![]() |
كمموا الأفواه ساعة الغضب كمموا الأفواه في ساعات الغضب عن الأبناء :029::029::029: يحكي الأصمعي أنَّ قبيحةً قالت لأمها : يا أماه ، ما بالُ الناس يتفلون عليّ ؟ فقالت الأم : من حسنك يعوذونك من الحسد ! نحن نعيش في أزمنة التحطيم النفسي ، الذي يبدأ في البيت من الأم والأب والإخوان ، ثم يدخل في المدرسة مع المعلمين والأقران ، ثم يمتد إلى الأهل والأصدقاء . فَمَنْ زَلَّ أسقطوه ، ومن أخطأ رجموه ، ومن تعثر نفوه بألسنة حداد . إنها طاقةٌ يهدرها التحطيمُ النفسي ، وقدراتٌ ينفيها الاستعمالُ السيء للعجينة اللينة ، أيام الطفولة والصبا ... إنَّ الأمَّ العاقلةَ من تحفظ نفسَ ابنها من التحطيم ، وتقي عقلَ صغيرها من الهدم العظيم .. وإليك هذين المثالين : الأول : كان محمد بن عبد الرحمن الأوقص ، كان عنقه داخلاً في بدنه ، وكان منكباه خارجين ، فقالت له أمه : *" يا بني ، لن تكونَ في مجلسِ قومٍ إلا كنتَ المضحوكَ عليه المسخورَ منه ، فعليك بطلب العلم فإنه يرفعك " .* شخصت الأمُ المرضَ والعلاجَ .. عمل محمدٌ بنصيحة أمه ، واجتهد ، فولي قضاءَ مكةَ عشرين سنة ، وكان الخصم إذا جلس بين يديه يرتعد حتى يقوم . والثاني : ما جاء في قصة توماس أديسون : لما كان في الثامنة من عمره عاد إلى البيت من المدرسة وهو يشعر بالأسف ، لأن معلمه كلفه بتسليم مذكرة إلى والديه ، فقرأتها أمه "ناسي إليوت" أمام نظرات ولدها المترقبة لمحتوى المذكرة !! سألها ماذا يوجد بها ؟ فقالت له : *المعلم يقول لي : ابنك عبقري ، وهذه المدرسة متواضعة جداً بالنسبة له ، وليس لدينا معلمون يصلحون لتعليمه ، من فضلك علميه في البيت .* فقررت الأمُ أن تعلمه بنفسها ، حتى صار "أديسون" ذاك المكتشف الشهير في العالم كله ... ظفر "أديسون" بالرسالة بعد وفاة أمه فلما قرأها بكى ! فإنَّ الرسالةَ كانت تقول : "ابنك غبي ولا يصلح للتعلم" فمن كان يكون "أديسون" لو أنَّ أمَّهُ أخبرته بالحقيقة وحطمته من ساعته ! فالناسُ في هذه الأيام يحتاجون إلى أمهاتٍ عاقلاتٍ صالحاتٍ يصنعن اللبناتِ الأولى لأولادهن . فكم من كلمةٍ أفسدت نفساً زكيةً وخربت عقلاً ذكياً . وكم من عالمٍ ومصلحٍ في ثوب كَنّاسٍ ؟ زجت بهم الكلمات المحرقة ، والحروف الصارفة إلى سجون الأعمال الشاقة ، وكانت الثمرةُ المرجوةُ أجلَّ وأفخمَ .. فإذا رأيتم نابهاً نابغاً فقولوا الحمدُ لله الذي نجاه من كلمات التحطيم . وصدق من قال : ليس العَجَبُ فيمن هلك كيف هلك ، ولكِّن العَجَبَ فيمن نجا كيف نجا ؟ كمموا الأفواهَ في ساعات الغضب عن الأبناء ، واربطوا الألسنَ عن التحطيمِ في أيام البناء ! ورُبَّ صبرٍ على غلامٍ في صغره ، يكون سبباً لإمامته في كبره ، ورُبَّ كلمةٍ من حرفٍ واحدٍ تُسقِطَ النابِـهَ من القمة ! فخذوا الحكمة ! جزى الله كاتبها وناشرها خيراً آملين أن تصلَ جميعَ التربويين والتربويات والأباء والأمهات لدورهم الكبير في هذا الشأن . دمتم لطفاءَ مُعزِّزونَ للأجيال . - كتبه د / عبدالله بن هادي القحطاني |
كل الأوقات هي بتوقيت GMT +3. الساعة الآن 01:59 AM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Search Engine Optimization by vBSEO ©2011, Crawlability, Inc.