاستراتيجية الصهيونية المعادية لكل الأقلام الحرّة ظهرت جلياً في العديد من الحملات المنظمة ضدّ العديد من الكتّاب والكتب التي انتقدت أفكاراً أو شخصيّات أو سياسة (إسرائيل). ومن أشهر من تعرّض لهذه الحملة الكاتب الفرنسي روجيه غارودي الذي يقول: لقد أعلنت موقفي ضدّ الاجتياح الإسرائيلي لجنوب لبنان على صفحة كاملة بصحيفة ((الليموند))، اشتريتها لحسابي الخاص وكانت هذه الطلقة الأولى التي خرجت ضدّي. في عام 1990 صدر في فرنسا قانون باسم (فابيوس جاسبو) لمحاكمة كل من يحاول إنكار المحارق النازية لليهود في ألمانيا، وبموجب هذا القانون حوكم غارودي في العام 1998 بسسب آرائه في كتاب ((الأساطير المؤسسة للسياسة الإسرائيلية)) الذي يحقق في أسطورة حرق 6 ملايين يهودي في أفران هتلر، مع أن عدد اليهود في أوروبا كلها لم يكن يتجاوز آنذاك 3.5 مليون يهودي، حسب الوثائق اليهودية ذاتها.
الكاتب الفرنسي ميشال لولون حوكم أيضاً بعد مجازر صبرا وشاتيلا وانتقاده في مقال له الإعلام الغربي لمجاملته لـ(إسرائيل). واعتُبر مقاله نصاً قاسياً ضدّ (إسرائيل)، واتهم بمعاداة السامية.
المؤرّخ البريطاني ديفيد إرفينغ منع هذا العام من دخول نيوزيلندا بسبب إنكاره حدوث (الهولوكست). وذلك بعد منعه من قبل ألمانيا وأستراليا من دخول أراضيهما لنفس السبب.
آخر ضحايا العداء للسامية من الكتاب والصحفيين كان آلان مينارغ، حين أجبر على الاستقالة من منصبه كرئيس لقسم الأخبار في إذاعة فرنسا الدولية ثم جرى فصله من الإذاعة، وذلك بسبب نقده (إسرائيل) ووصفها بالدولة العنصرية لأنها تسعى إلى إقامة دولة لليهود فقط. وأصرّ مينارغ على موقفه وأكّد أن (إسرائيل) دولة مثل بقية الدول وأنه لا يضع أي استثناء في رؤيته للعالم. حتى أنـه لم يسلم من هذه الهجمات كتاب يهود مثل أيريك حازان الذي اتُهم بمعاداة السامية وكراهية الذات!
كما اتخذ استغلال معاداة السامية منحى خطيراً بمعاداة الكتب التي لا تروق لليهود. ومؤخراً اضطرّت مكتبة الاسكندرية إلى سحب كتاب ((بروتوكولات حكماء صهيون)) من بين رفوفها تحت ضغوط عديدة. وقبل ذلك أُغلق مركز زايد في الإمارات نتيجة للتحريض الذي تعرّض له من قبل منظمات صهيونية عالمية.
في مواجهة قادة الدول
الرئيس السوري بشار الأسد تعرّض لحملة إعلامية وسياسية واسعة في أوروبا وأمريكا نتيجة لتصريحات أدلى بها حول (إسرائيل)، لدرجة أن جماعات يهودية في فرنسا رفعت دعوى قضائية ضده، وطالبت بمحاكمته أثناء زيارة قام بها لفرنسا. كما نجح اللوبي اليهودي في ألمانيا في طرد النائب الألماني مارتن هوهمان بتهمة معاداة السامية. ولا تفوتنا الحملة ضد رئيس الوزراء الماليزي السابق مهاتير محمد حين أكّد أن اليهود يتحكّمون في كل شيء.
العداء لـ(إسرائيل)!
عقب نشر الاستطلاع الأوروبي صرّح أرييل شارون، رئيس الوزراء الصهيوني، أن ((ما نواجهه في أوروبا هو عداء قديم للسامية وليس ظاهرة جديدة، العداء للسامية كان موجوداً دائماً في أوروبا ويغذيه الآن عداء جماعي للسامية يُدخل (إسرائيل) في هذه المسألة)). وقد عملت المنظمات والهيئات اليهودية على تثبيت هذا المفهوم لدى الأوربيين من خلال اعتبارها أن أي عملية تحدث في (إسرائيل) إنّما تستهدف اليهود بشكل عام. وفي هذا الإطار قام المجلس التمثيلي للمؤسسات اليهودية في فرنسا بتسيير مظاهرة ضمّت حوالي 150 ألف متظاهر عقب إحد العمليات في (إسرائيل)، وكان شعارها ((ضدّ الإرهاب.. ضدّ أعداء السامية)). ولا ننسى الموقف الذي اتخذه رئيس جامعة هارفارد لورنس سومرس في العام 2002 والذي يعتبر انتقاد (إسرائيل) أعمالاً معادية للسامية في آثارها.
اختلاق قصص
عمدت الصهيونية إلى اختلاق القصص الوهمية والهجمات ضدّ يهود لعدّة أسباب منها: كسب تعاطف دولي لقضية مؤثرة، تغطية على حدث أو جريمة صهيونية، وفي بعض الأحيان لدفع اليهود إلى الهجرة. وهناك في فرنسا حادثتان جرتا في العام الجاري أثبتتا عدم صحّة العديد من المزاعم الصهيونية في ارتكاب حوادث ضدّ اليهود. فقد اعتقلت الشرطة الفرنسية يهودياً قام بإحراق مركز يهودي في باريس. وكان هذا اليهودي حارساً للمركز وزعم أن المسؤولين كانوا يعتزمون تسريحه من عمله، حينها شعر بالرغبة في الانتقام وقام بحرق المركز، مع أنه كان متطوّعاً في حراسته!
القصة الثانية حين زعمت امرأة فرنسية أن ستة شبان مسلّحين بعصي، وملامحهم مغاربية، هاجموها وقصوا شعرها في أحد قطارات الضواحي ومزقوا ملابسها ورسموا صلباناً معكوفة على جسدها عندما اعتقدوا أنها يهودية. هذه القصة التي أثارت الشارع الفرنسي، وأدانها الرئيس الفرنسي جاك شيراك تبيّن عدم صحّتها وألقت الشرطة الفرنسية القبض على المرأة.
المسؤولية الإسرائيلية
على الرغم من أن العديد من الحوادث بدت مختلقة، إلاّ أن الشعوب الأوروبية بدأت تُظهر تذمّرها من الهيمنة والتعسّف الإسرائيلي في الشرق الأوسط، وهذا ما ينعكس بالسّلب على اليهود في أوروبا نظراً لتبنّيهم ومساندتهم، في معظم الأحيان، للسياسة الإسرائيلية. ويذهب معهد ((تخطيط سياسات الشعب اليهودي))، برئاسة السفير السابق دنيس روس، إلى اتهام (إسرائيل) بأنها لا تضع في الحسبان آثار ونتائج سياستها وقراراتها على ((الشعب اليهودي في الشتات))، فيحمّل (إسرائيل)، بطريقة غير مباشرة، المسؤولية عن معاداة السامية في العالم. ومنذ انتفاضة الأقصى ارتفعت نسبة الهجمات ضدّ مراكز ومقابر يهودية بشكل ملحوظ. ففي فرنسا وصل الهجمات إلى 135 هجوماً في الستة أشهر الأولى من العام الجاري، وفي بريطانيا بلغت 405 هجمات في العام 2002.
قانون أمريكي لحماية اليهود
في خطوة تعكس مدى النفوذ اليهودي داخل الإدارة الأمريكية الحالية وقّع الرئيس الأمريكي جورج بوش مشروع قانون يُلزم وزارة الخارجية برصد وإحصاء الأعمال المعادية للسامية في العالم، وتقويم مواقف الدول من هذه الأعمال. كما ينص القانون على رصد الأعمال الدعائية في وسائل الإعلام الحكومية وغير الحكومية التي تبرّر الكراهية لليهود أو تحرّض على العنف ضدّهم. وقد وقّع هذا القانون على رغم اعتراض وزارة الخارجية عليه، التي رأت أن إنشاء مكتب يختص بمراقبة العداء للسامية من شأنه أن يقلّل من المصداقية ويعكس المحاباة وعدم التوازن في سياسة الولايات المتحدة لحقوق الإنسان. ويتساءل أي قارئ للقانون ماذا عن غير اليهود؟ فالمسلمون في بورما على سبيل المثال تُنتزع منهم جنسياتهم، وفي جنوب تايلند يُقتلون بالعشرات. أمّا التصريحات الأمريكية المعادية للمسلمين فيطول الحديث عنها من الجنرال الأمريكي بويكن إلى الحاخام الصهيوني عوفيديا يوسف. ماذا عن معاناة المسلمين والمسيحيين في فلسطين والهجرة المسيحية من القدس بسبب اعتداءات اليهود؟ إنها سياسية كمّ الأفواه التي لا تعترف سوى بالتفوّق اليهودي.
لكن مع كل ذلك تبقى هناك مسؤولية عربية وإسلامية تجاه تفكيك مفهوم العداء للسامية. أولى هذه الخطوات هي بأن يكون العرب والمسلمون في الغرب أكثر وعياً بقضاياهم، وأن يكونوا أكثر تنظيماً وتأثيراً حتى يقنعوا الناس بأصولهم السامية، وإذا استطاعوا ذلك أفرغوا هذا المفهوم الكثير من بريقه وتأثيره.
((( منقول )))
|
| |