09-15-2006, 01:58 AM
|
المشاركة رقم: 1 |
المعلومات | الكاتب: | | اللقب: | عضو | الصورة الرمزية | | البيانات | التسجيل: | Jan 2006 | العضوية: | 6 | المشاركات: | 1,369 [+] | بمعدل : | 0.20 يوميا | اخر زياره : | [+] | معدل التقييم: | | نقاط التقييم: | 10 | الإتصالات | الحالة: | | وسائل الإتصال: | | | المنتدى :
مناسبات دينية المعاني الإيمانية في الصوم المعاني الإيمانية في الصوم
إن للصوم معاني إيجابية عظيمة ، فالصوم في الإسلام لا يكفي فيه هذا المظهر السلبي المادي الذي يقوم على اجتناب المفطرات لأي باعث كان وإنما هو قبل كل شئ عمل روحي إيجابي فهو اختبار روحي وتجربة خلقية وهو سبيل موصل إلى تقوى الله تعالى والمنزلة التي يبلغها الصائم بين مراتب المتقين هي أعلى المراتب وأسماها .
وأما أن منزلة الصيام هي أسمى مراتب التقوى وأكرمها عند الله تعالى فلأن في سائر العبادات جوانب تحببها إلى النفوس الكريمة وتقربها من مقتضى الطباع السليمة ففي الصلاة مثلا حلاوة المناجاة وفي الزكاة إريحية الجود والكرم وفي الجهاد عزة وحمية وإباء للضيم والصيام ليس فيه معاونة من الطبع بل فيه على العكس معاندته ومقاومته فكان قرب الأعمال إلى الخلوص من الشوائب ولعله من أجل ذلك كانت الأعمال كلها يثاب ليها بأضعاف معلومة من العشرة إلى السبعمائة ضعف إلا الصوم فإنه مضاعفة جزائه لا تدخل تحت حصر ولا حد " قُلْ يَا عِبَادِ الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا رَبَّكُمْ لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا فِي هَذِهِ الدُّنْيَا حَسَنَةٌ وَأَرْضُ اللَّهِ وَاسِعَةٌ إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُم بِغَيْرِ حِسَابٍ" [الزمر : 10] والجوانب الإيمانية في الصوم متعددة :
1- فهو يعود الإنسان الخشية من ربه عز وجل في السر والعلن إذ أن الصائم لا رقيب عليه إلا ربه.
2- وهو يكسر حدة الشهوة ويجعل النفس مصرفة لشهواتها بحسب الشرع ، فالصوم له رجاء .
3- أنه يربي في المسلم القدرة على الصبر والمجاهدة {وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ }العنكبوت69
إن الصيام سر بين العبد وربه لا يطلع عليه غيره لأنه مركب من نية باطنة وإمساك مخصوص وفي التقرب بترك الشهوات لله تعالى فوائد كثيرة منها كسر النفس فإن الشبع والري ومباشرة النساء كما يقول العلامة ابن حجر تحمل النفس على الأشر والبطر والغفلة ولما كان الصيام يضيق مجاري الدم التي هي مجاري الشيطان من ابن آدم فإن لشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم كما ثبت في الصحيحين فإنه بالصوم تنكسر سورة القوة الشهوية والغضبية وتسكن وساوس الشيطان ومن هنا فهو قاطع عن شهوة النكاح المستلزمة لقطعه عن بقية الشهوات ولا يتم التقرب إلى لله بترك هذه الشهوات إلا بعد التقرب إليه بترك ما حرم الله من الكذب والغيبة وسائر الظلم والتعدي على الغير في نفسه أو ماله أو عرضه .. ولذا جاء في الحديث
"من لم يدع قول الزور والعمل به فليس لله تعالى حاجة في أن يدع طعامه وشرابه" .
والمعنى الإيماني المتكامل للصيام يستوجب من المسلم تكامل الطاعات وذلك بتهذيب الجوارح وتوطينها على البعد من المحرمات ولذا يقول جابر رضي الله عنه
"إذا صمت فليصم سمعك وبصرك ولسانك الكذب والمحارم ودع أذى الجار وليكن عليك وقار وسكينة يوم صومك ولا تجعل يوم صومك ويوم فطرك سواء".
وفي هذا الإطار نؤكد أن التقرب إلى الله تعالى بترك المباح إنما يتم بعد التقرب بترك المحرم وإلا كان كمن يترك الفرائض ويتقرب بالنوافل مما نجده في قوله
"رب صائم حظه من صومه الجوع والعطش ورب قائم حظه من قيامه السهر" .
إن الله كتب لينا الصيام تنقية لنا وتطهيرا فهو شعبة عظيمة من شعب الإيمان والتقوى والمراقبة وقربة إلى الله تعالى ووسيلة لتقوية سلطان الإيمان ولهذا نودي المؤمنون الصائمون بلفظ شريف هو الإيمان
اللهم اجعلنا من المؤمنين الصادقين واجعلنا على الصراط من العابرين وعلى حوض نبيك بين الواردين ولكأسه من الشاربين واعطنا صحائفنا باليمين واجعلنا من أهل شفاعة نبيك الأمين .
المراجع :-
كتاب معالم شهر الصيام
للدكتور/ أحمد عبد الرحيم السايح وللدكتور/ أحمد عبده عوض
توقيع : بلقيس الهاشمية | | |
| |