![]() |
نسائم السكينة في استقبال أهل المدينة نسائم السكينة في استقبال أهل المدينة هجران القلوب أعظم من هجران البلدان ، و جمـعتها روح ُسيد ولد عدنان ، فهو وإن كان قلبه من قبل قد غسلته الملائكة من كل درَن ْ ، حتى عاد كصفحة الذهب بلا فـَنـَن ، فقد هاجر إلى ربه العظيم ، بقلب نشهد بالله أنه سليم ، ولذا غفرت له ذنوبه أولها وآخرها ، وباطنها وظاهرها . فهو الذي ترك مكـة وقد نشأ على ترابها صغيرا ، وشابا ً بها وعمه بها كان له ظهيرا ً ، وخديجة صاحبة القصب ِ في الجنة كانت له نصيرا ، تركها ليهاجر َ إلى المدينة بصحبة الصديق ، ليخرج َ من الضيق ، إلى نصرة الأخ والصديق . فاتجه إلى حراء جنوب ِ مكة على خلاف العادة ، وهذا من التخطيط فدع عنك البلادة ، فإني ذاكر لك في هذه المقامة ، ماجرى لأهل المدينة من السلامة ، في ايوائهم لحبيب القلب ِ ـ أعني ـ محمدا ، وبايعوه على النصرة والجهاد مابقوا أبـدا . وقد طال انتظار الأنصار له في المدينة ، وكانت حالتهم يرثى لها من اشتياقهم إلى السكينة ، والتي ينتظرونها بقدوم الهادي البشير ، والسراج المنير ، فقد أسكنوه في قلوبهم ، وهم العارفون بصدق نبوته بعقولهم . فانظر لمن جـّربَ الحبَ وهو مشتاق ، إذا قيل له قد دنى التلاق ، فكم للقلب من ضربات ٍ تنساق ، وكلمات ٍ تفقد ـ لعشقها ـ كل اتساق ، فكيف إذا رأيت العيون َ من له تشتاق ؟ هنا تغادرُ الدمعات ُ بلـدها ، ولربما الروحُ جسدها . فآه ٍ يوم دخل إلى المدينة ابن عبدالله ، محمد ٍ رسول ِ الله ، ويالتني كنت ُ هناك فأوّاه أوّاه ، حتى أرو ِ عيوني من النظر إليه ، والاستماع إلى كلماته من بين شفتيه ، وأنظر إليه وهي يمشي على الأرض ْ ، فيمنعُ حبه ُعيني من الغمض ْ . فهناك بنى لله المسجدا ، وصلى فيه من لله تعبدا ، وبها الأمن بدخوله قد حلّ ، والكفرُ قد ارتحل ، حتى الأحقاد من قلوبهم انسـلّـت ، وخدودهم من القرآن وماسمعوه قد ابتـلـّت ، ولذا كانت المؤاخاة بين المهاجرين والأنصار بعدها ، فصار المسلمون أمة لاأحد يقف ضـدها ، ويبقى لأهل الهجرة فضلهم محفوظ ، وإن كان للأنصار بإيثارهم في القرآن محفوظ ، وجاء عن المختار ، أن الانصار دثار والناس شعار ، اللهم اغفر للأنصار وابناء وابناء وابناء الانصار ، هكذا كان الدعاء ، من خاتم الأنبياء ، فكيف وقد خيرهم يوم حنين بأن يرجعو بالسراج المنير ، والناسُ ترجع بالشاة والبعير ، فاختضلت لذلك لحاهم بالدموع ، وعادت قلوبهم له في خشوع .. وأتركُ أناملي قليلا لترتاح ، فقد عصرت عيوني ، وأتعبت جفوني ، وقد أخذ علينا في الميثاق ، أن من عظيم الأخلاق ، ان يكون الاتزان ، حاضرا ً في كل زمان ، ومنه لعينك حق عليك ، فأغلق هذه المقامة وماعليك . عاشق الحجاز. |
رد على: نسائم السكينة في استقبال أهل المدينة الله أكبر بالفعل استاذ طارق كلامك مؤثر كلام موزون ومحواه مضمون لله درك واصل فنحن نشتاق للمزيد |
رد على: نسائم السكينة في استقبال أهل المدينة محبي الشريف هشام ، لك ولجميل عبارتك مسك الكلام ، وموزون ومضمون مع تفجره بينابيع الكلام البليغ ، لأنه من تمام التبليغ ، وأما اشتياقك للمزيد ، فهذا دين علي ولعلي أعيد ، وإن عدنا عدتم ، على ماوعدنا ووعدتم . عاشق الحجاز |
رد على: نسائم السكينة في استقبال أهل المدينة كلام كبير ويسحر الألباب كيف لا ! وهو عن طيبة الطيبة وخير البشرية وأعظم جيل .. مبدع دائماً أستاذنا ومدربنا الكبير / طارق الخليفة |
رد على: نسائم السكينة في استقبال أهل المدينة إلى الهاشمية قلت : كلام كبير ويسحر الألباب ، هذا لأن لك نظرة ً تفتح الأبواب . وقلت : كيف لا : وهو أسلوب يدل على مدربة تعرف مواقع المــلأ . وقلت : وهو عن طيبة الطيبة وخير البشرية وأعظم جيل ، وهنا لك نقطة تسجيل . وماذكرتيه من الابداع ،فغير محتاج إلى الاقناع ، لأن الابداع له سبب ، فإذا عرف بطل العجب . |
رد على: نسائم السكينة في استقبال أهل المدينة إقتباس:
جزاك الله خير ما عليك زود |
كل الأوقات هي بتوقيت GMT +3. الساعة الآن 10:19 PM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Search Engine Optimization by vBSEO ©2011, Crawlability, Inc.