10-24-2022, 07:17 AM
|
المشاركة رقم: 1 |
المعلومات | الكاتب: | | اللقب: | عضو | الصورة الرمزية | | البيانات | التسجيل: | Feb 2006 | العضوية: | 22 | المشاركات: | 1,376 [+] | بمعدل : | 0.20 يوميا | اخر زياره : | [+] | معدل التقييم: | | نقاط التقييم: | 10 | الإتصالات | الحالة: | | وسائل الإتصال: | | | المنتدى :
لحياة اجتاعية أفضل ولهن مثل الذي عليهن بالمعروف {وَلَهُنَّ مِثلُ الَّذِي عَلَيهِنَّ بِالمَعرُوفِ}
✍️ بقلم: د. عوض بن حمد الحسني
إنَّ من أسرار فنِّ العشرة بين الزَّوجين ودوام الأُلفة، وكمال المودَّة بينهما؛ أن ينطلقَا من التَّوجيه القرآني في تربيتهما، فكلٌّ منهما يحتاج للآخر، وكلٌّ منهما يكتمل بالآخر، وبالتَّالي فكلٌّ منهما لا يستغني عن الآخر في أصل التَّركيبة الإنسانيَّة، فكلٌّ منهما له حقٌّ وعليه حقٌّ.
وتُرفرف السَّكينة والطُّمأنينة في البيت المسلم إذا فهِم الزَّوجان هذا الجانب في حياتهما الزَّوجيَّة، ولذا ذكر الله هذا الأمر صريحًا في القرآن الكريم، فقال تعالى: ﴿ وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ وَلِلرِّجَالِ عَلَيْهِنَّ دَرَجَةٌ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ﴾ [البقرة: 228]، يقول ابن كثير -رحمه الله- في تفسيره لهذه الآية: "أي: ولهُنَّ على الرِّجال من الحقِّ مثل ما للرِّجال عليهنَّ، فليؤدِّ كلُّ واحد منهما إلى الآخر ما يجب عليه بالمعروف".
قلتُ: وهذا في جميع الجوانب سواءً كانت التَّعاملات الحياتيَّة العامَّة؛ كطرفين يعيشان معًا تحت سقف واحد، وبينهما مصالح مُشتركة، فكلٌّ منهما يحتاج من الآخر الاحترام والتَّقدير ومُراعاة المشاعر العامَّة، أما كانت هذه الاحتياجات في الجوانب الزَّوجيَّة من تبادُل مشاعر الحبِّ والوُدِّ، ودِفء المشاعر العاطفيَّة بينهما؛ فكلٌّ منهما له حقٌّ وعليه حقٌّ، يجب أن يُقدِّم ذلك طاعةً وعبادةً وقربةً لله تعالى، ولا ينتظر الآخر أن يُقدِّم له أولًا بحُجَّة أنه هو أكثر عاطفةً أو احتياجًا، أو هو الطَّرف الذي يبدأ له الطرف الآخر بهذا الاحتياج، حتى يبادله الاحتياج بالاحتياج، وهذا خلاف التَّوجيه المذكور.
فإذا فهِم الزوجان مقصود هذا التَّوجيه على عمومه، استقرَّت الحياة الزَّوجيَّة بينهما، واستطاع كلٌّ منهما أن يقدِّم ما يُرضِي ربَّه أولًا، ثم يُسعِد نفسَه ثانيًا، ثم يُسعِد زوجَه وبقيَّة أسرتِه ثالثًا.
وأمَّا إذا فهم التَّوجيه على أن هذا لا يشمل الخصوص في الحياة الزوجيَّة، كما يتبادر للكثير من الأزواج والزَّوجات، فعند ذلك لا يستغرب ما يسود بعض الأُسر من تفكُّك أسري، وضعف وتدهور في العلاقة الزَّوجيَّة بين الزَّوجين في هذه الجوانب؛ لأنَّ كلَّ واحد ينتظر الطَّرف الآخر أن يبادره بهذا الحقِّ الذي يظنُّ أنَّه واجبٌ عليه، فقط ينبغي أن يُؤَدَّى للطرف الآخر، ولذا بدأ الله في خطابه بالتوجيه للنساء بــ"لهنَّ"، مؤكدًا بأن "عليهنَّ" حتى يذهب ما لديهنَّ مِن لبس في هذا الجانب، وكذلك حتى يذهب ما للرِّجال مِن لبسٍ في هذا الجانب، فالحياة الزوجيَّة في البيت المسلم والمجتمع المسلم تقوم على التوادِّ والتَّراحُم والتَّعاطُف والتَّكامُل، وليس على الجفاء والإعراض والتَّباعُد والتَّهاجُر، وبرود العاطفة بينهما!
|
| |