:: New Style ::
التسجيل البحث لوحة العضو دعوة اصدقاء تواصل معنا

الإهداءات

         
 
عودة للخلف   منتدى الهاشمية > منتديات أدبية > الحكواتي
 
         

الحكواتي هنا تلتقي الإبداعات لتحكي وتروي قصة واقعية أو رواية خيالية هنا نورد آمثالاً وننطق حكماً

رد
 
LinkBack أدوات الموضوع أنماط عرض الموضوع
قديم 12-18-2020, 12:15 AM   المشاركة رقم: 1
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو
الصورة الرمزية
 
الصورة الرمزية بلقيس الهاشمية

بلقيس الهاشمية غير متصل

البيانات
التسجيل: Jan 2006
العضوية: 6
المشاركات: 1,368 [+]
بمعدل : 0.20 يوميا
اخر زياره : [+]
معدل التقييم:
نقاط التقييم: 10

التوقيت
الإتصالات
الحالة:
بلقيس الهاشمية غير متصل
وسائل الإتصال:

المنتدى : الحكواتي
إفتراضي سوار أمي

السوار العجيب..

زارتني سيدتي الأولى في بيتي ذات فقر ومسغبة، فرأيت في عينيها ما تمنيت أن تندك جبال الدنيا ولا أراه، رأيت رغبة بحجم مجرة درب التبانة في أن تساعد ابنها، أن تمد يد العون له في حقبة كان فيها لا يملك ثمن وقود لسيارته..

كانت أمي طيبة جداً، كل شيء فيها حنون، تنقصها أشياء كثيرة حتى تكون امرأة غنية، ولكن لا ينقصها شيء حتى تكون أماً..

كانت تملك ثلاثة أشياء: قلباً جيداً، ودعوات صادقة، وسواراً من ذهب..

ولما حانت لحظة الوداع.. نزعت سوارها الذهبي وأودعته جيبي، ومزجته بشيء من قلبها، ذلك الشيء كان أغلى من
الذهب..

بقيت ثلاثة أعوام تقريباً تُطوّح بي الظروف ذات اليمين وذات
الشمال، وذلك السوار يهمس في أذُني: «أنا بين يديك، متى ما
شئت أن تبيعني بعني» وتشتد الظروف، ويتحول الهمس إلى صراخ.. ولكني كنت متمسكا بالسوار العجيب، وكأنه يد أم تعبر
بطفلها شارع الحياة المزدحم..

كنت أنظر إليه على أنه أم في هيئة شيء، قلب في صورة سوار، دعوات ستستجاب بعد قليل..
وكلما رضتني المواقف، وحاصرني الخواء، وأمرتني الفاقة أن أبيع ذلك السوار، قالت لي الحكمة، والحنين أيضا: احتفظ به، ليكون دفئاً تشعر به، وأماناً تتلمّسه.. إن وجود هذا السوار هو وجود لأشياء تشبه حضن أمي، وقلب أمي، ودعوات أمي، وأمي..

كنت إذا أحاطت بي الظروف، تذكرت السوار فابتسمت..
وإذا شعرت أن جيبي ليس به إلا ثلاثة ريالات، تذكرت أن السوار موجود في بيتي فتفاءلت..

لم يعد السوار في نفسي قطعة ستتحول إلى مال إن بعتها، بل صار أنساً، وثباتاً، ودفئاً، وحباً، وأشياء أخرى..

وبعد ثلاث سنوات، فتح الله علي.. فوقفت أمام سيدتي وبيدي شيء ظنت أني قد بعته منذ زمن.. فإذا أنا أقدمه لها،
وأعيده إلى يدها الغالية.. وكان ماكان.

إن عطر الإنسان، وشذى الأم، وإكسير الرحمة قد حول ذلك السوار إلى دفء جعل أحلامي على الأقل - أجمل مما ينبغي أن تكون عليه..

في الزمن الذي كانت أمهات كثير من الشباب يهدینهم أغلى الساعات، وأفخم السيارات، وأجمل البيوت.. كانت أمي تنتزع سوارها لتسکت صوت فجيعة الأم بولدها المنهك وهيهات إنه عطر الإنسان حينما يحول الأشياء التي يظنها البعض
عادية، إلى كنوز تتضاءل اللغة عن وصفها..

علي جابر الفيفي
سوار أمي












توقيع : بلقيس الهاشمية

عرض البوم صور بلقيس الهاشمية   رد مع اقتباس
رد

العلامات المرجعية


يشاهد الموضوع حالياً: 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code هو متاح
الإبتسامات نعم متاح
[IMG] كود متاح
كود HTML معطل
Trackbacks are متاح
Pingbacks are متاح
Refbacks are متاح


المواضيع المتشابهة
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات المشاركة الأخيرة
الي زوار المدينة نصيحة من الشيخ صالح المغامسي محمد ال نامي الإسلامي العام 0 02-15-2009 10:42 PM
جئناكم أعضاء و لم نأتي زوار الشريف الحسيني المركاز 5 12-26-2006 11:59 AM
جئناكم أعضاء و لم نأتي زوار الشريف الحسيني الإسلامي العام 1 12-25-2006 04:14 PM



كل الأوقات هي بتوقيت GMT +3. الساعة الآن 05:21 AM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
Search Engine Optimization by vBSEO ©2011, Crawlability, Inc.
vEhdaa 1.1 by rKo ©2009

تشغيل بواسطة Data Layer