09-01-2010, 08:15 AM
|
المشاركة رقم: 1 |
المعلومات | الكاتب: | | اللقب: | عضو | البيانات | التسجيل: | Jun 2010 | العضوية: | 8096 | المشاركات: | 576 [+] | بمعدل : | 0.11 يوميا | اخر زياره : | [+] | معدل التقييم: | | نقاط التقييم: | 10 | الإتصالات | الحالة: | | وسائل الإتصال: | | | المنتدى :
الإسلامي العام الادب مع اللة
أن الأدب مع الله تعالى يحتم على المسلم أن ينزه لسانه أن يخوض في باطل ، وأن ينزه بصره أن ينظر عورة أو يرمق شهوة أو ينظر لمحرم ، وأن ينزه سمعه أن يسترق سرا أو أن يستكشف خبئا ، كما أن على المسلم أن يفطم بطنه عن الحرام ويقنعها بالطيب الميسور ، ثم عليه أن يصرف وقته في مرضاة ربه وإيثار ما عنده من مثوبة وألا تستخفه نزوات العين ومتعها الخادعة ، أنه أن فعل ذلك عن شعور وثقة بأن اله تعالى يرقبه إذا سقطت صبغة الأدب عن وجهه كما تسقط القشرة الخضراء عن العود الغض فان ذلك يكون ديليلا على أن الحياة الفاضلة قد أذنت بالضمور والذبول ، ويوشك الحطام الباقي أن يكون حبطا للنار ، والسبب في ذلك أن المرء عندما يفقد أدبه مع الله يتدرج من سيئ إلى أسوأ ويهبط من رذيلة إلى أرذل ، ولا يزال يهوى حتى يصير في الدرك الأسفل وهذا هو معنى الحديث الذي يروى عن رسول الله صلى الله عليه وسلم والذي يكشف عن مراحل هذا السقوط والذي يبتدىء بضياع الأدب والحياء وينتهي بشر العواقب وزوال الإسلام والإيمان . روى ابن ماجة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ( أن الله عز وجل إذا أراد أن يهلك عبداً نزع منه الحياء فإذا نزع منه الحياء لم تلقه ألا ممقتا فإذا لم تلقه ألا مقيتا ممقتا نزعت منه الأمانة ، فإذا نزعت من الأمانة لم تلقه ألا خائنا مخونا ، فإذا لم تلقه ألا خائنا مخونا نزعت منه الرحمة ، فإذا نزعت منه الرحمة لم تلقه ألا رجيما ملعنا فإذا لم تلقه ألا رجيما ملعنا نزعت منه ربقة الإسلام ) أن الأدب مع الله هو العاصم من الدنايا وهو الداعي لكل الفضائل وقديما ذهب رجل إلى إبراهيم أين أدهم وقال له : يا أبا اسحق أنى مسرف على نفسي في ارتكاب المعاصي فاعرض علي ما يكون لها زاجرا ومستنقذ قال : أن قبلت خمس خصال وقدرت عليها لم تضرك المعصية ولم توبقك لذة ، قال : هات يا أبا اسحق قال : أما الأولى فإذا أردت أن تعصى الله عز وجل فلا تأكل من رزقه قال فمن أين آكل وكل ما في الأرض من رزقه ؟ قال : يأخذا أفيحسن بك أن تأكل رزقه وتعصيه ؟ قال : لا هات الثانية : قال وإذا أردت أن تعصيه فلا تسكن شيئا من بلاده قال : هذه اعظم من الأولى يأخذا إذا كان المشرق والمغرب وما بينهما ملك له فأين أسكن ؟ قال يأخذا أفيحسن بك أن تأكل رزقه وتسكن بلاده وتعصيه ؟ قال : هات الثالثة : قال وإذا أردت أن تعصيه وأنت تحت رزقه وبلاده فانظر موضعا لا يراك فيه فاعصه فيه قال يا إبراهيم ما هذا وهو يعلم السر و أخفي قال : يا هذا أفيحسن بك أن تأكل رزقه وتسكن بلاده وتعصيه وهو يراك ويعلم ما تجاهر به ؟ قال : لا هات الرابعة قال : فإذا جاءك ملك الموت ليقبض روحك فقل له أخرني حتى أتوب توبة نصوحا وأعمل لله صالحا ، قال : لا يقبل مني قال : يأخذا أفأنت إذا لم تقدر أن تدفع عنك الموت لتتوب وتعلم أنه إذا جاءك لم يكن له تأخير فكيف ترجو وجه الخلاص ؟ قال : هات الخامسة قال : إذا جاءك الزبانية يوم القيامة ليأخذوك إلى النار فلا تذهب معهم قال : انهم لا يدعونني ولا يقبلون مني قال : فكيف ترجو النجاة أذن ؟ قال له يا إبراهيم حسبي حسبي ، أنا أستغفر الله وأتوب إليه ولزم العبادة والأدب مع الله حتى فارق الدنيا .
وخلاصة القول : أن شكر العبد ربه على نعمه وحياؤه منه تعالى عند الميل إلى المعصية وصدق التوبة إلى الله والتوكل عليه وحسن الثقة به ورجاء فضله ورحمته والخوف من عقابه وبلاءه وحسن الظن به في انجاز وعده وانقاذ وعيده فيمن شاء من خلقه هو أدبه مع الله ، وبقدر تمسكه به ومحافظته عليه تعلو درجته ويرتفع مقامه وتسمو مكانته وتعظك كرامته فيصبح من أهل ولايته ورعايته ومحط رحمته وتنزل نعمته فيكون عبداً ربانيا يقول للشيء كن فيكون وهذا أقصى ما يطلبه المسلم ويتمناه المؤمن . إن كثير من أمور الدنيا يغري العبد ويدفعه إلى نسيان ربه ومنها النفس الأمارة بالسوء والهوى والشيطان ومفاتن الحياة الدنيا ، ولكن العاقل لو تأمل في أمر نفسه لوجد أن مايربطه بالله ويقربه منه إنما هو الأقرب والأكثر ، فمن حوله ملائكة الله الكرام أر لكاتبين يعلمون ما يفعله العبد ، ومعه ربه الذي يقول عن نفسه ( وهو معكم أينما كنتم ) ومعه نعم الله المسبغة ظاهرة وباطنه وتوجبا عليه أن يستخدمها في الشكر والطاعة وبين يديه الكتاب والسنة اللذان قال عنهما رسول الله صلى الله عليه وسلم ( تركت فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدي أبدا أمر بينا كتاب الله وسنتي ) ثم بين عينيه الموت الذي هو أقرب إليه من شراك نعله ، ثم هو كل يوم يودع موتى إلى قبورهم وغداً هو راحل إليهم وهناك سوف يجد ما عمل من خير محضرا وما عمل من سوء يود لو أن بينه وبينه أمداً بعيداً وهذا ما يحول بينه وبين المعاصي ويصرف عنه شياطين الأنس والجن والله الهادي سواء السبيل . الجزء الأول عبر الرابط http://forum.amrkhaled.net/showthread.php?t=351119
|
| |