12-13-2010, 03:18 AM | المشاركة رقم: 1 | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||
| المنتدى :
الإسلامي العام أحب الناس إلى الله أنفعهم صنائع المروف تقي مصارع السوء ----------------------------- قال صلى الله عليه وسلم : {صنائع المعروف تقي مصارع السوء والآفات والهلكات ، وأهل المعروف في الدنيا ، هم أهل المعروف في الآخرة} [رواه الحاكم عن أنس ، وصححه الألباني في صحيح الجامع] فكم من بلية غائبة في رحم الغيب أجهضها معروف بذلته أو همّ فرّجته أو حاجة قضيتها ، أو محنة أزحتها .. قال أحد السلف : {صانع المعروف لا يقع ، وإن وقع وجد متكئا} ورسولنا عليه الصلاة والسلام يقول : {أحب الناس إلى الله أنفعهم وأحب الأعمال إلى الله عز وجل سرور تدخله على مسلم ، أو تكشف عنه كربة ، أو تقضي عنه دينا ، أو تطرد عنه جوعا ، ولأن أمشي مع أخي المسلم في حاجة أحب إلي من أن أعتكف في المسجد شهرا ، ومن كف غضبه ستر الله عورته ، ومن كظم غيظا ولو شاء أن يمضيه أمضاه ، ملأ الله قلبه رضا يوم القيامة ، ومن مشى مع أخيه المسلم في حاجة حتى يثبتها له أثبت الله قدمه يوم تزول الأقدام} [رواه الطبراني ، وذكره الألباني في السلسلة الصحيحة] وعن جابر رضي الله عنه ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : {ما من مسلم يغرس غرساً إلا كان ما أكل منه له صدقة ، وما سرق منه له صدقة ، وما أكل السبع منه فهو له صدقة ، وما أكلت الطير فهو له صدقة ولا يرزؤه أحد إلا كان له صدقة} [ رواه مسلم ] وعن أبي هريرة رضي الله عنه ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : { لقد رأيت رجلاً يتقلب في الجنة في شجرة قطعها من ظهر الطريق كانت تؤذي الناس} [ رواه مسلم ] وهذا هو علي بن أبي طالب رضي الله عنه يقسم فيقول : {والذي وسع سمعه الأصوات .. ما من أحد أودع قلباً سروراً إلا خلق الله تعالى من ذلك السرور لطفاً ، فإذا نزلت به نائبة ، جرى إليها كالماء في انحداره حتى تطردها عنه ، كما تطرد غريبة الإبل} فإذا ابتليت بمرض وأعياك علاجه ، وتحير فيه الأطباء ، وأصابك اليأس وزحف الخوف نحو قلبك .. فتذكر هذا الدواء الناجح ، وجربه كما جربه هذا العالم المبارك، والزاهد التقي : " عبد الله بن المبارك " سأله رجل فقال يا أبا عبد الرحمن ، قرحة خرجت في ركبتي من سبع سنين ، وقد عالجتها بأنواع العلاج ، وسألت الأطباء ، فلم أنتفع به ... قال : اذهب ، فانظر موضعا يحتاج الناس فيه إلى الماء، فاحفر هناك فإنني أرجو أن ينبع هناك عين ، ويمسك عنك الدم ، ففعل الرجل فبرأ .. للمعروف خصال ثلاث: تعجيله، وتيسيره، وعدم المن به، فمن أخل بواحدة منها فقد بخس المعروف حقه، وسقط منه الشكر" بهذا أفادنا أحد الحكماء، وقد قال عمر بن الخطاب "لكل شيء شرف، وشرف المعروف تعجيله" وفى المثل العربى "خير البر عاجله" فالقرآن الكريم أمر بالمعروف فى المعاشرة "وعاشروهن بالمعروف" " هناك أمر فى معاشرة القرين لقرينته بالمعروف، فالزواج الذى لا يقام على المعاشرة بالمعروف لا خير فيه. فالإمساك بالمعروف "فأمسكوهن بمعروف" والفراق بالمعروف "أو فارقوهن بمعروف" وأن يكون القول معروفا "وقولوا لهم قولا معروفا" وأن تكون المصاحبة فى الدنيا معروفا "وصاحبهما فى الدنيا معروفا" وأكد القرآن أن قول المعروف أفضل من الصدقة المتبوعة بالأذى "قول معروف ومغفرة خير من صدقة يتبعها أذى" تلك هى أوامر القرآن فى إتباع سبيل المعروف فى هذه الحالات وغيرها. المعروف من خلال السنة النبوية فى رواية عن على بن أبى طالب، ومالك "اصنع المعروف إلى من هو أهله وإلى غير أهله فإن أصبت أهله أصبت أهله وإن لم تصب أهله كنت أنت أهله" فللمعروف أهمية عظمى هو فى البسمة صدقه، وهو فى الأمر به والنهى عن المنكر صدقة، هو فى الإرشاد صدقة، هو فى القيام بأى عمل ينفع الناس صدقة فقد روى البخارى عن أبى ذر "تبسمك فى وجه أخيك صدقة، وأمرك بالمعروف ونهيك عن المنكر صدقة، وإرشادك الرجل فى أرض الضلال لك صدقة، وإماطتك الحجر والشوك والعظم عن الطريق لك صدقة وإفراغك من دلوك فى دلو أخيك لك صدقة" والأحاديث كثيرة فى استحسان المعروف ونبذ المنكر ومنها أيضا"لا تحقرن من المعروف شيئا، ولو أن تلقى أخاك بوجه طلق" وفى رواية الترمذى حول العلاقة بين السخى والبخيل، فاعتبار السخى من أهل المعروف وفعل الخير "السخى قريب من الله، قريب من الجنة، قريب من الناس، بعيد عن النار والبخيل بعيد عن الله، بعيد عن الجنة، بعيد عن الناس، قريب من النار، ولجاهل سخى أحب إلى الله تعالى من عابد بخيل". المعروف من خلال ما قيل عنه قال أبو بكر الصديق: "صنائع المعروف تقى مصارع السوء" وقال على بن أبى طالب: "أسوأ ما فى الكريم أن يمنعك نداه، وأحسن ما فى اللئيم أن يكف عنك أذاه" وقال عبد الله بن عباس: "سادات الناس فى الدنيا الأسخياء، وفى الآخرة الأتقياء". وقال الحسن بن علي: "الكرم والتبرع بالمعروف قبل السؤال والرأفة بالسؤال مع البذل". أما عند غير المسلمين فهذا أفلاطون يقول "إن تعبت من البر فإن التعب يزول والبر يبقى وإن تلذذت بالآثام فإن اللذة تزول والآثام تبقى" ويضيف "لا تؤخر إنالة المحتاج إلى غد، فإنك لا تدرى ما يعترض لك فى غد" وفى المثل الهندى "البر هو الصديق الوحيد الذى يرافق الإنسان فى رحلته إلى الحياة الأخرى " وفى المثل الفرنسى "دموع البذل تغسل الخطايا" وفى المثل الانجليزي "الإحسان لا يفقر والرقة لا تغني" وفى آخر "الإحسان المتكلف لا يستحق الثناء" وفى المثل الأمريكي "من السهولة أن تجود بمال غيرك" وفى المثل اللاتيني "العبرة فى المعروف ليست فى مادته أو قيمته أو فى من تلقاه، بل نية من صدر عنه وطريقته". وأسمى ما قيل "اعمل المعروف ولا تنتظر الشكر عليه". وذكر أن امرأة جاءت إلى الليث بن سعد وفى يدها قدح فسألت عسلاً وقالت: إن زوجى مريض فأمر لها براوية عسل. فقالوا: يا أبا الحارث إنما سألت قدحا وكان يكفيها. قال: هى سألت على قدرها، ونحن نعطيها على قدرنا". تلك هى فضيلة المعروف وقد أمرنا الله عز وجل بالمعروف فكونوا يا معشر المسلمين من الذين "يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر" وخذوا حذركم من الذين "يأمرون بالمنكر وينهون عن المعروف ويقبضون أيديهم" ** قصـة عجيبـة ** هذه قصة عجيبة وردت في كتاب البر والصلة للإمام ابن الجوزي ، فتأمل ما رواه الإمام : عن عكرمة رحمه الله قال : إن ملكا ممن سبق ، قال لأهل مملكته : إن تصدق أحد بشيء لأقطعن يديه ! فجاء رجل إلى امرأة ، فقال : تصدقي علي ، قالت : كيف أتصدق عليك والملك يقطع يدي كل من يتصدق .. قال : أسألك بوجه الله ، لما تصدقت عليّ ، فتصدقت عليه برغيفين ، فعلم بذلك الملك ، فأرسل إليها فقطع يديها .. ثم إن الملك قال لأمه : دليني على امرأة جميلة أتزوجها ؟ قالت : هاهنا امرأة ما رأيت مثلها قط ، ولكن بها عيب شديد ، إنها قطعاء اليد .. فأرسل إليها ، فلما نظر إليها أعجبته ، فقال : أتريدين أن أتزوجك ؟ قالت : نعم .. فتزوجها ، ودخل بها ، فحسدها ضرائر لها ، فخرج الملك يقاتل عدوا ، فكتب ضرائرها إليه أنها فاجرة وقد ولدت غلاما ، فكتب الملك إلى أمه : خذي هذا الغلام ، فاحمليه على عنقها واضربيها ، واخرجيها من الدار إلى الصحراء ، وبينما هي تمشي والصبي على عنقها إذ مرت بنهر ، فنزلت لتشرب ، فبدر الصبي عن رقبتها فوقع في الماء فغرق .. فجلست تبكي .. وبينما هي كذلك .. مرّ بها رجلان ، فقالا لها : ما يبكيك ؟ قالت : ابني كان على عاتقي ، فسقط في الماء فغرق .. فقالا لها : أتحبين أن نخرجه لك ؟ قالت : إي والله .. قال : فدعوا الله عز وجل ، فخرج ابنها إليها ، ثم قالا : أتحبين أن نرد يديك إليك ؟ قالت : نعم ، فدعوا الله ، فاستوت يداها .. فقالا لها : أتدرين من نحن ؟ قالت : لا .. قالا : نحن رغيفاك اللذان تصدقت بهما !
أخر تعديل بواسطة الهاشمية القرشية ، 12-13-2010 الساعة 03:34 AM | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||
العلامات المرجعية |
يشاهد الموضوع حالياً: 1 (0 عضو و 1 ضيف) | |
| |
المواضيع المتشابهة | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | المشاركة الأخيرة |
الموجز البديع في الصلاة والسلام على الحبيب الشفيع | حفيدة العباس | الإسلامي العام | 0 | 03-03-2011 04:42 PM |
سنابل الخير | الهاشمية القرشية | الإسلامي العام | 3 | 07-11-2010 05:50 PM |
السيدة زينب بنت هاشم - عقيلة بني هاشم رضي الله عنها | هاشمي و افتخر | مشاهير من آل البيت | 1 | 01-27-2008 08:04 AM |
أم أبيها | أم أبيها | كل ما يخص آل البيت | 1 | 06-14-2007 07:48 PM |
صفات الحبيب صلى الله عليه وسلم | ام سلمه الهاشمي | نصرة القرآن والسنة ونبي الأمة | 2 | 12-29-2006 12:50 AM |