08-18-2011, 07:31 AM | المشاركة رقم: 1 | ||||||||||||||||||||||||||||||||
| المنتدى :
الإسلامي العام لا تفقهون تسبيحهم ... لا تفقهون تسبيحهم ... ( ..وإن من شيء إلا يسبح بحمده ولكن لا تفقهون تسبيحهم .. ) الإسراء 44 . قلم تكتب به ، كتاب تقرأين فيه ، قطة تربينها ، شجرة تقوم برعايتها ، سيارة تقودها ، حاسوب تعملين عليه ، عين تنظرين بها ، اذن تسمع بها ، دم يجري بجسدك ، جلد تحسين به .. كل ذلك يسبح لله عزوجل تسبيحاً فطرياً مستمراً .. نعم نعرف لكن لنستشعر . التسبيح لغة : الذكر بالتمجيد والتقديس مع التنزيه عن كل نقص . عن طلحة بن عبيد الله أنه قال : ( سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن تفسير ( سبحان الله ) فقال : هو تنزيه الله عز وجل عن كل سوء ) التسبيح بالاختيار هو للعقلاء المكلفين من الإنس والجن فهو تسبيح إرادي اختياري أما تسبيح جميع الكائنات الحية غير المكلفة وكل الجمادات والظواهر الكونية فهو تسبيح فطري تسخيري لا اختيار لهم فيه يقومون به بلا توقف ولا انقطاع ، وحتى أجساد كل من العصاة والغافلين والكافرين تسبح لبنات المادة الحية والجامدة فيها تسبيحاً فطرياً تسخيرياً رغماً عن أصحابها . إن تسبيح غير المكلفين من الخلق قد يصعب فهمه على أغلب الناس ، فتسبيح المكلفين وصفه بعض المتقدمين بأنه تسبيح بلسان المقال ( أي النطق ) بينما وصفوا تسبيح غير المكلفين من الأحياء ومن الجمادات والظواهر الكونية بأنه تسبيح بلسان الحال ( بمعنى أن دقة البناء وانتظام الأداء وانضباط الحركة في كل منها يدل دلالة قاطعة على كمال القدرة الخالقة المبدعة لها وعلى تنزيه الخالق عن كل نقص ) وإن كانوا لا ينفون امكانية كون ذلك بلسان المقال ايضاً ولكن بصورة لا يستطيع كل انسان فهمها أو استيعابها لأنه بقدراته العادية لا يستطيع فهم منطق الطير ولا لغة تخاطب الحيوان ولا طرق تعبير النبات عن ذاته ومشاعره ولا يفقه أسلوب التسبيح عند مختلف أنواع الجمادات . ( تسبح له السموات السبع والأرض ومن فيهن وإن من شيء إلا يسبح بحمده ولكن لا تفقهون تسبيحهم إنه كان حليماً غفوراً ) الإسراء 44 . أما تسبيح العقلاء الاختياري الارادي يجعل المخلوق المكلف متناغماً منسجماً مع بقية الكون المسبح لله ابداً وهذا التناغم والانسجام مع جميع أجزاء الكون له مردوداته الحقيقية المادية والمعنوية والجسدية والنفسية والروحية وله إيحاءاته التربوية على المسبح وهي مردودات تسمو بالانسان إلى أعلى مراتب التكريم التي فتحها امامه الله تعالى بقوله : ( ولقد كرمنا بني آدم وحملناهم في البر والبحر ورزقناهم من الطيبات وفضلناهم على كثير ممن خلقنا تفضيلاً ) الإسراء 70 . الحث على التسبيح والذكر وانهما العلاج والملجأ والسمو الروحي للذاكرين والذاكرات : ( الذين آمنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله ألا بذكر الله تطمئن القلوب ) الرعد 28 . قال صلى الله عليه وسلم : ( من قال حين يصبح وحين يمسي سبحان الله وبحمده مائة مرة لم يأت أحد يوم القيامة بأفضل مما جاء به إلا أحد قال مثل ما قال أو زاد عليه ) مسلم . وقوله عليه الصلاة والسلام ( مثل الذي يذكر ربه والذي لا يذكر ربه مثل الحي والميت ) البخاري . وعنه صلى الله عليه وسلم انه قال ( لقيت إبراهيم ليلة أسري بي فقال : يا محمد أقريء أمتك مني السلام وأخبرهم أن الجنة طيبة التربة ، عذبة الماء ، وأنها قيعان ، وأن غراسها : سبحان الله ، والحمدلله ، ولا اله الا الله ، والله أكبر ) الترمذي . وقوله صلى الله عليه وسلم ( إن لله تعالى ملائكة يطوفون في الطرق يلتمسون أهل الذكر فإذا وجدوا قوماً يذكرون الله تنادوا : هلموا إلى حاجتكم ، قال : فيحفونهم بأجنحتهم إلى السماء الدنيا ، قال : فيسألهم ربهم ( وهو أعلم بهم ) ما يقول عبادي ؟ قال : تقول الملائكة : يسبحونك ، ويكبرونك ، ويحمدونك ، ويمجدونك ، قال فيقول : هل رأوني ؟ قال : فيقولون : لا والله ما رأوك ، قال : فيقول وكيف لو رأوني ؟ قال : يقولون : لو رأوك كانوا أشد لك عبادة وأشد لك تمجيداً وتحميداً وأكثر لك تسبيحاً ، قال : يقول فما يسألوني ؟ يقولون: يسألونك الجنة . قال : يقول وهل رأوها ؟ قال : يقولون لا والله يارب ما رأوها ، قال : يقول فكيف لو أنهم رأوها ؟ قال : يقولون لو أنهم رأوها كانوا أشد عليها حرصاً وأشد لها طلباً وأعظم فيها رغبة . قال : فمم يتعوذون ؟ قال : يقولون : من النار ، قال : يقول : وهل رأوها ؟ قال : يقولون : لا والله يارب ما رأوها ، قال : يقول : فكيف لو رأوها ؟ قال : يقولون : لو رأوها كانوا أشد منها فرارا وأشد لها مخافة ، قال : فيقول : فأشهدكم أني قد غفرت لهم ، قال : يقول ملك من الملائكة : فيهم فلان ليس منهم ، إنما جاء لحاجة ، قال : هم الجلساء لا يشقى بهم جليسهم ) البخاري . وقال تعالى : ( ومن آناء الليل فسبح وأطراف النهار لعلك ترضى ) طه 130 . وتسبيح الله تعالى لا يعني الانقطاع عن الحياة لأن كلاً من عبادة الله بما أمر والقيام بواجب الاستخلاف في الأرض بعمارتها وإقامة عدل الله فيها هما وجهان لعملة واحدة هي عبادة الله تعالى ، فالانسان ميزه الله بقدرته على أن تكون حياته كلها لله دون أن ينقطع للتسبيح والتعبد كالملائكة وذلك لأن الاسلام يعتبر كل حركة صحيحة في هذه الحياة وكل نفس طاهر يتنفسه الفرد هو عبادة لله إذا تم التوجه بهما إلى الخالق في إخلاص وتجرد وصدق ولو كانت تلك الحركة وذلك النفس متاعاً ذاتياً حلالاً بطيبات من طيبات الحياة الدنيا . ولا يقتصر ذكر الله وتسبيحه على مجرد تحريك اللسان لكن لا بد من موافقة النطق بالتسبيح والذكر باتصال القلب بالله تعالى وامتلائه بمحبته وخشيته واشتغاله بمراقبته والخوف من عقابه والحرص على الفوز بجنته والزام الجوارح كلها بالكف عن محارم الله ، فكل عمل أو نطق أو فكر يتذكر به العبد ربه ويتصل به قلبه وتخشع به جوارحه يعتبر ذكراً لله وهنا يصل الإنسان لقمة السكينة والاطمئنان والراحة النفسية بارتباط مصيره في حياته وبعد مماته بالله عز وجل . أُخذت من كتاب : صور من تسبيح الكائنات لله للدكتور / زغلول النجار همسة راقب طلوع فجر ،أو غروب شمس ، أو تفتح زهرة ، أو هدير موج أو أياً مما تحب وقل سبحان الله وإن شئت راقب الجمادات من حولك واصغي بخيالك وقل ... سبحان الله
| ||||||||||||||||||||||||||||||||
العلامات المرجعية |
يشاهد الموضوع حالياً: 1 (0 عضو و 1 ضيف) | |
| |
المواضيع المتشابهة | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | المشاركة الأخيرة |
لا تفقهون تسبيحهم | محمد العطية العلواني | صور × صور | 1 | 08-14-2009 06:15 PM |