أَنا راحِلٌ نَحوَ الحُسَينَ
أَنا راحِلٌ نَحوَ الحُسَينَ لأرتَوي ... مِن مَنهَلٍ أروى الخُلودَ طَويلا
انا راحلٌ نَحوَ الحُسَينَ لأشتَري ... صَكَّ الوَلاءَ بدَمعةٍ وعويلا
عَجَزَ الحَكيمُ بأن يُعالجَ عِلتي ... فمُصابَهُ تَرَكَ الفؤادَ عَليلا
وهُناكَ في قَلبي أمور كَثيرةٌ ... غَلَبَ الحَياءُ بأن أكونَ مُطيلا
كَم راوَدوني أَنْ أتيهَ بِغَيرِهِ ... عِشقاً ..فَما رَغِبَ الفُؤادَ بَديلا
فَهوَ الذي زَرَعَ الهُيامَ بِمُهجَتي ... لَيلٌ وأشرَقَ وَسطَهُ قِنديلا
عِشقي لَهُ ماكانَ يُعْرَفْ سِرِّه... حينَ أتخذتُ من الحُسَينِ خَليلا
هذا حَفيدَ ..(العارفين بأمره)... في صَفحَةِ التوراةَ والانجيلا
هذا ابنُ حَيدَرَةٍ مُجَندِلَ مَرحَباً ... حينَ انبَرى التكبيرَ والتهليلا
سَلْ خَيبَرٍ عَن ذو الفِقارَ تَجِدْ لهُ... بينَ السُطورِ مَفاخِراً وصَليلا
وانظرْ الى النَفَرِ الذينَ تَخَلّفوا... يومَ البراز بحاجةِ الظلّيلا
هذا ابنُ فاطِمةِ البَتولِ وسرَّها... في دارِها نَزَلَ الهُدى تَنزيلا
بهِ شرَّفَ اللهُ العِراقَ وأرضَهُ ... وَلِذا فَلَنْ تَجِدوا بِلادَ مَثيلا
في أَرضِه يُشفى العَليلَ من الأذى ... ولِذاكَ نَلثمُ تُربهُ تَقبيلا
أما الدُعاءُ فبالأجابةِ موقنٌ ... إنْ كانَ قلبَكَ مابِه تَحويلا
كم مَرَّ مِنْ طاغٍ بتُربَةِ كَربَلا ... عِندَ الدُخولَ مُطَئطِئا ًوَذَليلا
وكَأنه ثَورٌ لمَذبَحِهِ أتى ... يَمشي بِغَيرَ رَويَّةٍ وَدَليلا
إن الزيارَةَ للضَريح كَرامَةً حَتى تُواسِي حَيدَراً وَبَتولا
وَلِذا أَتَيتُ الى مَقامِكَ صارِخاَ وَتَرَكتُ خَلفِي أُمَيَّةً مَخذولا
أما الكِرامَ القادِمينَ زِيارَةً ... النورُ كانَ لدَربِهِمْ أكليلا
والأرضَ قَد فُرِشَتْ لهُم من سُندُسٍ... مَرحا بكلِّ نبيلةٍ ونبيلا
الكلُّ يَهتِفُ ياحُسَينَ لَكَ الفِدا... أكرمْ بِمَنْ قالَ الجُناةَ.. قَتيلا
وصَببتُ دَمعاً لِلحُسَينَ وَآلِهِ ... قَد أغرَقَ الكَفَّينَ والمِندِيلا
ماذا أقولُ وقد حَوى بدِمائِه ... مَجدَ الدُهور وقِمَّةَ التَبجِيلا
حينَ أرتَوَتْ تِلكَ الرمالُ بِنَحرِهِ ... شَمَخَتْ وأَومَتْ للطغاةِ.. رحيلا
تأريخنا كُتبتْ بأقلامِ الخَنا ... لاينفعَ التَغيير والتَجميلا
غُصِبَتْ حُقوقَ الطاهِرين وَلَيَتَهُم... حَصَلوا على جزءٍ من التعديلا
يامِنْ رَسَمْتَ الى الحَياةِ طَريقَها... لو لا دِماك لَما عَرِفتُ سَبيلا
جاءَ الخُلودَ الى مَقامِكَ زائِراً... كي يَرتَوي مِن مَنحَريكَ قَليلا
أنتَ الشَهيدُ وفي الجِنانِ مُخَلَّداً ... والدّهرُ يَشهَدُ ياأعزَّ قبَيلا
ياسَيدي ضَمَئي بِبعُدِك قاتلي ... هَيهاتَ يَبخلَ بالعَطاءِ أصيلا
إن جيئ بي يَومَ الحِسابَ مُكَبّلاً ... مَن ذا يَكونَ محُامِياً وَوَكِيلا
أنا قد كَسِبتُ السَيّئاتَ بغفلةٍ... واليومَ أعلمُ إنني مَسؤولا
لكنَّ لي أمَل شَفاعَةَ سادَتي ... وبِرَحمَةٍ مِن خالِق ٍمَأمولا
أقسِم عَليكَ بِمَن تَحِبَّ وتَرتَضي... وبِمَنْ أتى أرضَ الطفوفِ كَفيلا
خُذني اليكَ وضُمَّني مِن نارها... في رَحلِ آل مُحَمَّدٍ مَحمولا
يارَحمَةً ملأ الفَضاء بَريقَها... لمّا أتانا هادِيا وَرَسولا
أنوارَ مَجدٍ والجِبالَ رَواسِيا ...كَي لاتَميدَ ولا تَريدَ أفولا
يابحَرَ خَيرٍ للأنامَ مَعينكم... مَزنٍ يزيدَ على الدوامِ هطولا
بِسمِ الكِساء وَمِنْ تَخَفّى تَحتَه ... أدعوك ياربّ السماء مقيلا
فهم الَّذي خُلِقَ الوُجودَ لأجلِهِم... وتَنَزَلَ القُرانَ والتأويلا
مالي سِواهم إن أتيتُ بِزَلّتي... فَهُم الوَسِيلة والحِسابَ ثقيلا
لاتَعذِلوني قَد أطَلتُ بِوَقفَتي ... وَتَرَونَ حالي لايَطيقَ ..نحيلا
أنا راحِلٌ نَحوَ الحُسَينَ لأرتَوي ... مِن مَنهَلٍ أَروى الخُلودَ طَويلا
ابو حيدر الشريفي
2010/8/9
08-11-2010, 04:59 AM
انا راحل نحو الحسين ع 
المواضيع المتشابهة 
ابوحيدر الشريفي 
العرض الشجري
