10-03-2019, 04:18 AM
|
المشاركة رقم: 1 |
المعلومات | الكاتب: | | اللقب: | صاحبة الموقع | الصورة الرمزية | | البيانات | التسجيل: | Jan 2006 | العضوية: | 3 | المشاركات: | 5,550 [+] | بمعدل : | 0.80 يوميا | اخر زياره : | [+] | معدل التقييم: | | نقاط التقييم: | 10 | الإتصالات | الحالة: | | وسائل الإتصال: | | | المنتدى :
الحكواتي الطفل كريم في كافتيريا المدرسة
في كافتيريا المدرسة، لفت انتباهي طفل لم يتجاوز السابعة من عمره..
يمسك بصندوق طعامه المفتوح ويتنقل بين الطلبة، ومعلمته تنظر اليه والى رفاقه بهدوء أغاظني.. اقتربت منه بهدوء المستكشف.. لعلّي اكتشف سر صندوقه،
انا: صباح الخير.. شو اسمك؟
هو: (بتحفّظ) كريم
انا: معك سندويشة يا كريم؟ (ظننته سيتاجر بمحتويات صندوقه من حلوى مقابل سندويشة مثلاً !!)
هز رأسه على استحياء وأراني صندوقه المفتوح... ثلاث شطائر صغيرة ملفوفة بعناية وأكاد المح فيها لمسة أم بنكهة حنان..
أنا: بطل كريم .. بتقدر تأكل 3 سندويشات؟! رمقني بنظرة قلق وهز رأسه نافيا، فبادرتني معلمته بإبتسامة قبل ان استرسل في تساؤلاتي: مس نادية، انه يبحث عن شريك!
أنا: لم أفهم!
تابعت المعلمة: كل يوم تجهّز أم كريم له ثلاثة شطائر، واحدة له.. (قاطعها كريم: والتانية لصاحبي) ..
ابتسمت المعلمة: والثالثة لمن يرغب من طلاب صفه!
لم أستطع اخفاء دهشتي من الموقف، فأنا بالكاد أجهز لأولادي طعامهم صباحاً .. !!
بعد أيام قابلت ام كريم في اجتماع أولياء الأمور (والشطائر الثلاث لا تزال عالقة في ذهني)، فبادرتني بالسلام
أم كريم: اسفة كتير ما كنت بعرف انه تعليمات المدرسة بتمنع مشاركة الطلاب وجبة الفطور! لكنه خير ادّخرته لإبني...
أنا: (باستغراب) ما فهمت!
أم كريم: في بداية زواجي اضطررنا للغربة... كنت أعمل وأبو كريم ليل نهار لتأمين حياة جيدة لنا و لابننا البكر (كريم) الذي اضعه صباحا عند جارتي (الله يسعدها وين ما راحت) وأعود إليه بلهفتي بعد الظهر لنذهب معا الى بيتنا في العمارة المجاورة لنبدأ يومنا الأسري الجميل.. (وتابعت وكأنها تستذكر الماضي) في يوم وانا عائدة من الدوام وقد أنهكني التعب والجوع دخلت بالخطأ الى عمارة اخرى وقد امتلأت بروائح الطعام اللذيذ في موعد الغداء ... روائح اخترقت ذاكرتي وايقظت الشوق في داخلي..اشتقت ل أمي.. ل طعام أمي.. وحنان أمي... ووجدت نفسي اغرق في دموعي...لو انها هنا ما كان كل هذا التعب... لو انها معي لكانت الحياة أسهل..أجمل..
أدركت أنني أخطات العمارة.. عدت الى جارتي... ناولتني (كريم) نائما... هممت بالخروج وإذ بها تحضر لي طبقا من (الورق دوالي) الذي لم اذقه منذ اخر زيارة لي لأهلي في عمان لصعوبة تحضيره!!
جارتي: كريم انبسط عالاكلة ونام قبل ما يتغدى منها مزبوط، حسبت حسابكم بهالصحن..
لن اصف لك يا مس نادية سعادتي وانا التقط الصحن وقد جبر الله خاطري بشيء بسيط لكنه في حينها كان السعادة بحد ذاتها...
اتصلت بأمي لاشاركها سعادتي عدة مرات قبل أن ترد علي أخيرا: وينك يا أمي ما بتردي؟؟ قلقتيني..
أمي: صحيت مشغول بالي عليك من الصبح، استعذت بالله من الشيطان وطبخت طبخة لجارتنا أم محمد لأنها مريضة.. بعتلها إياها وقلت: يارب ادخرتها لبنتي في غربتها...
(صمت)...بعدها، قررت أن أدخر لإبني ما يجبر خاطره في كل حين... فلربما تكون في يده شطيره اشتهاها طفل لم يتسنى لوالدته تجهيز فطوره لسبب ما، فيسعد بها سعادتي بطبق ساخن في يوم غريب مرهق!
وغادرتني أم كريم وانا أدعو الله أن يزيدها كرماً ..
وأقول في نفسي" ادخروا لأنفسكم ولاحبتكم..
فالخير في سعادة تُمنح وعطاء بنكهة الحب.
منقول
توقيع : الهاشمية القرشية | وأفضل الناس من بين الورى رجل تقضى على يـده للنــاس حاجــــات لا تمنعـن يـد المعــروف عن أحـــد مـا دمـت مقـتـدراًَ فالســعـد تــارات واشكر فضـائل صنـع الله إذ جُعــلت إليـك لا لـك عنـد الـنــاس حـاجــات |
أخر تعديل بواسطة الهاشمية القرشية ، 10-03-2019 الساعة 04:52 AM |
| |