وأدخلوني للمجلس ثم انصرف رجال الشرطة
فإذا بأحد الشباب يقدم لي طعاماً وقال كل بسم الله .
ولم أصدق ما أنا فيه .
وعندما أذن الفجر قالوا لي توضأ للصلاة وكنت وقتها بالمجلس خائفا أترقب.
فإذا برجل كبير السن يقوده احد الشباب يدخل علي بالمجلس
وكان يرتدي بشتاً وأمسك بيدي وسلم علي قائلاً :
هل أكلت ؟ قلت له : نعم وأمسك بيدي اليمنى وأخذني معه للمسجد وصلينا الفجر
وبعدها رأيت الرجل المسن الذي أمسك بيدي يجلس على كرسي بمقدمة المسجد
والتف حوله المصلون وكثير من الطلاب
فأخذ الشيخ يتكلم ويحدث عليهم ووضعت يدي على رأسي من الخجل والخوف !!!
يا آآآآالله ماذا فعلت؟
سرقت منزل الشيخ ابن باز وكنت أعرفه باسمه فقد كان مشهورا عندنا بباكستان.
وعند فراغ الشيخ من الدرس أخذوني للمنزل مرة أخرى
وأمسك الشيخ بيدي وتناولنا الإفطار بحضور كثير من الشباب
وأجلسني الشيخ بجواره وأثناء الأكل قال لي الشيخ :
ما اسمك؟ قلت له مرتضى.
قال لي : لم سرقت ؟
فأخبرته بالقصة .. فقال : حسنا سنعطيك 9000 آلاف ريال
قلت له المطلوب 7000 آلاف !!
قال الباقي : مصروف لك ولكن لا تعاود السرقة مرة أخرى يا ولدي.
فأخذت المال وشكرته ودعوت له.
وسافرت لباكستان وأجرت والدتي العملية وتعافت بحمد الله.
وعدت بعد خمسة أشهر للسعودية وتوجهت للرياض أبحث عن الشيخ وذهبت إليه بمنزله فعرفته بنفسي وعرفني
وسألني عن والدتي وأعطيته مبلغ 1500 ريال قال ما هذا؟ قلت : الباقي .. فقال : هو لك !!
وقلت للشيخ يا شيخ لي طلب عندك فقال ما هو يا ولدي.
قلت أريدأن اعمل عندك خادما أو أي شيء أرجوك يا شيخ لا ترد طلبي حفظك الله.
فقال : حسنا ..
وبالفعل أصبحت أعمل بمنزل الشيخ حتى وفاته رحمه الله ...
وقد أخبرني احد الشباب المقربين من الشيخ عن قصتي قائلاً:
أتعرف أنك عندما قفزت للمنزل كان الشيخ يصلي الليل وسمع صوتا في الحوش
وضغط على الجرس الذي يستخدمه الشيخ لإيقاظ أهل بيته للصلوات المفروضة فقط.
فاستيقظوا جميعا واستغربوا ذلك وأخبرهم أنه سمع صوتا
فأبلغوا أحد الحراس واتصل على الشرطة وحضروا عل الفور وأمسكوا بك.
وعندما علم الشيخ بذلك قال ما الخبر قالوا له لص حاول السرقة وذهبوا به للشرطة
فقال الشيخ وهو غاضب :
لا لا هاتوه الآن من الشرطة ؟ أكيد ما سرق إلا هو محتاج
ثم حدث ما صار في القصة ..
قلت لصاحبي وقد بدت الشمس بالشروق هون عليك الأمة كلها بكت على فراقه
فهذه
اخلاق علماء أهل السنة
منقول