04-13-2011, 11:33 AM | المشاركة رقم: 1 | ||||||||||||||||||||||||||||||||
| المنتدى :
الإسلامي العام خسروا وخابوا بسم الله الرحمن الرحيم الحمدلله القويّ المتين ، والصلاة والسلام على رحمة الله للعالمين ، نبينا محمد ، وعلى آله وصحبه أجمعين ، أما بعد .. فقد تهاون كثير من المسلمين بأنواع من المحرمات . إما جهلاً منهم بحرمتها ، واعتقاداً بأن النهي عنها إنما هو للتنزيه دون التحريم ، أو تهاوناً بالأمر ، وعدم اكتراث بحدود الحلال والحرام . أما حقيقة هذه الأفعال . فقد أجمع العلماء على حرمتها ، بل منها ما عدُّوه من كبائر الذنوب والمعاصي ، وحذَّروا منه أشدَّ التحذير. ومن ذلك ما جاء في حديث أبي ذرّ رضي الله عنه ، عن النبيَّ صلى الله عليه وسلم قال : " ثلاثة لا يكلمهم الله يوم القيامة ، ولا ينظر إليهم ، ولا يزكيهم ، ولهم عذاب أليم " قال : فقرأها رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاث مرات ، قال أبو ذر : خابوا وخسروا ، مَن هم يا رسول الله ؟ قال : " المسْبلُ ، والمنَّان ، والمنفقُ سلعتَه بالحلفِ الكاذب " [ رواه مسلم ]. وإذا نظرنا إلى عقوبات أصحاب هذه الأصناف الثلاثة الواردة في الحديث وجدناها عظيمة جدًّا. • فهم أولاً : لا يكلمهم الله يوم القيامة ؛ إهانةً لهم ، واحتقاراً لشأنهم . • وكذلك لا ينظر إليهم ، بل يعرض عنهم ولا يرحمهم . • ولا يزكيهم أي : لا يطهَّرهم من دنس ذنوبهم ، ولا يثني عليهم ، لأنهم ليسوا أهلاً لذلك . • ولهم عذاب أليم ؛ أي : مؤلم . قال الواحديّ : هو العذاب الذي يَخْلُص إلى قلوبهم وجعُه . وذكر النبيّ صلى الله عليه وسلم هذه العقوبات ثلاث مراتٍ تأكيداً عليها ، ووصفهم أبو ذر بالخيبة والخسران ، فسكت النبيّ صلى الله عليه وسلم إقراراً لذلك . ومع هذه العقوبات الكبيرة ، انتشرت هذه الأفعال المحرمة انتشار النار الهشيم . فالإسبال صار هو الأصل في لباس الرجال اليوم ، مَن رحم الله عزَّ وجل ، بل إن تقصير الثياب صار أمراً مستنكراً في بعض البيئات ، وقد يكون مدعاة للسخرية والاستهزاء . وأما المنُّ بالعطاء والحلف الكاذب .. فقد أصبح لهما نوعُ انتشار أيضاً في أخلاق الناس وتعاملاتهم . وإتماماً للفائدة . سوف نذكر شيئاً مما ورد في هذه المحرمات الثلاثة رغبةً في الإصلاح ، ونُصحاً للمسلمين ، وتحذيراً من الوقوع فيما حرم الله عز وجل. أولاً : الإسبال الإسبال هو إرخاء الثوب أي إطالته أسفل من الكعبين . والكعب هو العظم الناشزُ في جانب القدم عند ملتقى الساق والقدم . قال الله عز وجل (وَلَا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحًا ) [الإسراء : 37] ، والمرح : التبختر . ذكر ابن الجوزي وابن الحجر الهيتمي هذه الآية في كبيرة الإسبال . وقال النبي صلى الله عليه وسلم : " ما أسفل من الكعبين من الإزار في النار " [متفق عليه]. وفي رواية : "إزرة المؤمنِ إلى عضلة ساقه ، ثم إلى نصف ساقه ، ثم إلى كعبيه ، وما تحتالكعبين من الإزار ففي النار" [ رواه أحمد والنسائي وصححه الألباني]. أما مَن جَرَّ ثوبه بطراً وكبراً ؛ فقد قال النبيّ صلى الله عليه وسلم : " لا ينظر الله يوم القيامة إلى مَن جرَّ ثوبه خيلاء " [متفق عليه]. وقال أيضاً: " لا ينظر الله إلى مَنْ جَرَّ إزاره بطراً " [متفق عليه]. وقال : " مَن جرَّ ثوبه خيلاء لم ينظر الله إليه يوم القيامة " ، فقال أبو بكر الصديق رضي الله عنه : يا رسول الله ! إن إزاري يسترخي إلا أن أتعاهده . فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إنك لست من يفعله خيلاء " [رواه البخاري] ، والخُيَلاء : الكبر والتعجب . وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال : دخلت على النبي صلى الله عليه وسلم وعَليَّ إزارٌ يتقعقع ، فقال : " مَن هذا؟ " قلت : عبدالله بن عمر . قال : " إن كنت عبدالله فارفع إزارك " . قال : "فرفعت إزاري إلى نصف الساقين ، فلم تزل إزرته حتى مات " [رواه أحمد]. ورفع الإزار أتقى لله ؛ لأنه طاعة وعبادة ، وأنقى للثوب من أن يصاب بالنجاسة والوسخ ، وأبقى له نظيفاً جديداً. ثانياً : المنُّ بالعطاء قال الله تعالى : (الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ثُمَّ لَا يُتْبِعُونَ مَا أَنْفَقُوا مَنًّا وَلَا أَذًى لَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ * قَوْلٌ مَعْرُوفٌ وَمَغْفِرَةٌ خَيْرٌ مِنْ صَدَقَةٍ يَتْبَعُهَا أَذًى وَاللَّهُ غَنِيٌّ حَلِيمٌ * يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُبْطِلُوا صَدَقَاتِكُمْ بِالْمَنِّ وَالْأَذَى ) . [البقرة : 262 – 264]. قال ابن كثير " يَمْدَح تَبَارَكَ وَتَعَالَى الَّذِينَ يُنْفِقُونَ فِي سَبِيله ( ثُمَّ لَا يُتْبِعُونَ مَا أَنْفَقُوا) مِنْ الْخَيْرَات وَالصَّدَقَات ( مَنًّا ) عَلَى مَنْ أَعْطَوْهُ فَلَا يَمُنُّونَ عَلَى أَحَد وَلَا يَمُنُّونَ بِهِ لَا بِقَوْلٍ وَلَا فِعْلٍ . وَقَوْله " وَلَا أَذًى " أَيْ لَا يَفْعَلُونَ مَعَ مَنْ أَحْسَنُوا إِلَيْهِ مَكْرُوهًا يُحِيطُونَ بِهِ مَا سَلَفَ مِنْ الْإِحْسَان ثُمَّ وَعَدَهُمْ اللَّه تَعَالَى الْجَزَاء الْجَزِيل عَلَى ذَلِكَ . ثُمَّ قَالَ تَعَالَى " قَوْلٌ مَعْرُوفٌ" أَيْ مِنْ كَلِمَة طَيِّبَة وَدُعَاء لِمُسْلِمٍ " وَمَغْفِرَة " أَيْ عَفْو وَغَفْر عَنْ ظُلْم قَوْلِيّ أَوْ فِعْلِيّ " خَيْر مِنْ صَدَقَة يَتْبَعهَا أَذًى " . ثُمَّ قَالَ تَعَالَى " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُبْطِلُوا صَدَقَاتِكُمْ بِالْمَنِّ وَالْأَذَى " فأخبر أن الصدقة تبطل بما يتبعها من المنّ والأذى ، فلا يفي ثواب الصدقة بخطيئة المنّ والأذى" . قال ابن حجر الهيتمي : " والمنّ هو أن يعدّد نعمته على الآخذ ، أو يذكرها لمن لا يحبُّ الآخذ اطلاعه عليه . وقيل : هو أن يرى أن لنفسه مزيةٌ على المتصدَّق عليه بإحسانه إليه . ولذلك لا ينبغي أن يطلب منه الدعاء ، ولا يطمع فيه ؛ لأنه ربما كان في مقابلة إحسانه ، فيسقط أجره ". وقال النبي صلى الله عليه وسلم : " ثلاثة لا ينظر الله إليهم يوم القيامة : العاقّ لوالديه ، والمرأة المترجلة المتشبهة بالرجال ، والديوث. وثلاثة لا يدخلون الجنة : العاق لوالديه ، والمدمن الخمر ، والمنان بما أعطى " [رواه أحمد والنسائي وصححه الألباني ]. وقال صلى الله عليه وسلم : " ثلاثة لا يقبل الله منهم يوم القيامة صرفاً ولا عدلاً : عاق ، ومنان ، ومكذب بالقدر " [رواه الحاكم وابن أبي عاصم وحسَّنه الألباني ]. وما نُسِب للشافعي رحمه الله : لا تحملنّ من الأنـــامِ عليك إحسانــاً ومنَّهْ واختر لنفسك حظَّها واصبر فإن الصبر جُنَّهْ مِنَـنُ الرجال على القلوب أشــــدُّ مــن وقـعِ الأسنَّهْ ثالثاً : الحلف الكاذب قال الله تعالى : (إِنَّ الَّذِينَ يَشْتَرُونَ بِعَهْدِ اللَّهِ وَأَيْمَانِهِمْ ثَمَنًا قَلِيلًا أُولَئِكَ لَا خَلَاقَ لَهُمْ فِي الْآخِرَةِ وَلَا يُكَلِّمُهُمُ اللَّهُ وَلَا يَنْظُرُ إِلَيْهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلَا يُزَكِّيهِمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ) . [آل عمران: 77]. وعن ابن مسعود رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " مَن حلف على مالِ امرئ مسلم بغير حقّه ، لقي الله وهو عليه غضبان " قال عبدالله : ثم قرأ علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم مصداقه من كتاب الله – عز وجل -: ( إِنَّ الَّذِينَ يَشْتَرُونَ بِعَهْدِ اللَّهِ وَأَيْمَانِهِمْ ثَمَنًا قَلِيلًا ...) إلى آخر الآية. [متفق عليه]. وعن أبي أمامة رضي الله عنه ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " من اقتطع حقَّ امرئ مسلم بيمينه ، حرم الله عليه الجنة ، وأوجب عليه النار" قالوا يا رسول الله! وإن كان شيئاً يسيراً؟ قال : " وإن كان قضيباً من أراك" [رواه مسلم]. نسأل الله تعالى أن يُحَلَّينا بالطاعات ، وأن يُجَمَّلنا بالقربات ، وأن يكرَّه إلينا المنكرات ، ويجنَّبنا إتيان المحرمات ، وهو حسبنا ونعم الوكيل .
| ||||||||||||||||||||||||||||||||
04-14-2011, 11:59 PM | المشاركة رقم: 2 | ||||||||||||||||||||||||||||||||
| كاتب الموضوع :
faten2000 المنتدى :
الإسلامي العام رد: خسروا وخابوا
| ||||||||||||||||||||||||||||||||
العلامات المرجعية |
يشاهد الموضوع حالياً: 1 (0 عضو و 1 ضيف) | |
| |