11-28-2010, 06:22 PM
|
المشاركة رقم: 1 |
المعلومات | الكاتب: | | اللقب: | عضو | البيانات | التسجيل: | Jun 2010 | العضوية: | 8096 | المشاركات: | 576 [+] | بمعدل : | 0.11 يوميا | اخر زياره : | [+] |
معدل التقييم: | | نقاط التقييم: | 10 | الإتصالات | الحالة: | | وسائل الإتصال: | | | المنتدى :
المنتدى العام المفتوح وقفة مع مثل شائع - وقفة مع مثل شائع -
( لحاجة في نفس يعقوب ) !!؟؟
… جملة نرددها وتعودنا على تردادها منذ زمن طويل فيـُقال لك مثلا ً أن فلان ما قال ذلك القول أو ما فعل ذلك الفعل إلا ( لحاجة في نفس يعقوب !) فتفهم من هذه العبارة أو هذه الإشارة أو هذا القول المأثور او المثل الشائع – وهو قول مقتطع من نص قرآني في الأصل ! - أن هذا الشخص ما قال ذلك القول الذي قاله وما فعل تلك الفعلة التي فعلها إلا لأنه لديه غرض خاص آخر وباطن غير ظاهر وراء ذلك القول أو ذلك الفعل !! … وفي الغالب أن ذلك الغرض هو غرض شخصي أناني أو سيئ بوجه عام !! .. هذا هو الشائع في إستخدام هذا المثل أو هذا التشبيه اللفظي ! …. فما هي حقيقة هذا المثل وما أصل هذا القول وهل نحن نستخدمه إستخداما ً سليما ً يوافق الحقائق التاريخية والدينية !؟
لقد إستوقفني هذا المثل أو هذا القول الشائع كثيرا ً ومرارا ً لأن إستخدامه في واقع كلام الناس كان يشير في الغالب الأعم إلى وجود غرض أناني وسيئ في الموضوع إستغربت في نفسي وإستنكرت أن يقاس الغرض الشرير والسيئ أو الأناني في نفوس بعض الناس بالحاجة التي كانت في نفس نبي الله والعبد الصالح سيدنا يعقوب الملقب بـ( إسرائيل ) عليه السلام !!!؟؟ … والأصل موجود في القرآن الكريم في سورة يوسف في قوله تعالى : ((وَقَالَ يَا بَنِيَّ لاَ تَدْخُلُواْ مِن بَابٍ وَاحِدٍ وَادْخُلُواْمِنْ أَبْوَابٍ مُّتَفَرِّقَةٍ وَمَا أُغْنِي عَنكُم مِّنَ اللّهِ مِن شَيْءٍ إِنِ الْحُكْمُ إِلاَّ لِلّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَعَلَيْهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُتَوَكِّلُونَ ** وَلَمَّا دَخَلُواْ مِنْ حَيْثُ أَمَرَهُمْ أَبُوهُم مَّاكَانَ يُغْنِي عَنْهُم مِّنَ اللّهِ مِن شَيْءٍ إِلاَّ حَاجَةً فِي نَفْسِ يَعْقُوبَ قَضَاهَا وَإِنَّهُ لَذُوعِلْمٍ لِّمَا عَلَّمْنَاهُ وَلَـكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ )) ( يوسف )
ولقد اختلف أهل التفسير منذ القدم في هذه " الحاجة " التي كانت في نفس يعقوب ماهي وما تكون ؟! .. فذهب أكثرهم إلى أنها عبارة عن الخوف من العين والحسد (*) ! .
فقال السيوطي في الدرالمنثور في قوله : إلا حَاجَةً فِينَفْسِ يَعْقُوبَ قَضَاهَا { يوسف: 68} قال : خيفة العين على بنيه .. وقال مثل ذلك الرازي وابن كثير والطبري وغيرهم .. وذهب آخرون إلى غير ذلك ! .. فقال الشوكاني في فتح القدير : وهي شفقته عليهم ومحبته لسلامتهم قضاها الله عليهم .. وقيل إنه خطر ببال يعقوب أن الملك إذا رآهم مجتمعين مع ما يظهر فيهم من كمال الخلقة وسيما الشجاعة أوقع بهم حسداً وحقداً أو خوفاً منهم فلذلك أمرهم سيدنا يعقوب بالتفرق لهذا السبب ! ….. وهكذا - عزيزي القارئ – فأنت كما تلاحظ هنا فإن الحاجة التي كانت في نفس سيدنا يعقوب كانت حاجة وولم تكن غرضا ً أنانيا ً دنيئا ً أو عدوانيا ً سيئا ً كما راج وشاع في إستخدام هذه العبارة التي أصبح كما ذكرت لك – وفي غالب كلام الناس – تدل على وجود الغرض والخداع والمكر أو نية الغدر والعدوان والكسب الأناني الشخصي !!
|
| |