01-02-2011, 01:34 PM
|
المشاركة رقم: 3 |
المعلومات | الكاتب: | | اللقب: | عضو | البيانات | التسجيل: | Apr 2010 | العضوية: | 7451 | المشاركات: | 22 [+] | بمعدل : | 0.00 يوميا | اخر زياره : | [+] | معدل التقييم: | | نقاط التقييم: | 10 | الإتصالات | الحالة: | | وسائل الإتصال: | | | كاتب الموضوع :
المتفائل2012 المنتدى :
الثقافة والتاريخ رد: مجلة النجاح في الثمانينات.. ما ترصده اقلام الجامعيين في تلك الفترة ليس هناك من فرق
بقلم: عادل الأسطة
قسم اللغة العربية
في الآونة الخيرة كنت التقيت بكذا طالب من طلاب جامعة النجاح الوطنية ممن قرروا الرحيل تاركين هذه
الجامعة من أجل الدراسة في جامعة غربية في الوطن العربي، وكنت أنهي حواري قائلا: إذا أردتم حقا
المغادرة، فغادروا ولكن إلى جامعة في عالم أخر غير العالم العربي ليقيني أن جامعات الوطن العربي كلها لا
تختلف من قريب أو من بعيد عن جامعة النجاح أو أية جامعة من جامعات الوطن المحتمل.
كانت وجهة نظر الطلاب تتلخص في النقاط التالية:
1. إن الدراسة في جامعات الوطن المحتل غير منتظمة، وأن الطالب غالبا ما يصاب بالإحباط الذي
يولد عنده حالة نفسية تحول بينه وبين الدراسة، ولعل القلق الناجم عن إمكانية الانتظام وعدمه هو
السبب في بروز هذه الحالة.
2. إن جامعات الوطن المحتل تعاني من نقص في الكفاءات العلمية، فمعظم الذين يدرسون في هذه
الجامعات لا يحملون شهادات علمية عالية، ولعل قسما كبيرا منهم يحملون الشهادة التي سيحصل
عليها خريج الجامعة.
3. الجو العام الذي تمر فيه الضفة الغربية، وهو جو مشحون دائما، والطالب مهما حاول عزل نفسه
ولو جزئيا عن هذا الجو فإنه لن يتمكن.
4. التمييز بين شهادة وشهادة، بمعنى أوضح فإن الشهادة التي تمنح للطالب من جامعات الوطن المحتل
تكون عائقا أمام حصوله على وظيفة حتى في الوطن المحتل، ولعل خريجي الجامعات العربية أكثر
حظا من حيث إمكانية التوظيف في الداخل والخارج، وعلى سبيل المثال فإن مكاتب التربية والتعليم
تضع في المرتبة الأولى خريجي الجامعة الأردنية فاليرموك....الخ.
5. عدم وجود تخصصات معينة، ولن أتحدث هنا عن هذه الوظيفة، لأن جل الطلاب الذين حاورتهم،
إنما يغادرون ليدرسوا التخصصات التي تتوفر هنا.
ولعل الطلبة محقون في بعض ما يذهبون إليه، غير أن بعض ما يذهبون إليه أيضا ليس له نصيب من
الحقيقة، وإذا أردنا مناقشة آرائهم رأيا رأيا نقول إن عدم انتظام الدراسة لأي سبب كان ليس سببا كافيا، وأرى
أن عدم انتظام الدراسة بسبب الحاجز مثلا يحمل في طياته نوعا من التحدي، بحيث أن الإنسان الواعي
يتساءل بينه وبين نفسه:
لماذا؟ وما هو البديل؟ وبالتأكيد فانه سيلجأ إلى طريقة التثقيف الذاتي، والأمر ذاته
فيما يخص النقطة الثالثة التي تتمحور حول الجو العام للضفة، وعلى سبيل المثال فان النماذج الراقية في
الأدب الفرنسي إنما كتبت تحت الاحتلال ووجدت طرقها إلى الجماهير التي تلقفتها، وكانت قصائد (لويس
أراغون) و(بول ايلوار) تتناقل وتحفظ، كما أن التاريخ يقول إن كثير من الشعوب حين تحتل تبدأ بمراجعة
ذاتها وقراءة تاريخها من اجل النهوض.
وفيما يخص النقطة الثانية وهي نقص الكفاءات فإني أشير إلى أ ن معظم الجامعات التي تبدو عريقة كانت قد
بدأت البداية هذه، وإني لأذكر أيضًا ما قاله أحد الأساتذة الذين علمونا من أ ن بعض الذين يحملون شهادة
الماجستير في جامعات عريقة مثل أكسفورد يشرفون على رسائل دكتوراه.
وتبقى النقطة الرابعة، وهي نقطة صحيحة ومع الطلاب الحق كل الحق في التنبه إليها والتركيز عليها، ويمكن
معالجتها ضمن إعداد لجنة لمناقشة الأمر مع المسئولين مث ً لا.
ولعلني لا أبالغ إذا قلت أن شيئًا مهما غاب ويغيب عن أذهان كثير من هؤلاء الطلاب، وهو أن القضية
الأساسية، وإن لم تكن القضية الكلية في الدراسة الجامعية، إنما يكون محورها الطالب، إذ لا فرق بين جامعة
وجامعة، وإنما هناك فرق بين طالب وطالب، طالب يريد أن يتعلم وآخر لا يريد أن يتعلم.
ولعلني لا أبالغ أيضًا إذا قلت: إن الجامعات في الضفة الغربية قد تحقق تقدمًا بينًا واضحًا إذا ما أدارت
بطلابها على جامعات الوطن الغربي كله، كيف ذلك؟ لعلني أخشى أن يساء التفسير حين أذكر السبب، ولكن
ما يمكن أن نحققه في الظروف الحالية على الرغم من كل المضايقات قد نعجز عن تحقيقه هناك، والكل
يعرف ذلك، وتبقى قضية مهمة يجب أن يعيها الطالب: هل يريد أن يتعلم؟ وإذا كانت الإجابة بالإيجاب فإنه
سوف يحقق الكثير، وسيجد المساعدة كل المساعدة من أساتذته على الرغم من عدم حصولهم على درجات
علمية متقدمة، إذ ليست الشهادة هي التي تمنح الإنسان القدرة والكفاءة، فكثير ممن يحملون شهادات لا يكونون
أه ً لا لها، أنا لا أنتقص من أحد، ولكن التاريخ يذكر لنا أسماء أشخاص ممن أبدعوا وأفادوا دون أن يحصلوا
على شهادات، وهذه الأسماء كثيرة، وجيلنا يعرفها.
ترى هل يغادر الطلبة جامعات الوطن المحتل للأسباب التي يذكرونها؟ قد يكون ذلك، غير أ ن دافعًا آخر
يجعلهم يغادرون وهو دافع لا يتعدى عاملا نفسانيًا نجم عن وضع اجتماعي مختلف تلخصه العبارة المألوفة
"لا مكان لنبي في وطنه"، ولعل قسمًا من الناس هنا ما زالوا غير مقتنعين بفكرة إمكانية وجود جامعة،
بالإضافة إلى أ ن قيمة الشهادة تستمد في الغالب من الطريقة التي حصل عليها فيها، فالذي يسافر ويتكلف
ويغترب يبدو مغايرًا للذي يظل موجودًا أمام الآخرين.
|
| |