التوافه في حياتنا

فاطمة المزورعي


بعضهم يسمح للتوافه بتدمير حياته فيغرق في بحرها فتدمره صغائر الأمور ولذلك تجد بعضهم سريع الغضب، متعكر المزاج في دوامة كبيرة من القلق.
يقال إن هناك حكاية حدثت مع رجل وزوجته حينما كان يجلس في منزله متأملاً عصفوراً على نافذته، فجاءت زوجته وقالت له: «ما أجمل هذه العصفورة»! فردّ عليها: بل العصفور، فردت الزوجة بعناد: «بل إنها عصفورة».. ولكن تشبث كل واحد منهما فتحولت مناقشاتهما إلى مشاجرة ومشكلات كبيرة انتهت بالطلاق.
والسؤال الذي قد يدور في مخيلتنا، لماذا كل هذه الشجارات والخصومات والانشغال بأمور تافهة وصغيرة؟! قديماً قالوا «الحياة أقصر بكثير من أن ننشغل فيها بالتوافه».
التوافه في حياتنا كثيرة لا يمكن تحديدها بدقة، فهي تعتمد على نظرتنا للحياة وطريقتنا في التعامل مع التوافه، فكل إنسان له طريقته في التعامل مع الأمور التافهة في حياته، فلا تخلو حياتنا من بعض التوافه ولكن كسرها يعتمد بشكل كبير على طبيعة الشخص، ولعل أكبر مدخل للتوافه الفراغ الذي نعانيه في بعض الوقت.
ولذلك يمكنك التعامل مع هذه الأمور بكفاءة جيدة، بعض صور التوافه الانشغال بالقشور والاهتمام بالأمور السطحية التي تتحول مع الوقت إلى كوارث مثل الانشغال بالخصومات فيخسر الإنسان أهله وأسرته وأصدقاءه من أجل أمور تافهة، ولذلك يمكنك الفكاك من هذه الآفة التي تقتل حياتنا، بتحديد التوافه وعدم الانغماس بها، وعدم إعطائها أكبر من حجمها.
ماذا لو تجاهلنا التوافه، حتماً سوف تتحول حياتنا إلى حياة تكتنفها السعادة والاطمئنان وراحة البال.. يقول ديل كارنيجي الكاتب والناشط في مجال التنمية البشرية: «إننا غالباً ما نواجه كوارث الحياة وأحداثها في شجاعة نادرة وصبر جميل ثم ندع توافه الحياة بعد ذلك تغلبنا على أمرنا!».