02-01-2011, 09:36 PM | المشاركة رقم: 1 | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||
| المنتدى :
الحكواتي بين الحياة والموت يكون للحكاية فصول منذ ساعات الفجر بدأ المطر يهطل بـ شكل متقطع على شكل ( هتان ) وكان الوضع طبيعي كنت امسك كتابي واقف على نافذة الغرفة استمتع بالمنظر واذاكر ... خرجنا من البيت الساعة 10 ومازال الوضع آمن جداً .. وليس هناك خطورة .. دخلت الجامعة حوالي الساعة 10 ونصف وكنا مبسوطين جداً من الاجواء وقفنا شوي تحت المطر وبدأ يزداد قوة المطر لـ درجة لم نستطع الوقوف تحته .. دخلنا داخل المبنى وتوزعنا على قاعات الامتحان .. بدأنا امتحاننا الساعة 11 وكنا نسمع اصوات الرعد اثناء الامتحان .. انتهى نصف الوقت وخرجنا توجهنا سريعاً لـ نرى المطر فـ إذا بـ الجو يرعب مظلم اسود واصوات الرعد ومنظر الصواعق وبدأ الرعب يسري بـ نفوسنا حاولت الاتصال بـ والدي الذي ينتظرني خارجاً فـ اذا بـ الشبكة اسوء من السوء نفسه .. كررت المحاولة حتى نجحت قلت له : قرّب السيارة الحين بطلع قال لي : يابنتي مطر قوي كيف تطلعين ..؟! قلت له : ماعليه بجي المهم قرّب السيارة انت الحين جاية .. حاولوا البنات يمنعوني من الخروج بـ حجة الجو المرعب وقوة المطر قلت لهم مااقدر اخلي ابوي برى وانا هنا بـ أمان داخل وبيني وبين نفسي أفكر ياويلي لو جاء سيل وجاء على سيارة ابوي ولا قدر الله صار له شيء والله العظيم عمري بـ حياتي مااسامح نفسي .. دائماً أتذكر كلامه لي .. لما أقول له : ابوي خليني أروح مع السواق وانت ارتاح .. يقول لي : كيف يجيني قلب اخليك تروحين اخر الدنيا مع السواق وانا هنا نايم .. الله لا يعجزني عنك طالما إني بـ صحتي محد يوديك غيري .. ( يارب لا يحرمني وجودك ياابوي ويخليك لي ذخر طول العمر ) .. وقفت على باب المبنى وجهزت نفسي تحجبت وسكرت عبايتي وخرجت مسرعة .. وأول مالامست قدمي مستوى الارض فـ إذا بـ الماء يصل إلى ركبي .. الله يعلم بـ مقدار الرعب اللي صار بداخلي من ارتفاع المياة وكل هذا باستمرار المطر وتبدل لون السماء الأسود إلى الابيض من قوة الصواعق .. مصحوباً بـ أصوات الرعد .. نظرت أمامي فـ إذا بـ رجال الدفاع المدني ورجال أمن الجامعة بيننا بوسط الجامعة وهذا يصرخ على هذا وكلن يجري بـ إتجاه .. سقط أمام عيني عمود إنارة وبدأ يشتعل والرجال يصرخون وأنا بين الجنون والعقل .. أخذت أجري أجري .. وما أن وصلت إلى البوابة إلا وتسقط أمام عيني أحداهن قد أغمى عليها .. خرجت أجري حتى رأيت السيارة أمامي وقتها وكأني خرجت والله الشاهد من أهوال يوم القيامة .. وصلت لـ والدي ولله الحمد شعرت أني بـ آمان .. خرجنا من الجامعة والوضع فيها اسوء من السيء المياة غطت الارصفة وأصبح الطريق والرصيف يتساوى ببعضها .. اتصلت بـ صديقاتي وحاولت فيهم أن يخرجوا عاجلاً من الجامعة فـ الوضع لا يبشر بـ خير أبداً .. وأنا أشعر أني بـ آمان طالما أني مع والدي وبدأنا نتجه لـ جهة الشمال حيث هناك منزلنا .. كانت زحمة السير شديدة جداً جدااااااااااااااا .. نزلنا من كوبري (السليمانية ) وابتعدنا عنه مسافة نصف كيلو فقط وإذا بـ السيارات تقف تماما ولا حراك حتى شبراً .. كنا هناك حوالي الساعة 12 وربع وبقينا على حالنا حتى الساعة الرابعة عصراً .. ومنسوب المياة مازال بـ ارتفاع .. وصل بـ السيارات الصغيرة الى الابواب وبـ السيارات الكبيرة الى ( الكفرات ) .. وأنا أعيش الرعب وكذلك هو حال والدي .. كنت أحاول أن أكون طبيعية حتى لا أزيد من ارباك والدي .. وشبكة الاتصالات كانت سيئة للغاية .. وبين قلق والدتي وبقية اخوتي كنا نحاول التواصل معهم .. ونحاول نطمئنهم أننا بخير والوضع بخير .. بينما كل مايدور هو العكس تماماً .. سأل والدي أحد المارة عن سبب وقوف السير .. وأخبرنا أن كوبري ( فلسطين ) قد انهدم .. ولـ هذا تم اغلاق الطريق .. الساعة 3 ونصف بدأ الدفاع المدني يسمع بـ أمرنا .. فـ رأينا طائرة هيلكوبتر تدور حولنا .. دون أي مساعدة أو ع الاقل طمأنتنا على الاوضاع .. ( كانت بـ القرب منّا سيارة فيها رجل ويحدث رجل آخر بـ سيارة قريبة يقول له : الدفاع المدني عانه عانه توه صحى وجاي يتمشى علينا ) ضحكني كلامه بـ وسط الرعب الذي يسكننا .. فجأة فـ إذا بـ أحد الشباب ينادي والدي ويقول له : ياوالد طلع العائلة بسرعة السيل جاي روحوا لـ مكان مرتفع أو الجهة الثانية من الطريق .. اترك السيارة وروحوا بعيد .. رأيت ملامح والدي قد أصابها ما أصابها من الذعر .. وأعلم أن ذعره من أجلي .. حاولت ان أكون طبيعية جدا أخذت شنطتي ونزلت بـ وسط المياة واتجهنا لـ الطريق الآخر المتجه جنوباً .. وللوصول إلى هناك كان لابد من القفز فوق الجدار الحاجز بين الطريقين .. فـ كيف لي أن أستطيع القفز وأنا بنت وحولي الآف الرجال .. ولم تكن ملابس الجامعة تساعد .. حاولت وقفزت .. ولله الحمد وصلنا إلى الجهة الأخرى من الطريق ومازال المطر مستمر .. كان هناك امرأتان أيضاً وحينما رأوني مع والدي جاءوا عندي لأني مع ولي امري ومحرمي .. بينما هم كل وحدة منهما مع سائقها الخاص .. وقفنا ثلاثة تحت المظلة التي كانت تحملها إحداهن بـ وسط الطريق .. كنا نرى طائرتان من الهيلكوبتر حولنا .. ولا نرى منهم أي رجل أو أي مساعدة .. نادانا أحد المتطوعين الشباب ( جزاه الله عنّا كل خير ) وطلب منا البقاء داخل سيارته .. حتى نتقي عن المطر .. بقينا داخل سيارته حيث كانت ( جيب تويوتا ).. اتصل أخو وحدة من الامرأتين وأخبرها أنه جاء لـ يأخذها وأنه أوقف سيارته بعيداً عن الخطر .. وعليها أن تذهب معه مشياً حتى السيارة لـ يستطيعوا العودة .. فـ طلبت منّا العودة معها وأننا سـ نكون بإذن الله بـ أمان .. ناديت والدي ومشينا بـ صحبة اخيها .. فـ كانت تمسك بـ يد أخوها وأنا أمسك بـ يد والدي .. والمرأة الاخرى تمشي بـ صحبتنا .. كان الرجال من حولنا يصرخون ويقولون : حرام عليكم عوايل عوايل ارجعوا السيل .. كانوا بعض الرجال يتحامون داخل سيارة ( بيبسي ) وحين رأونا نمشي نزلوا وطلبوا منّا أن نصعد مكانهم .. ونحن مستمرين بالمشي سريعا لـ نصل إلى سيارة الأخ جزاه الله خيراً .. وفجأة .. إذا بـ الناس تجري من أمامنا ويصرخون السيل السيل فـ عدنا نجري معهم هرباً من الموت .. كان الموت بـ أعيننا شيء حاصل لا محالاة وأمر متحقق سـ يكون .. وسـ نعد من ضمن موتى هذا الاربعاء .. أخذنا نجري بسرعة كبيرة جداً فـ السيل يجري من خلفنا .. فـ إذا بـ الرجل الذي أبقانا بـ السابق داخل سيارته يصرخ يطلب منّا الهروب معه في سيارته وإذا بيننا وبينه جدار حاجز لا نستطيع قفزه مهما حاولنا .. فـ الرعب والخوف والموت الذي نشعر أنه أمامنا أكبر من قوة أجسادنا على القفز .. ساعدونا بعض الشباب ومسكونا إلى أن استطعنا القفز .. دخلنا السيارة بسرعة وكنت اصرخ على والدي لـ أن يكون معنا بسرعة .. كنا بـ السيارة أنا والأمرأتان .. ووالدي والسائق وأخيه .. وأخو المرأة اخذوه معهم شباب بـ سيارتهم وذهبنا مسرعين محاولين الهرب سريعاً .. التي كانت بـ جانبي اغمى عليها وسقطت عليّ مغشية .. يالله بين رعبي وخوفي يزداد اضعافا مع هذه التي سقطت على يدي .. حاولت معها حتى أفاقت ولله الحمد .. نادى أخو البنت السائق وقال له : تعال ورانا هـ الشباب بـ يودونا بيتهم .. وأصبحنا نمشي خلفهم ... حاول والدي أن ننزل على أحد الفنادق أو الشقق المفروشة .. ولكن للأسف كانوا يشيرون لنا من الخارج بـ أن لا مكان .. ذهبنا مع اولئك الشباب .. وللأسف كنا نرى مناظر حسبي الله ونعم الوكيل .. نوافير من الصرف الصحي بـ وسط السيل .. رأينا سد ترابي كبير قد تهدم من السيل ومازال يتهدم .. ارتفعت نسبة المياة بـ الشوارع بـ شكل كبير جداً .. وصلنا إلى بيت الشباب جزاهم الله ألف خير يارب .. ومن حسن الحظ كان الرجل صديقاً لـ والدي .. رأينا عندهم مالم نكن نظن أن نراه 1 % طيب وكرم وأخلاق وتحية وضيافة وشيء لا يمكن وصفه .. كان ألاخ من عائلة ( القريقري الحربي ) اسأل الله أن يحرم جلودهم عن النار وأن يجعل لهم من كل هم وضيق مخرجا .. خرجت لنا صاحبة المنزل بـ عبايتها ترحب بنا وتهلي .. دخلنا عندهم ووالله وكأنا بـ وسط أهلنا .. جابت لنا ملابس بديلة وأصرت علينا كل الإصرار أن نبدل ملابسنا المبللة من المطر والسيل .. أخذنا ننظر من الشباك المواجه للشارع الرئيسي .. فـ إذا بـ إحدى السيارات تتقلب أمامنا أقسم بالله وكأنها كرتون ورقي بوسط المياة .. والله العظيم المياة ارتفع منسوبها جداً جداً .. في السيارات الصغيرة وصل إلى سقفها تقريباً .. .. وبـ الجمس كنا لا نرى منه الا الربع فقط .. خافوا أن يرتفع أكثر ويدخل إليهم بـ داخل بيتهم فـ اتصلوا بـ جارتهم التي كانت تسكن فوقهم .. طلبوا منها الصعود إليها فـ أخبرتهم أنها ليست موجودة .. وطلبت منهم أن يكسروا الباب ويدخلوا بيتها لـ يكونوا بـ مأمن .. وبـ الفعل حاول الرجال حتى فتح الباب وصعدنا إلى بيت جيرانهم .. كانوا أناس بسطاء للغاية .. حاولوا تهدئتنا وموانستنا .. والله لم يتركوا لنا شيئا قد يكون فيه راحة لنا إلا وعملوه وأكثر .. الساعة 11 تقريبا طلبوا منّا أن نرتاح وننام .. حاولت أن أنام فـ لم أستطع ابدأ .. بـ كل إغماضة عين لي أرى تلك السيول وأسمع صرخات الناس فـ فضلت الخروج والجلوس معهم خارجاً .. بعدها بـ قليل تقريباً الساعة 2 فـ إذا بـ والدي يطلبني الخروج .. جاء اثنين من اخواني .. لأخذنا للمنزل .. ودعتهم ونزلت مسرعة وكأن الحياة قد عادت .. في كل تلك الظروف لا أعلم أي قوة كنت عليها .. متماسكة جداً وبـ داخلي سكينة واطمئنان للغاية .. بـ الرغم من خوفي وبـ الرغم من كل الظروف إلا أن ربي كان معي .. أول سقوط لـ عيني بـ عين أخواني شعرت بـ مقدار ضعفي وأن عمر جديد قد كُتب لي بكيت وحاولت أن أتماسك حتى وصلت إلى أمي .. فتحت الباب لنا وارتميت بـ حضنها أبكي كـ الطفلة وأكثر شعرت بـ داخلي بـ انهيار لا يمكن وصفه .. شعور أن يكون الموت أمر محقق أمامك وتجد أنك تنجو منه بـ أعجوبة أسأل الله أن لا يجعل أحداً في موقفي .. بـ النسبة لـ الدفاع المدني أقسم بالله العظيم منذ أول الأوضاع وحتى وصلت إلى منزلي لم أرى رجل دفاع مدني واحد على الاقل .. بـ استثناء اولئك الذين كانوا بـ وسط الجامعة .. أما في نشرات الاخبار لم يكن هناك غير الشكر للدفاع المدني والجهات الاخرى على جهودهم .. والشكر الذي يجب هو لـ كل الشباب الذين كانوا يتواجدون بـ المكان بـ اختلاف جنسياتهم .. اسأل الله العظيم ربي الكريم أن يفجع كل من له يد بـ الذي حصل وأن يرى الموت بين عينيه .. اسأل أن لا ينام قرير العين .. وأن يحاسبهم ويريني فيهم عجائب قدرته .. وحسبي الله ونعم الوكيل وكفى فيهم ربي وكيلاً ..
| ||||||||||||||||||||||||||||||||||||
02-01-2011, 11:59 PM | المشاركة رقم: 2 | ||||||||||||||||||||||||||||||
| كاتب الموضوع :
ضوء الشمس المنتدى :
الحكواتي رد: بين الحياة والموت يكون للحكاية فصول
| ||||||||||||||||||||||||||||||
02-03-2011, 12:28 AM | المشاركة رقم: 3 | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||
| كاتب الموضوع :
ضوء الشمس المنتدى :
الحكواتي رد: بين الحياة والموت يكون للحكاية فصول يالله حسبنا الله ونعم الوكيل..
| ||||||||||||||||||||||||||||||||||||
العلامات المرجعية |
يشاهد الموضوع حالياً: 1 (0 عضو و 1 ضيف) | |
| |
المواضيع المتشابهة | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | المشاركة الأخيرة |
ياليت أحد يعلمني لو عارف عن علم الأبدان | alabasi | صحتكم بالدنيا | 4 | 12-18-2011 03:51 PM |
الحياة صعبة لابد من الصبر | ريحانة الوادى | علم - ثقافة - تطوير ذات | 1 | 12-01-2010 01:30 AM |
الحجاب الشرعي وحجاب النفاق . | ريحانة الوادى | الإسلامي العام | 1 | 07-05-2010 02:16 PM |
تعريف التصميم الداخلي : | بن تاشفين | عقار وبناء ومسكن | 2 | 02-24-2009 01:13 AM |
ミミミミ كـــل شـــــيء تحبــه توقــــع ضيــــاعهミミミミ | التاج الهاشمي | المنتدى العام المفتوح | 7 | 04-09-2008 12:45 AM |