08-23-2006, 08:00 AM
|
المشاركة رقم: 1 |
المعلومات | الكاتب: | | اللقب: | عضو | البيانات | التسجيل: | Aug 2006 | العضوية: | 329 | المشاركات: | 10 [+] | بمعدل : | 0.00 يوميا | اخر زياره : | [+] | معدل التقييم: | | نقاط التقييم: | 10 | الإتصالات | الحالة: | | وسائل الإتصال: | | | المنتدى :
الإسلامي العام الممنوعات في المساجد الحمد لله وحده, والصلاة والسلام على من لا نبي بعده, وعلى آله وصحبه ومن اتبع هديه..
أما بعد:
فإن للمساجد حرمتها ومكانتها؛ فهي بيوت الله تحترم وتقدس وتنزه من الأمور التي لا تليق بها فذلك من عبادة الله تعالى، ومن الأحكام والمسائل التي ينبغي على الدعاة والمرشدين من القائمين على المساجد إرشاد الناس إليها مما يتعلق بالمسجد وآدابه بيان الممنوعات التي لا تصلح لها المساجد, وإرشاد الأمة لذلك ليتجنبوها ويتعاون الجميع بالعمل على إزالتها بالوسائل المناسبة, ومن تلك الممنوعات:
1- يمنع وينزه المسجد عن النجاسات والقاذورات, وفي الحديث عن أنس بن مالك –رضي الله عنه-: (بينما نحن في المسجد مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، إذ جاء أعرابي فقام يبول في المسجد، فقال أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: مه مه!!, فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (لا تزرموه، دعوه). فتركوه حتى بال، ثم إن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- دعاه، فقال: (إن هذه المساجد لا تصلح لشيء من هذا البول ولا القذر، إنما هي لذكر الله -عز وجل- والصلاة وقراءة القرآن). فأمر رجلا من القوم فجاء بدلو من ماء فشنه (أي صبه) عليه)1.
2- يستهين بعض الناس بالبصاق, فلا يبالون بأن يبصقوا على الأرض أو على الجدران في أي مكان حتى في المسجد. وإذا كان البصاق على الأرض في الطرقات أذىً وإضراراً للغير، ومجافاة لآداب السلوك -وبخاصة بعد انتشار المناديل الورقية وغيرها- فإن فعله في المسجد أكثر إيذاء، حتى عده الشارع خطيئة، فقد روى الشيخان عن قتادة عن أنس –رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: (البزاق في المسجد خطيئة، وكفارتها دفنها)2، وروى مسلم عن أبي ذر -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (عرضت عليَّ أعمال أمتي حسنها وسيئها، فوجدت في محاسن أعمالهم الأذى يماط عن الطريق، ووجدت في مساوئ أعمالها النخاعة
تكون في المسجد لا تدفن)3.
3- تنزيه المسجد عن الروائح الكريهة: سواء أكانت من آثار أطعمة أو من غيرها، وقد ترجم البخاري لذلك بقوله: "باب ما جاء في الثوم النيئ والبصل والكراث"4 .
وروى مسلم من حديث طويل عن عمر –رضي الله عنه- أنه خطب الناس يوم الجمعة، وفيه:
"ثم إنكم أيها الناس تأكلون شجرتين لا أراهما إلا خبيثتين: هذا البصل والثوم، لقد رأيت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إذا وجد ريحهما من الرجل في المسجد، فأمر به فأخرج إلى البقيع فمن أكلها فليمتهما طبخاً"5. قال العلماء: "ويلحق بالثوم والبصل والكراث كل ما له رائحة كريهة من المأكولات وغيرها"6. قال القاضي عياض: "ويلحق به من أكل فجلاً وكان يتجشأ"7.
4- من فقد شيئاً فليطلبه خارج المسجد: ولا يرفع صوته في المسجد ليعرف بما ضاع منه ، ويطلب ردها ممن وجدها، فقد جاء النهي عن هذا -فيما رواه مسلم- عن أبى هريرة -رضي الله عنه- قال : قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (من سمع رجلاً ينشد ضالة في المسجد، فليقل: لا ردها الله عليك؛ فإن المساجد لم تبن لهذا)8.
5- يمنع رفع الصوت في المسجد: استنبط العلماء من النهي عن نشدان الضالة في المسجد، وعن البيع والشراء فيه كراهة رفع الصوت في المسجد؛ لأن رفع الصوت ملازم لما سبق9.
6- يمنع اتخاذ المسجد على قبر: فقد نهى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عن ذلك، ولم يشغله مرضه الذي توفي فيه عن أن يحذر الأمة من ذلك، حتى ولو كان القبر قبر نبي، خوفا من المبالغة في عظيمة والافتتان به، وربما أدَّى ذلك إلى الشرك، كما آل الأمر بكثير من الأمم السابقة.
فعن عائشة –رضي الله عنها- قالت : قال النبي -صلى الله عليه وسلم- في مرضه الذي مات فيه:
(لعن الله اليهود والنصارى؛ اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد)10.
7- يمنع شد الرحال لغير المساجد الثلاثة:
ولم يرخص النبي -صلى الله عليه وسلم- إلا إلى المساجد الثلاثة التي قال عليها رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد: المسجد الحرام, والمسجد الأقصى, ومسجدي هذا)11 -أي المسجد النبوي-.
لقد نقل الإمام القرطبي –رحمه الله- عن بعض العلماء تلخيصا جيدًا ، مما ينبغي أن يراعي في الآداب والممنوعات في المسجد فقال: "وقد جمع بعض العلماء في ذلك خمس عشرة خصلة ، فقال : "من حرمة المسجد أن يسلم وقت الدخول إن كان القوم جلوساً، وإن لم يكن في المسجد أحد قال: السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين، وأن يركع ركعتين قبل أن يجلس، وألا يشتري أو يبيع، ولا يسل فيه سهماً ولا سيفاً، ولا يطلب فيه ضالة، ولا يرفع فيه صوتاً بغير ذكر الله -تعالى- ولا يتكلم فيه بأحاديث الدنيا، ولا يتخطى رقاب الناس، ولا ينازع في المكان، ولا يضيق على أحد في الصف، ولا يمر بين يدي مصلٍّ، ولا ييصق ولا يتنخم ولا يتمخط فيه، ولا يفرقع أصابعه، ولا يعبث بشيء من جسده، وأن ينزه عن النجاسات والصبيان والمجانين، وإقامة الحدود، وأن يكثر ذكر الله –تعالى- ولا يغفل عنه, فإذا فعل هذه الخصال فقد أدَّى حق المسجد، وكان حرزاً له وحصناً من الشيطان الرجيم"12.
8- ويمنع الزخارف والنقوش التي لا فائدة منها، بل فيها إضاعة المال والإسراف والتبذير ، وإشغال المصلين عن العبادة. إن المتأمل في سيرة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وصحابته وسلف الأمة أن مساجدهم كانت متواضعة وبسيطة في مبانيها، ولكنها كبيرة في معانيها، حيث خرجت أجيالاً مؤمنة بالله فتحوا القلوب بطاعة الله, وفتحوا البلاد بأخلاقهم، وسماتهم الحسنة، وإيمانهم العميق وسيرتهم السوية الرضية, حتى انتشر الإسلام في بقاع الدنيا طولها وعرضها، وهذا هو ما يرجوه كل مؤمن بالله مخلص لدينه وعقيدته13.
والله أعلم, وصلى الله على محمد وآله وصحبه, والحمد لله أولاً وآخراً.
|
| |