أولا ً : قراءة السورة الكريمة وايضاح أحكام التجويد .

ثانيا : القراءات الموجودة في هذه السورة .

قوله تعالى : ( تبت يدا أبي لهب)

يقرأ بإسكان الهاء [1]وفتحها[2] وهما لغتان كما قالوا وهب ووهب ونهر ونهر والاختيار الفتح لموافقة رؤوس الآي.[3]

فأما قوله تعالى ( ذات لهَب ) .فلا خلف في تحريكه .[4]

قوله تعالى : ( حمالة َ ُ الحطب)

يقرأ بالرفع والنصب[5] .فالحجة لمن رفع انه جعله خبر الابتداء والحجة لمن نصب انه اراد الذم والعرب تنصب بالذم والمدح والترحم بإضمار اعني ومعناه انها كانت تمشي بالنميمة فذمت بذلك[6]



ثالثا ً : اسم السورة .

سورة تبت مكية وهي سبعة وسبعون حرفا وثلاث وعشرون كلمة وخمس آيات[7]

وتسمى سورة المسد وآيها خمس بلا خلاف[8]



رابعا ً: هل مكية أم مدنية .

وهي مكية بلا خلاف[9]

بل قال ابن الجوزي ـ كما في زاد المسير ـ :مكية بإجماعهم[10]

وقال ابن حزم : مكية وجميعها محكم ٌ .[11]

وقال المقري : نزلت بمكة ليس فيها ناسخ ولا منسوخ[12]

وقد ذكر ابن شهاب الزهري أنها نزلت بعد سورة المدثر[13]



خامسا ً : علاقة هذه السورة بما قبلها :

ذكر سبحانه فيما قبل دخول الناس فى ملة الاسلام عقبه سبحانه بذكر هلاك بعض ممن لم يدخل فيها وخسرانه على نفسه فليبك من ضاع عمره وليس له منها نصيب ولاسهم كذا قيل فى وجه الاتصال .[14]

وقيل هو من اتصال الوعيد بالوعد وفى كل مسرة له عليه الصلاة والسلام وقال الامام في ذلك انه تعالى لما قال لكم دينكم ولي دين ، فكانه صلى الله تعالى عليه وسلم قال اهى فما جزائى فقال اله تعالى لك النصر والفتح فقال فما جزاء عمى الذى دعانى الى عبادة الاصنام فقال تبت يداه [15]

فتأمل في هذه المجانسة الحافلة بين هذه السور مع أن سورة النصر من أواخر ما نزل بالمدينة والكافرون وتبت من أوائل ما نزل بمكة ليعلم أن ترتيب هذه السور من الله وبأمره[16]

ووجه آخر وهو أنه لما قال لكم دينكم ولى دين كأنه قيل يا إلهى ما جزاء المطيع قال حصول النصر والفتح فقيل وما ثواب العاصى قال الخسارة في الدنيا والعقاب في العقبى [17]



سادسا ً : هل لها من سبب نزول .

ما رواه البخاري ومسلم في الصحيحين من حديث سعيد ابن جبير عن ابن عباس قال لما نزل وأنذر عشيرتك الأقربين الشعراء 214 صعد رسول الله صلى الله عليه وسلم على الصفا فقال يا صباحاه فاجتمعت إليه قريش فقالوا ما لك فقال أرأيتكم إن أخبرتكم أن العدو مصبحكم أو ممسيكم أما كنتم تصدقوني قالوا بلى قال فإني نذير لكم بين يدي عذاب شديد قال أبو لهب تبا لك ألهذا دعوتنا فأنزل الله تعالى تبت يدا أبي لهب[18]

وقال محمد عبدالعظيم الزرقاني ـ بعد أن ذكرآثارا ً منها الحديث السابق وأثرا رواه ابن أبي حاتم ٍ وآخرَ عن مجاهد ـ قال : فهذه الاثار مجتمعة ٌ تفيد أن السورة نزلت لمقابلة أبي لهب ٍ بما يستحق من انذاره بالهلاك والقطيعة وأن ماله لاينفعه ولاكسبُه وأنه خاسرٌ هو وامرأتـُـه ، وأن مصيرهما إلى النار وبئس القرار ، ولاريب ان في هذا الوعيد العنيف ردعا ً له ولأمثاله ، وتسلية ً لمن أصيبَ بأذاهم من الرسول وأصحابه ،وذلك هو اللائق بالعدالة الإلهية والتربية الحكيمة الربانية :

ووضع الندى في موضع السيف بالعلا ... مضر كوضع السيف في موضع الندى[19]

قال شيخ الاسلام ابن تيمية : نزلت في هذا وامرأته ،وهما من أشرف بطنين من قريش ،وهو عمٌ علي ، وهي عمة معاوية ،واللذان تداولا الخلافة في هذه الأمة هذان البطنان : بنوأمية ، وبنوهاشم[20] [21]



سابعا ً : الشرح التفصيلي لهذه السورة .

قوله تعالى : ( تبت يدا أبي لهب وتبّ )

قال الشيخ عطية بن سالم في كتابه ( تتمة اضواء البيان ) في الجزء التاسع عند صفحة ِ خمس ٍ وعشرين وثلاث مائة ـ قال :

التبُّ : القطع وقال : التبُّ : النقصُ والخسارُ .. ـ ونقل ايضا ً ـ أن تبت يداه : ضلتا وخسرتا .وقال الفخرُ الرازي : التبابُ : الهلاكُ ، ونظيره قوله تعالى : ( وماكيدُ فرعون إلا في تباب ٍ) أي : في هلاك .. إلى أن قال : فظهرَ من هذا كله أن معنى : تبت يدا أبي لهب ٍ ،دائرٌ بين معنى القطع ِ والهلاك والخسران .[22]

من هو ابولهب :

أبو لهب بن عبد المطلب واسمه عبد العزي وأمه خزاعية وكنى أبا لهب فقيل بابنه لهب وقيل لشدة حمرة وجنتيه وكان وجهه يتلهب من حسنه[23]

قوله تعالى : ( ما أغنى عنه ماله وماكسب )

وقيل بأن (ما ) استفهامية ، وقيل انكارية ، وعلى الوجه الأول فإنه من معاني الاستفهام : الانكار ، والشاهد أن المعنى دال ٌعلى أن ماله لم يغنِ ِ عنه شيئا ً .[24]

قوله تعالى : (وماكسبْ )

يجوزُ أن تكون الـ (ما ) استفهامية ، فيكون المعنى : وأي شيء ٍ كسب ، ويجوزُ أن تكون مصدريّـة ، فيكون المعنى : وكسبه .[25]

فما كسبه من المال الأول مما ورثه أو كسبه من عمل ٍ جرّ عليه هذا الهلاك ،وهو عداؤه لرسول الله صلى الله عليه وسلم ، ونظيرُ هذه الايةِ الاية ُ المتقدمة ُ ( ومايغني عنه مــــــاله إذا تردّى )[26]

وقال شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله : ( وماكسب ) أي ولده .فإن قوله : ( وماكسب ) يتناوله . كما في الحديث ( ولده من كسبِْــه ِ )[27][28]

ومن طريف مايذكر من أن الولد من كسب الرجل مارواه عبد الرزاق عن معمر عن عبد الله بن عثمان بن خثيم عن أبي الطفيل قال كنت عند ابن عباس يوما فجاء بنو أبي لهب يختصمون في شيء بينهم فاقتتلوا عنده في البيت فقام يحجز بينهم فدفعه بعضهم فوقع على الفراش فغضب ابن عباس فقال أخرجوا عني الكسب الخبيث ما أغنى عنه ماله وما كسب . يعني ولده [29]

قوله تعالى : ( سيصلى نارا ً ذات َ لهب ٍ )

قوله تعالى : ( سيصلى ) قرئت بقراءتين :

الأولى : بفتح السين واسكان الصاد ، والمعنى أنه هو سيصلى بنفسه .[30]

الثانية : بضم السين وفتح الصادر ، والمعنى : سيُصليه الله .

ثم أخبرأنه سيصلى نارا ً . أخبر بزوال الخير وحصول ِ الشرّ ، و(( الصلي )) الدخول والاحتراق جميعا ً[31]

قوله تعالى : ( وامرأتـُه حمــالة الحطب )

قال ابن منظور في لسان العرب :

الحَطَبُ مَعْرُوفٌ والحَطَبُ ما أُعِدَّ مِن الشجَرِ شَبُوباً للنَّارِ

قال أَبو تراب : سمعت بعضهم يقول احْتَطَبَ عليه في الأَمر واحتَقَبَ بمعنى واحد ورَجُل حاطِبُ لَيْلٍ يتَكلّم بالغَثِّ والسمين مُخَلِّطٌ في كلامِه وأَمْرِه لا يَتَفَقَّدُ كَلامَه كالحاطِبِ بالليل الذي يَحْطِبُ كُلَّ رَدِيءٍ وجَيِّدٍ لأَنه لا يُبْصِرُ ما يَجْمعُ في حَبْلِه قال :الأَزهري شُبِّه الجانِي على نَفْسه بِلِسانِه بحاطِبِ اللَّيلِ لأَنه إِذا حَطَبَ ليلاً رُبما وقَعَتْ يَدُه على أَفْعَى فنَهَسَتْه وكذلك الذي لا يَزُمُّ لِسانَه ويَهْجُو الناسَ ويَذُمُّهمْ رُبما كان ذلك سَبَباً لِحَتْفِه

وحَطَبَ فلان بفلان سَعَى به وقوله تعالى في سُورة تَبَّتْ وامْرَأَتُه حَمَّالَةَ الحَطَبِ قيل : هو النَّمِيمةُ وقيل إِنها كانت تَحْمِل الشَّوْك شَوْكَ العِضاهِ فتُلْقِيهِ على طَرِيقِ سَيِّدِنا رَسُول اللّهِ صلى اللّه عليه وسلم وطَريقِ أَصحابه رضي اللّه عنهم قال الأَزهري جاءَ في التفسير أَنَّها أُمُّ جَميلٍ امرأَةُ أَبي لَهَبٍ وكانتْ تَمْشِي بالنَّمِيمة ومن ذلك قولُ الشاعر

مِن البِيضِ لم تُصْطَدْ على ظَهْرِ لأْمَةٍ ... ولم تَمْشِ بينَ الحَيِّ بالحَطَبِ الرَّطْبِ [32]

ونقل الشوكاني عن مجاهد وقتادة والسدي قولهم : إنها كانت تمشي بالنميمة بين الناس . والعربُ تقولُ : فلان ُ يحطبُ على فلان ٍ ؛ إذا نـــــــــــــــمَّ به ، ومنه قول الشاعر:

إن َّ بني الأدْرَم ِ حـمَّــالوا الحطب ْ همُ الوشاة ُ في الرضا والغضبْ

عليهم ُ اللعنة ُ تترى والحــَـرَبْ[33]



قوله تعالى : ( في جيدها حبل ٌ من مسد )

الجملة ُ في محل نصب ٍ على الحال من امرأته .

والجيدُ : العنق ُ[34]

مما مسد أي فتل ومنه رجل ممسود الخلق أي مجدوله.

وهو ترشيح للمجاز أو تصوير لها بصورة الخطابة التي تحمل الحزمة وتربطها في جيدها تحقيرا لشأنها أو بيانا لحالها في نار جهنم حيث يكون على ظهرها حزمة من حطب جهنم كالزقوم والضريع وفي جيدها سلسلة من النار[35]

قال الحسن ُ هي حبال ٌ تكون ُ من شجر ٍ ينبتُ باليمن تسمى بالمسد .

وقال الضحاك وغيره : هذا في الدنيا ، كانت تعير النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ بالفقر ِ ، وهي تحتطبُ في حبل ٍ تجعله في عنقها ، فخنقها الله به فأهلكها ، وهو في الآخرة حبل ٌ من نار[36]

عن ابن عباس قال : لما نزلت { تبت يدا أبي لهب } جاءت امرأة أبي لهب ورسول الله صلى الله عليه وسلم جالس ومعه أبو بكر فقال له أبو بكر : لو تنحيت لا تؤذيك بشيء فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : [ إنه سيحال بيني وبينها ] فأقبلت حتى وقفت على أبي بكر فقالت : يا أبا بكر هجانا صاحبك فقال أبو بكر لا ورب هذه البنية ما ينطق بالشعر ولا يتفوه به فقالت : إنك لمصدق فلما ولت قال أبو بكر : ما رأتك ؟ قال : [ لا ما زال ملك يسترني حتى ولت ] ثم قال البزار : لا نعلمه يروى بأحسن من هذا الإسناد[37]





ثامناً : بعض الفوائد من هذه السورة :



أولا ً : الأنسابُ لاعبرةَ بها:

قال شيخ الاسلام ابن تيمية ـ رحمه الله : وليس في القرآن ذم ُ من كفر به ـ صلى الله عليه وسلم ـ باسمه إلا هذا وامرأته ، ففيه أن الأنسابَ لاعبرة َ بها ، بل صاحبُ الشرف ِ يكونُ ذمــُّـهُ على تخلفه عن الواجب أعظــــــــــــــــــــمُ . كما قال تعالى : ( يانساءَ النبيّ من يأتِ منكنّ بفاحشة ٍ مبينة ٍ يضاعفُ لها العذابُ )[38]

قلت : وبهذه المناسبة أذكر لكم حديثا ً صحيحا عن النبي صلى الله عليه وسلم يحكي عن موقف ٍ حصل في عهده وعهد موسى ـ صلى الله عليهما وسلم ـ والحديث أخرجه الامام أحمد[39] والضياءُ في المختارة والبيهقي في شعب ِ الإيمان وقال العلامة الألباني ـ كما في السلسلة الصحيحة ـ : هذا اسناد ٌ صحيحٌ ـ عن أبي بن كعب ٍ رضي الله عنه قال : انتسبَ رجلان على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : أحدهما : أنا فلان بن فلان ٍ ، فمن أنتَ لاأمَّ لك ؟ ! فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : انتسب رجلان على عهد موسى[40] فقال أحدهما : أنا فلان بن فلان حتى عد تسعة فمن أنت لا أم لك ؟ قال : أنا فلان بن فلان ابن الإسلام فأوحى الله إلى موسى أن قل لهذين المنتسبين : أما أنت أيها المنتسب إلى تسعة في النار فأنت عاشرهم في النار و أما أنت أيها المنتسب إلى اثنين في الجنة فأنت ثالثهما في الجنة )[41]

ثانيا : التحذير من التعاون على الاثم

قال شيخ الاسلام ابن تيمية ـ رحمه الله ـ : وقوله ( حمالة الحطب ) إن كان مثلا ً للنميمة ، لأنها تضرمُ الشرّ ، فيكونُ حطبَ القلوب ، وقد يقالُ ذنبها أعظمُ .. وهي تحملُ الحطبَ عليه ، كما أعانته ُ على الكفرِ ، فيكونُ من حشرِ الأزواج ، وفيه عبرة ٌ لكل متعاونين على الاثم ، أو على اثم ٍ ما ، أو عدوان ٍما .[42]



ثالثا : فائدة في قول أبي لهب ٍ وزوجه .

قال شيخ الاسلام ابن تيمية ـ رحمه الله ـ : ويكونُ القرآن ُ قد عممّ الأقسام َ الممكنة ِ ، وهي أربعة ٌ :

أ ـ إما كابراهيم وامرأته .

ب ـ وإما هذا وامرأته .

ج ـ وإما فرعون وامرأته .

د ـ وإما نوح ٌ وامرأته . ولوط [43]ٌ وامرأته .[44]

رابعا ً : في هذه الآية ( تبت يدا أبي لهب وتبّ ) سؤالان أجاب عنهما الشيخ عطية محمد سالم حيث أورد السؤال فقال : لقد كان صلى الله عليه وسلم مع قومه في مكة ملاطفا ً حليما ً، فكيف جاء لعمّه[45] بهذا الدعاء ؟ .. ملاحظة ..اشرح هذا السؤال لهم



فأجاب فضيلته قائلا ً :

أنه كان يلاطفهم مادام يطمع في اسلامهم ، فلما يئس من ذلك ، كان هذا الدعاء في محلّه ، كما وقع من ابراهيم عليه السلام ، كان يلاطف أباه ( ياأبت لاتعبد الشيطان ) [ مريم : 44 ] . ( يا أبت إني قد جاءني من العلم مالم يأتك فاتبعني أهدك صراطا ً سوياً ) [ مريم : 43] ، فلما يئسَ منه تبرأ منه كما قال تعالى : ( فلما تبين له أنه عدوٌ لله تبرأ منه إن ابراهيم لأوّاهٌ حليم ٌ) [التوبة : 114 ] .



وأورد سؤالا ً آخر : وهو مجيء قوله تعالى : ( وتبَّ ) ، بعد قوله : ( تبّت يدا أبي لهَب ٍ ) ، مع أنها كافية ٌ سواء ً كانت انشاء ً للدعاء عليه أو اخبارا ً بوقوع ذلك منه .

والجواب ـ والله تعالى أعلم ُ ـ : أن الأول لما كان محتملا ً الخبر ، وقد يمحو الله مايشاءُ ويثبت ُ ، أو انشاء ً وقد لاينفذ كقوله : ( قتل الانسان ُ ما أكفره ) [ عبسَ : 17 ] ، أو يحمل على الذم فقط ، والتقبيح ُ ، فجاء َ ( وتــــــــــــبَّ ) لبيان أنه واقع ٌ به لامحالة ، وأنه ممن حقّت عليهم كلمات ُ ربك لييأس صلى الله عليه وسلم ، والمسلمون من اسلامه ، وتنقطعُ الملاطفة معه ، والله تعالى أعلم .

وقد وقع ماأخبرالله به ، فهو من اعجاز القرآن أن وقع ماأخبر به ، ولم يتخلف ( وتمت كلمة ربك صدقا ً وعدلا ً ) [ الأنعام : 115] ، وقوله : ( كذلك حقت كلمة ربك على الذين فسقوا أنهم لايؤمنون ) [ يونس : 33 ] . نسأل الله العافية ، إنه سميع ٌ مجيب ٌ.[46]



خامسا ً : قال ابن كثير ـ رحمه الله ـ : فأخبر عنهما بالشقاء ( يعني ابا لهب وزوجته ) وعدم الإيمان ِ ، لم يقيض لهما أن يؤمنا ولاواحدا ً منهما لاباطنا ً ولاظاهرا ً ، لامسرّ اً ولامعلنا ً فكان هذا من أقـــــــــــــوى الأدلة الباهرة ِ البــــــــــاطنــــــــــة ِ على النبـــــــوة الظــــــــاهرة ِ[47].[48]