عندما تترك الناس ديارها
تلك التي ولدت فيها
وكانت أول نسمات الحياة تداعب أنوفها
ورائحة بلدها تدخل إلى أرواحها
تلك الساعات الأولى
حينها استقبلت الحياة
هذا الوليد
بروحه الجديدة
وبسمته الرائعة
وفكره النظيف
هبط الوليد ..
أنا لا أتكلم عن شخص عظيم في الناس
أو رجل من رجالات التاريخ
أو ملك جاء ثم رحل
أو غني أغنى الناس
أو ...
أتكلم عن وليد
استبشرت به الدنيا كلها
أتحدث حديث الروح
أكتب لك
عن رجل المستقبل
وهو وليد اللحظة
لقد اختلط علي الماضي والحاضر
لا أدري عن قلم يكتب ، كيف يكتب
عن قدومه للدنيا
أم عن هجرته من دنياه طفلاً
آه .. أحبك رسولَ الله
أشعر بأن الروح تكاد تخرجُ لبارئها
القلم يهتز
والجمل ترتجف
والكلمات تتعثر
لماذا ؟
أسأل نفسي ، لماذا لا أحبك ..
أوه نسيت
كنت أتكلم عن الهجرة من مكة وترك الدار
إلى دار أخرى
صحيح أن أخوالك هناك ..
ولكن نشأتك
وطفولتك
وصباك
وشبابك
وجبال مكة
وهواءها
وترابها
وأرضها
آه ما أحبك إلى القلب يا بلد الإيمان
بلدُ احتوت البيت العتيق
وترددت فيها كلمات التوحيد
لبيك اللهم لبيك
لبيك لا شريك لك لبيك ..
وقد أتى عليها زمن لم تكن مترددة فيه ؛ بسبب عبادة الأوثان ..
ولكن هاهو ابن الخليل إبراهيم
نعم
هاهو الرسول
جاء ليردد التوحيد من جديد ، ولكن كفار قريش منعوه
هاهو خارج من مكة
وهو محب لها
وما كان ليخرج منها
لولا أن قومه أخرجوه
لكنه خرج
خرج وهو لا يريد الخروج من موطنه الأول
خرج وهو يحبها
نعم
يحبها
أليست مكان ميلاده ؟
وفيها نزل عليه الوحي ؟
وبه عرف بالصادق الأمين ؟
وكذلك رعى الغنم .
وشارك فيها مع قومه في حلف الفضول .
نعم نعم وغير هذا
فقد شارك في التجارة أيضاً
إذن ليست ولادة فحسب
بل حياة دينية
ورحلة تجارية
ورعي للغنم
وصدق ووفاء
وبذل وعطاء
فلا عجب
فلقد كان
خاتم الأنبياء
أسأل الله تعالى أن يجمعنا به حوضاً وجنةً آمين.
وكتبه طارق الخليفة

شكرا عالمشاركة

رائعة //
/