يومك .. كم ساعة تريده ؟

فهد عامر الأحمدي

كثيرا ما تمنيت لو كـنا نملك أكثر من 24 ساعة في اليوم.. فمعظمنا يشعر أن هذه "الـ 24" لـم تعد كافية لفعل كل شيء نريده.. فنحن "أبناء هذا العصر" أصبحنا مشغولين بفعل أشياء كثيرة وغير مسبوقة في حياة البشر.. نريد أن نعمل، ونخرج، ونشاهد التلفزيون، ونتصفح الإنترنت، ونقابل الأصدقاء، ونزور الأقرباء، ونجيب على رسائل الواتس آب.. ثم فـوق هذا نـنام ساعات كافـية في الليل.. ولكن حين تغربل ما تفعله خلال الـ 24 ساعة تكتشف ساعات كثيرة مهدرة وغير فعالة في حياتك هي المسؤولة عن شعورك بالانشغال..

فحين تتصفح جوالك لأربع ساعات، وتسهر مع أصدقائك لمنتصف الليل، وتشاهد مسلسلا طويلا في المنزل، وتـجيب على جميع الرسائل والإيميلات، فإنك بذلك تفقد معظم ساعات يومك دون إنجاز حقيقي. ــ السؤال الذي يهمك فعـلا هـو، تعـريف الإنجاز الحقيقي وسط هذا الزحام؟ الإنجاز الحقيقي بنظري هو كل إضافة جميلة لـعملك وفكرك وحياتك.. ورصيدك البـنكي. إن كان عملك يتطلب تصفح الحسابات الاجتماعية للشركة، فـلا بأس في أن تقضي بـذلك ثماني ساعات يوميا. إن كنت مسؤولا عن الصفحة الفنية في موقع أو صحيفة، فـلا بأس في قضاء يومك بمشاهدة الأفلام والمسلسلات ومتابعة نتـفـلكس. ولكن أن تفعل ذلك بلا سبب "لمجرد المتعة وإضاعة الوقت"، فأنت بذلك تهدر وقتك وتضيع عمرك وتفاقم الساعات غير الفعالة في حياتك!! الهدف من هذا المقال تنبيهك للفرق بين الساعات الفعالة وغير الفعالة في يومك. حين تكتشف بنفسك "الساعات غير الفعالة" سـتعـيد ابتكارها واستغلالها لمصلحتك.. مجرد إنقاص ساعة واحدة من فترة نومك يعني عيشك لنصف شهر إضافي في كل عام من حياتك..

الساعتان اللتان تفقدهما يوميا في مشاويرك اليومية يمكنك استغلالهما لفعل أشياء كثيرة لم تكن تملك وقتا لفعـلها.. الساعة التي تقضيها يوميا في الحمام يمكنك استغلالها بـإجراء المكالمات المهمة أو الرد على آخر الإيميلات والرسائل.. الساعات التي تصاب فيها بالأرق "قبل النوم" يمكنك استغلالها لمراجعة مهام الغـد أو قراءة "أفضل كتاب في الشهر"! بقليل من الابتكار سـتكون الـ 24 ســاعة أطول من حاجتك لقضاء الأولويات في حياتك ..

مجرد نومك مبكرا، واستيقاظك مبكرا، يعني استعارتك من ساعات الليل لفعل أشياء كثيرة خلال النهار ــوجميعنا جرب الفرق بين الاستيقاظ فجرا، والاستيقاظ ظهرا. وهــذه كلها مجرد أمثـلة لتوضيح الفكرة ولفـت الانـتباه، في حين تتحمل وحدك مسؤولية اكتشاف الساعات غير الفعالة في حياتك. ثم إعـادة تدويرها وابتكارها لمصلحتك.

مقال جدا رائع

شدني العنوان .. تحياتي للكاتب والناقل