02-23-2010, 10:08 AM | المشاركة رقم: 1 | ||||||||||||||||||||||||||||||||||
| المنتدى :
الكلمة الموزونة خواطر مغتـــرب بحكم عملي في مدينة تبعد عن مدينتي مسافة أقطعها في ساعة بالقطار، فإنني قد اقتربت كثيرًا من عالم الدراسة العجيب، إذ أن طلبة وطالبات الجامعات يستقلون القطار للوصول إلى الجامعات في تلك المدينة، وقد امتلأ ذهني بصور متلاحقة من المواقف التي رصدتها حواسي، مواقف المعاناة اليومية لهؤلاء الشباب، الذين يتركون بيوتهم في البكور إلى رحلة الأحلام. استوقفني مشهد يومي، أراه عند خروجي من منزلي، متوجهًا إلى محطة القطار، مشهد تلك الأم، التي تشيع ابنتها الطالبة إلى محطة القطار، في وقت لم يكد ينسلخ فيه النهار من قيد الظلام، تشيعها حتى تطمئن عليها، تُرى أي صورة تداعب خاطر الأم الحنون في خضم هذا العناء اليومي، لاشك أنها صورة المستقبل المنتظر، عندما ترى ابنتها تتدلى من رقبتها سماعة الطبيب، أو تقف أمام التلاميذ كمعلمة وقور. وها هي محطة القطار تمتلئ بالطلبة، وما إن يلوح القطار المتهالك من بعيد؛ حتى يتأهبوا للركوب، ليدركوا مقاعد لهم في سباق عنيف، ويظل الباقون واقفين على أقدامهم طوال ساعة من الزمن، ولا يزال القطار في كل محطة يقف فيها يحشد أفواجًا من الدارسين؛ لتزداد أعداد الواقفين، فترى تلك الفتاة الواهنة تترنح من طول الوقوف، وترى هذا الشاب الذي لم يحصل على كفايته من النوم، يغمض عينيه، وتأخذه سنة من النوم. وترصد العين أنماطًا مختلفة متباينة من سلوكيات في قضاء وقت الرحلة، ما بين فتى يمسك بكتاب الله، يفتتح يومه بتلاوته، وبين فتاة تتناقش مع زميلاتها مسألة في مادة ما، وربما جلس الرفقاء يتمازحون، تعلو صيحاتهم وضحكاتهم. لم تترك أحاديثهم لذهني مجالاً للشرود، أحاديث إلى حد ما تعكس اهتماماتهم، ومدى تفاعلهم مع الحياة الدراسية، ما بين مهتم بها، يتحدث عما يجري في قاعة المحاضرات، أو صعوبة المادة، أو عن أستاذها، وبين شاب غير عابئ، لا تمثل الدراسة عنده شيئًا ذا بال. اقتربت منهم أكثر أسبر أغوارهم، فإذا بالمستقبل يقلقهم، وماذا بعد التخرج والحصول على الشهادة الجامعية، هل سأجد فرصة عمل في ظل الظروف الصعبة، أم أنني سأكتفي بالنظر إلى شهادتي معلقة على الجدران. بعضهم يستاء من عجزه عن الإنفاق على نفسه في الدراسة، ويشعر بأنه يمثل عبئًا ثقيلاً على والديه، وود لو كان هناك متسع من الوقت ليمارس عملاً، يدر عليه مالاً يكفيه مؤنة الدراسة، وبعضهم يصب جام سخطه على الأوضاع والأحوال، وبعضهم يحدوه التفاؤل بأن يكون الغد أفضل. وبعد الوصول، يذهب كلٌ إلى كليَّته، ليقضي وقتًا طويلاً في قاعات المحاضرات، ثم تلقاهم في رحلة العودة قبيل المساء، ولكن ليس على ذلك الحال من النشاط والحيوية، التي تظهر عليهم في الصباح، فترى أكثرهم تبدو عليهم علامات الإرهاق، في رحلة متكررة، جعلتني أتساءل عن هذه الجهود، وهذه الآمال والأحلام: إلام تصير؟!).
| ||||||||||||||||||||||||||||||||||
02-24-2010, 10:43 AM | المشاركة رقم: 2 | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||
| كاتب الموضوع :
دمكم المغتـــرب المنتدى :
الكلمة الموزونة رد: خواطر مغتـــرب
| ||||||||||||||||||||||||||||||||||||
العلامات المرجعية |
يشاهد الموضوع حالياً: 1 (0 عضو و 1 ضيف) | |
| |
المواضيع المتشابهة | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | المشاركة الأخيرة |
خواطر و حوار عن الجرافولوجي عام للجميع وخاص للهاشمية القرشية | المتأمل جدا | الجرافولوجي Graphology | 6 | 03-30-2010 02:22 AM |
خواطر مقتطفه ... | دمكم المغتـــرب | الكلمة الموزونة | 6 | 03-20-2010 09:35 PM |
خواطر محشش... | أبو سلطان الشنبري | ابتسم وامرح | 4 | 11-16-2008 02:09 AM |
خواطر من قصص القراءن الكريم لسيدنا سليمان | الشريف خـالد | الإسلامي العام | 3 | 05-23-2007 05:29 PM |