|
رحمك الله يابا الحسن رحمة واسعة على بن أبى طالب بن عبدالمطلب بن هاشم بن عبد مناف،وأمه «فاطمة بنت أسد بن هاشم»، وهى أول هاشمية ولدت هاشميًّا، وقد أسلمت وهاجرت إلى «المدينة»، وهو ابن عم النبى ، وتربى فى بيته، لأن أباه كان كثير العيال قليل المال، فأراد النبى أن يخفف عن عمه أعباء المعيشة، فأخذه ليعيش معه فى بيته، وكان عمره يومئذٍ ست سنوات، فشاءت إرادة الله أن ينشأ «على» فى بيت النبوة، فوقاه الله أرجاس الجاهلية، فلم يسجد لصنم قط، وكان أول من أسلم من الصبيان. كان «علي بن أبي طالب» ربعة من الرجال، يميل إلى القصر، أسمر اللون، حسن الوجه واسع العينين، أصلع الرأس، عريض المنكبين، غزير اللحية، قوى الجسم. وعلي رضي الله عنه هو رابع الخلفاء الراشدين، وأحد العشرة المبشرين بالجنة، وحامل اللواء في أكثر المشاهد، وكان رضي الله عنه أحد أصحاب الشورى الذين نص عليهم عمر رضي الله عنه بعد أن طُعن. عُرف «علي بن أبي طالب» بالشجاعة والعلم الغزير، والزهد فى الدنيا مع القدرة عليها، وكان واحداً ممن حفظوا القرآن كله من الصحابة، ومن أكثرهم معرفة بالقرآن وبتفسيره وأسباب نزوله، وأحكامه، وكان من كتاب الوحى، وكان أقضى الصحابة رضى الله عنهم جميعاً، واشتهر بالفصاحة والخطابة وقوة الحجة، وقد زوجه الرسول ابنته «فاطمة»،وأنجب منها «الحسن» و«الحسين»، وهما اللذان حفظا نسل الرسول . وقد روى رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم (586) حديثاً. شهد «علي» المشاهد كلها - عدا تبوك - مع رسول الله ، فكان فى طليعة من صرعوا المشركين فى «بدر»، وواحداً من الذين ثبتوا مع رسول الله فى غزوة «أحد»، وحمل اللواء عندما سقط من يد «مصعب بن عمير» بعد استشهاده، حمله بيده اليسرى، وظل يقاتل بيده اليمنى، وصرع فى غزوة الخندق «عمرو بن عبد ود» فارس «قريش» والعرب كلها عندما لم يقدم أحد على مبارزته وأعطاه الرسول الراية يوم «خيبر»، وقال: «لأعطين اللواء غداً رجلا يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله»، وأخبر أن الفتح سيكون على يديه، وتحقق ذلك، وثبت مع من ثبتوا مع النبى فى «حنين». وفى غزوة «تبوك» خلفه النبى فى أهله يرعى مصالحهم وشئونهم، ولما تأذى من ذلك، وقال: يارسول الله، تخلفنى فى النساء والصبيان؟!، فقال له النبى : «أما ترضى أن تكون منى بمنزلة هارون من موسى غير أنه لا نبى بعدى ؟»، إشارة من النبى إلى أن «موسى» عندما ذهب لمناجاة ربه، ترك أخاه «هارون»، خلفاً له فى قومه، كما جاء فى قوله تعالى: «وقال موسى لأخيه هارون اخلفنى فى قومى وأصلح ولا تتبع سبيل المفسدين» «الأعراف:142» وكان رضى الله عنه موضع ثقة واحترام من الصحابة جميعاً، فكان من أكبر أعوان «أبى بكر الصديق» فى قمع حروب الردة، ولازم «عمر بن الخطاب»، فكان لا يقطع أمراً دون مشاورته، والاستنارة برأيه، وكان «عمر» يقول: «قضية ولا أبا حسن لها». وعاون «عثمان» بالرأى والمشورة مثلما كان يفعل مع «أبى بكر» و«عمر»، فلم يحجب عنه نصحه ومؤازرته فى الفتنة التى أطبقت على الأمة، وأرسل أولاده مع بقية أولاد الصحابة لحراسته والدفاع عنه، ثم ذهب بنفسه لمواجهة الأشرار. رُوِّعت «مدينة» رسول الله بمقتل أمير المؤمنين «عثمان بن عفان» - رضى الله عنه - وعم الناس الهلع والرعب، لهذه الجريمة التى أقدم عليها هؤلاء الأشرار. ثم تولي علي الخلافة بعد مقتل عثمان بن عفان سنة 35 هـ، فقام بعض أكابر الصحابة يطلبون القصاص من قتلة عثمان، وتوقع علي الفتنة، فتريث، فغضبت عائشة رضي الله عنها، وقام معها جمع كبير في مقدمهم طلحة والزبير، وقاتلوا علياً، فكانت وقعة الجمل سنة 36 هـ وظفر علي بعد أن كثر قتلى الفريقين.ثم كانت وقعة صفين سنة 37 هـ، فقام علي بن أبي طالب رضي الله عنه بعزل معاوية عن ولاية الشام، يوم ولي الخلافة، فعصاه معاوية، فاقتتلا مائة وعشرة أيام قُتل فيها من الفريقين عدد كبير وانتهى القتال بتحكيم أبي موسى الأشعري وعمرو بن العاص، ونقم الخوارج على الامام علي رضاه بالتحكيم، وكانت وقعة النهروان سنة 38 هـ بين علي وأباة التحكيم، وكانوا قد كفّروا علياً ودعوه إلى التوبة واجتمعوا جمهرة، فقاتلهم، وانتصر عليهم. وأقام علي بالكوفة ( دار الخلافة) إلى أن قتله عبد الرحمن بن ملجم المرادي غيلة في 17 رمضان سنة 40 هـ |
رد على: رحمك الله يابا الحسن رحمة واسعة ومن يدرس سيرة الإمام علي بن أبي طالب رضى الله عنه وشخصيته، فإنه لا يجد أنه قد جبن في موقع قط، ولا عرف عنه التردد في أمر يحتاج إلى إقدام أو قتال، لا في صغره ولا بعد ذلك، كما أنك لا تجده يقدم على امر طمعا في الغايات الدنيوية، كما ان الغايات الأخروية ليست هي العامل الاساس الذي يدفعه للتصدي للباطل والاقدام لنصرة الدين، وهذا ما يؤكد ان الشجاعة في علي رضى الله عنه هي خصلة ذاتية وسجية ولدت معه. ولذا نقرأ فى وصف ابا الحسن الوصف الرائع التالي وهو يتحدث عن شجاعة علي رضى الله عنه . [/b]. قال: 'وأما الشجاعة: فإنه أنسى الناس فيها ذكر من كان قبله، ومحا اسم من يأتي بعده، ومقاماته في الحرب مشهورة تضرب بها الامثال الى يوم القيامة، وهو الشجاع الذي ما فر قط، ولا ارتاع من كتيبة، ولا بارز أحدا إلا قتله، ولا ضرب ضربة قط فاحتاجت الأولى إلى ثانية، وفي الحديث 'كانت ضرباته وترا'، ولما دعا معاوية الى المبارزة ليستريح الناس من الحرب بقتل احدهما، قال له عمرو: لقد أنصفك، فقال معاوية: ما غششتني منذ نصحتني إلا اليوم! أتأمرني بمبارزة أبي الحسن وأنت تعلم أنه الشجاع المطرق! أراك طمعت في إمارة الشام بعدي! وكانت العرب تفتخر بوقوفها في الحرب في مقابلته، فأما قتلاه فافتخار رهطهم بأنه رضى الله عنه قتلهم أظهر وأكثر. قالت أخت عمرو بن عبد ود ترثيه: لو كان قاتل عمرو غير قاتله بكيته أبدا ما دمت في الأبد لكن قاتله من لا نظير له وكان يدعى أبوه بيضة البلد رحمك الله ياباالحسن رحمة واسعة من اقواله رضى الله عنه : "يأتي على الناس زمان لا يقرب فيه إلا الماحل , ولا يظرف فيه إلا الفاجر , ولا يضعف في إلا المنصف . يعدون الصدقة فيه غرما . وصلة الرحم منا . والعبادة استطالة على الناس . فعند ذلك يكون السلطان بمشورة النساء , وإمارة الصبيان , وتدبير الخصيان .(...لكن) إذا تغير السلطان تغير الزمان.(... و) صاحب السلطان كراكب الأسد يغبط بموقعه وهو اعلم بموضعه (... و) آلة الرياسة سعة الصدر .(... لكن) من ملك استأثر." " لا تستح من إعطاء القليل فأن الحرمان اقل منه . (...) ومن كثرة نعم الله عليه كثرت حوائج الناس إليه .(...) إن إعطاء المال في غير حقه تبذير وإسراف , وهو يرفع صاحبه في الدنيا ويضعه في الآخرة , ويكرمه في الناس ويهينه عند الله .(... لكن) ما أقبح الخضوع عند الحاجة والجفاء عند الغنى .(...) فالمال لا يبقى لك ولا تبقى له " |
رد على: رحمك الله يابا الحسن رحمة واسعة وكان من عادته رضى الله عنه ان يفطر كل ليلة في بيت احد من اولاده، وصادف ان تناول الافطار ليلة التاسع عشر من رمضان، اي ليلة الاعتداء عليه عند ابنته ام كلثوم، فقدمت له قرصا من الشعير ولبنا وقليلا من الملح، فقال لها رضى الله عنه : ما رأيت بنتا عقت اباها كما فعلت هذه الليلة، اتقدمين لي ثلاثة انواع من الطعام في إناء واحد! اتريدين ان يطول وقوف ابيك بين يدي الله يوم القيامة! وأصر على ان ترفع احد انواع الاكل، فرفعت الملح وتركت له اللبن والخبز. وفي اثناء خروجه من بيت ام كلثوم، أعاق ثوبه مسمار في الباب فانحل ازاره، فأخذ يشده وهو يقول: إشدد حيازيمك للموت فان الموت آتيك ولا تجزع من الموت إذا حل يناديك كما أضحكك الدهر كذاك الدهر يبكيك ثم نظر في النجوم فقال: لا كذبت ولا كذبت، انها والله الليلة التي وعدني فيها حبيبى رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولكن يُمحي الله ما يشاء ويثبت، وعنده أم الكتاب. قبل اذان الفجر خرج الامام الى المسجد استعدادا للصلاة، ودخل المحراب، وفي اثناء الصلاة، كان ابن ملجم يترصد له من وراء احدى اسطوانات المسجد ليفاجئة بضربة على رأسه، فيسقط الإمام على أثرها وهو يصيح: (فزت ورب الكعبة). وما ان سمع المصلون الخبر المفجع، حتى امتلأ المسجد والأزقة المحيطة به بالناس، وقد اعتراهم الحزن والذهول، من هول الصدمة وشدة المصيبة. بعد ان القت الجماهير القبض على القاتل. وفي اليوم، التالي طلب الإمام رضوان الله عليه من ولده الحسن أن يحضر له ابن ملجم، فسأله الإمام: (ما حملك على ما فعلت؟ فأطرق اللعين وقال: افأنت تنقذ من في النار؟ ثم قال الإمام لابنه الحسن: اطعموه واسقوه واحسنوا اليه). ثم التفت الى من حضر من بني هاشم والى اولاده قائلا: (لا ألفاكم يا بني هاشم ويا بني عبدالمطلب تخوضون بدماء المسلمين، تقولون قتل أمير المؤمنين. فان أنا مت، فضربة بضربة، وإياكم والمثلة، ولو بالكلب العقور. وان عشت، فانا ولي دمي). ولو قدر لأمير المؤمنين علي رضى الله عنه ان يعيش لأطلق سراح قاتله. إلا ان تلك الضربة الغادرة لم تمهله طويلا فرحل الى جوار ربه في الثالث والعشرين من شهر رمضان بعد حياة حافلة، بالجهاد والبطولة والتضحية، يعجز عن وصفها الواصفون، فقد قالت أم المؤمنين عائشة عندما سمعت باستشهاده: (لم يبق احد يستحي منه، لتفعل العرب ما تشاء). وقال معاوية عندما سمع باستشهاد علي رضى الله عنه (ذهب الفقه كله بموت علي). فسلام على أبي الحسن يوم ولد ويوم تربى في أحضان النبوة ويوم استشهد فصار عنوانا لكل المثل العليا التي نادى بها الاسلام. |
رد على: رحمك الله يابا الحسن رحمة واسعة إقتباس:
اجل إيش حالنا إحنا يا ويلاه الحمد لله والشكر على النعمة اللي إحنا فيها جزاك الله خير يا الجودي موضوع في قمة الروعة والله قرأته أكثر من مرة الله يجزاك بالجنة نرجو المزيد |
| كل الأوقات هي بتوقيت GMT +3. الساعة الآن 05:50 PM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Search Engine Optimization by vBSEO ©2011, Crawlability, Inc.