04-01-2023, 03:34 AM
|
المشاركة رقم: 1 |
المعلومات | الكاتب: | | اللقب: | عضو | الصورة الرمزية | | البيانات | التسجيل: | Jan 2006 | العضوية: | 7 | المشاركات: | 1,814 [+] | بمعدل : | 0.26 يوميا | اخر زياره : | [+] | معدل التقييم: | | نقاط التقييم: | 10 | الإتصالات | الحالة: | | وسائل الإتصال: | | | المنتدى :
الإسلامي العام شكوى الأنبياء الى الله شكوى الأنبياء إلى الله
إنَّ الأنبياء والرسل، وهمْ خيرُ الخلق، وأحبُ الناسَ إلى الله نزل بهم البلاء، واشتدَّ بهم الكرب، فلجؤوا إلى الله وحدَه وتضرَّعوا إليه بالدُّعاء، إنها الشِّكايةُ للَّه وحُسنُ الصِّلةِ بالله.
فهذا نوحٌ -عليه السلام- أول مَن أرسله الله مِن الرسل يشكو أمرَه إلى الله ويلجأُ لمولاه: {فَدَعَا رَبَّهُ أَنِّي مَغْلُوبٌ فَانْتَصِرْ} فكانت النتيجة: {فَفَتَحنَآ أَبوَٰبَ ٱلسَّمَآءِ بِمَآءٖ مُّنهَمِرٖ * وَفَجَّرنَا ٱلأرضَ عُيُونًا فَٱلتقَى ٱلمَآءُ عَلَىٰٓ أَمرٍ قَد قُدِرَ * وَحَمَلناهُ عَلَىٰ ذَاتِ أَلوَاحٍٖ وَدُسُرٍٖ * تَجرِي بِأَعيُنِنَا جَزَآءً لِّمَن كَانَ كُفِرَ﴾.
وهذا إبراهيم -عليه السلام-، يضع أهلَه في وادٍ قحطٍ مُجدبٍ ليس به ماء ولا طعام؛ ويدعو ربه أن يحفظهم: {رَبَّنَا إِنِّي أَسْكَنْتُ مِنْ ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِنْدَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ رَبَّنَا لِيُقِيمُوا الصَّلاةَ فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ وَارْزُقْهُمْ مِنَ الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَشْكُرُونَ} .
و أيوبُ -عليه السلام-، ابتلاهُ اللهُ بالمرضِ سنواتٍ عديدة، وبلَغ به البلاء مبلغًا عظيمًا، وظلَّ على صِلتِه بربِّه وثقتِه به، ورِضاهُ بما قَسم الله له.
ثمَّ توجَّه إلى ربِّه بالشَّكوى لِيرفعَ عنه الضَّراء والبلوى قال تعالى: {وَأَيُّوبَ إِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ}.
فكانت النتيجة: {فَاسْتَجَبْنَا لَهُ فَكَشَفْنَا مَا بِهِ مِنْ ضُرٍّ وَآتَيْنَاهُ أَهْلَهُ وَمِثْلَهُمْ مَعَهُمْ رَحْمَةً مِنْ عِنْدِنَا وَذِكْرَى لِلْعَابِدِينَ}.
و يونسُ -عليه السلام- رفع الشِّكاية للَّه فلم ينادِ ولم يناجِ غيره: {وَذَا النُّونِ إِذْ ذَهَبَ مُغَاضِبًا فَظَنَّ أَنْ لَنْ نَقْدِرَ عَلَيْهِ فَنَادَى فِي الظُّلُمَاتِ أَنْ لا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ}. فماذا كانتَ النتيجة؟
{فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْغَمِّ وَكَذَلِكَ نُنْجِي الْمُؤْمِنِينَ}
قال ابن كثير في تفسير قوله تعالى: {وَكَذَلِكَ نُنْجِي الْمُؤْمِنِينَ}: أي: إذا كانوا في الشَّدائد ودعَونا منيبين إلينا، ولا سِيَّما إذا دعَوا بهذا الدُّعاء في حال البلاء، فقد جاء التَّرغيب فيها عن سيِّد الأنبياء.
وزكريَّا -عليه السلام- دعا ربَّه: {وَزَكَرِيَّا إِذْ نَادَى رَبَّهُ رَبِّ لا تَذَرْنِي فَرْداً وَأَنْتَ خَيْرُ الْوَارِثِينَ}.
فكانت النتيجة: {فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَوَهَبْنَا لَهُ يَحْيَى وَأَصْلَحْنَا لَهُ زَوْجَهُ إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ}.
ويعقوبُ -عليه السلام- حين فقدَ فِلْذَة كَبده فلم يَزِد إلا أن قال: {إِنَّمَا أَشْكُو بَثِّي وَحُزْنِي إِلَى اللَّهِ} فاستجاب اللهُ دعاءَه وشكواه، وردَّ عليه يوسفَ وأخاه.
وهكذا كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يشكو إلى الله ويلجأ إليه في كلِّ أحواله، فكان -صَلَّى اللَّه عَليهِ وسَلَّمَ- إِذَا حَزَبَهُ أَمرٌ فَزِعَ إِلَى الصَّلَاة يشكو إلى الله ويدعوه -سبحانه وتعالى-.
وهذا استجابة لقوله تَعَالَى: {وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاة}
|
| |