04-04-2023, 03:55 PM
|
المشاركة رقم: 1 |
المعلومات | الكاتب: | | اللقب: | عضو | الصورة الرمزية | | البيانات | التسجيل: | Jan 2006 | العضوية: | 7 | المشاركات: | 1,814 [+] | بمعدل : | 0.26 يوميا | اخر زياره : | [+] | معدل التقييم: | | نقاط التقييم: | 10 | الإتصالات | الحالة: | | وسائل الإتصال: | | | المنتدى :
الإسلامي العام المقبل عليك من آفاق الغيب رمضان
ذلك المقبل عليك من آفاق الغيب، حاملا هدايا العتق وبشارات الرحمة، فارتقبه طفلا ناضرَ القلبِ يحمل في صدره قنديل التوبة وربيع الوحي وعافية السلامة من أغلال الحقد وضغائنه!
✏️وجدان العلي
رمضان والعزلة..
حُبِّبَت العُزلة إليه ﷺ قبل البعثة لأنَّ معها فراغ القلب وهي مُعينة على التفكُّر وبها يَنقطع عن مألوفات البشر ويتخشَّع قلبه.
يقول ابن تيمية؛
"لابد للعبد من أوقات يَنْفَرِدُ بِهَا بِنَفْسِهِ فِي دُعَائِهِ وَذِكْرِهِ وَصَلَاتِهِ وَتَفَكُّرِهِ وَمُحَاسَبَةِ نَفْسِهِ وَإِصْلَاحِ قَلْبِهِ وَمَا يَخْتَصُّ بِهِ مِنْ الْأُمُورِ الَّتِي لَا يَشْارَكُهُ فِيهَا غَيْرُهُ فَهَذِهِ يَحْتَاجُ فِيهَا إلَى انْفِرَادِهِ بِنَفْسِهِ ؛ إمَّا فِي بَيْتِهِ ، كَمَا قَالَ طاوس : نِعْمَ صَوْمَعَةُ الرَّجُلِ بَيْتُهُ يَكُفُّ فِيهَا بَصَرَهُ وَلِسَانَهُ ، وَإِمَّا فِي غَيْرِ بَيْتِهِ . فَاخْتِيَارُ الْمُخَالَطَةِ مُطْلَقًا خَطَأٌ وَاخْتِيَارُ الِانْفِرَادِ مُطْلَقًا خَطَأٌ . وَأَمَّا مِقْدَارُ مَا يَحْتَاجُ إلَيْهِ كُلُّ إنْسَانٍ مِنْ هَذَا وَهَذَا وَمَا هُوَ الْأَصْلَحُ لَهُ فِي كُلِّ حَالٍ فَهَذَا يَحْتَاجُ إلَى نَظَرٍ خَاصٍّ كَمَا تَقَدَّمَ."
يقول الإمام الخطابي:
"ولسنا نريد - رحمك الله - بهذه العزلة التي نختارها مفارقة الناس في الجماعات والجمعات، وترك حقوقهم في العبادات، وإفشاء السلام ورد التحيات، وما جرى مجراها من وظائف الحقوق الواجبة لهم، وصنائع السنن والعادات المستحسنة فيما بينهم، فإنها مستثناة بشرائطها، جارية على سبيلها، ما لم يحل دونها حائل شغل ولا يمنع عنها مانع عذر."
يقول ابن رجب:
"وجدتُ أكثرهم لا يقوى على مخالطة الخلق فهو يفر إلى الخلوة ليستأنس بحبيبه ، ولهذا كان أكثرهم يطيل الوحدة .
وقيل لبعضهم : ألا تستوحش ؟ قال : كيف أستوحش وهو يقول : أنا جليس من ذكرني ؟.
وقال آخر : وهل يستوحش مع الله أحد ؟.
وكان يحيى بن معاذ كثير العزلة والانفراد فعاتبه أخوه فقال له : إن كنت من الناس فلا بد لك من الناس، فقال : يحيى : إن كنت من الناس فلا بد لك من الله."
كتب خباب الحمد:
"إذا تقرَّر ذلك، فإنَّ ترك فضول مخالطة الناس الزائدة عن حدها هو السبيل القويم لإصلاح القلب، وارتقاء الروح، وغذاء العقل، وتزكية النفس.
ولذا حبَّذت شريعة الإسلام الاعتكاف في أواخر رمضان، للمسلمين الصائمين؛ وذلك لكي تحلق الروح مع أجواء الإيمان، وتبتعد النفس عن أحاديث الإنسان، وتنقطع العلائق عن الخلائق للتفرغ لعبادة الخالق، ومع هذا فلقد صرنا نلحظ قلَّة المهتمين بإحياء هذه السنَّة المهجورة من أكثر المسلمين.
إنَّ خلوتك مع الله، تعطيك قيمة نفسك، وتشعرك بمدى تقصيرك معه سبحانه وتعالى، فأنت تقبل على الناس ولربما تنسى الإقبال على ربك، وتطلب من الناس وتغفل عن الطلب من إلهك، وتتودد للبشر وقد نسيت التودد لربك(الودود)، وتشتكي للخلق أحوالك فلم يفيدوك وتذهب تلاحق الكثيرين منهم وقد يجفونك، وربك تعالى يناديك ويقول لك: (من يدعوني فأستجيب له ؟ من يسألني فأعطيه ؟ ومن يستغفرني فأغفر له ؟) ونحن جيمعاً غافلون عن ذلك."
رمضان المبارك أولى الأزمنة بالعزلة فهي خير ما يستعان به على العمل الصالح، وقد كان السلف في رمضان يوقفون الدروس وينكبون على القرآن، وأولى ما يعتزل هذا الجهاز الصغير بين أيدينا، وهو أشد ما يسرق وقت المسلم ويضيع عليه تفكره وتأمله،
بلغنا اللَّه وإياكم خير العمل وأعاننا وتقبل منا وجعل لنا أوفر الحظ والنصيب من ذكره وشكره وحسن عبادته.
|
| |